-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 02-09-2018 09:24 AM     عدد المشاهدات 1429    | عدد التعليقات 0

(المسعف الصغير) في المحافظات لتدريب الأطفال على مبادىء الإسعاف

الهاشمية نيوز - حادثة الطفل فراس الغرايبة الذي فارق الحياة بعد تعرضه لحادث سقوط باب المدرسة على جسده الصغير، وغياب الإسعافات الأولية اللازمة حينها؛ أوجدت فكرة تستوجب أن يكون هناك تدريب وتعريف للأطفال في المرحلة العمرية المدرسية للقدرة على تقديم المساعدة الأولية لأنفسهم وللآخرين.
هذه الفكرة نتج عنها مبادرة "المسعف الصغير" التي انطلقت في مطلع العام الحالي، بعد عمل وتخطيط دؤوب من الفتيات والشباب المتطوعين الذين حرصوا على أن يكونوا جزءا من هذه المنظومة الاجتماعية التربوية التثقيفية، من خلال توفير العديد من الدورات لتصل مختلف مناطق المملكة ولكل الفئات التي يمكن أن تستفيد من تلك الورش التي تُعقد بتنظيم من المبادرة وبدعم من مختصين يقومون بعمليات التدريب.
ميساء الزعبي، مؤسسة مبادرة المسعف الصغير، تم اختيارها مؤخرا لأن تكون متحدثة في مؤتمر Global Summit VI الذي يعقد خلال الشهر الحالي، باعتبارها من صانعي التغيير في جميع القطاعات والميادين، وقامت مؤسسة الشباب الدولية باختيارها "كأحد رواد الأعمال الاجتماعية الرائدة".
الزعبي التي تخرجت مؤخراً بتخصص الإسعاف الطبي، انطلقت في عملها التطوعي والتدريب على الإسعافات الأولية من منطلق حقوقي، على حد تعبيرها، وجاء ذلك من خلال محاولتها تطبيق بند من بنود حقوق الإنسان بأن لكل طفل حقا بالرعاية والعناية الخاصة ومن حقه الحصول على الأمن والسلامة.
وبينت أن ما تقوم به المبادرة ما هو إلا تطبيق لتوفير بيئة آمنة للطفل لتمكنه من رعاية نفسه في حال تعرضه لموقف يتطلب ذلك، ولم يتواجد حوله من يقدم له تلك المساعدة "الطارئة".
رغبتها الجامحة في أن تطبق ما تؤمن به من حق الطفل بعيدا عن أي تمييز، وأن يكون مثقفا، ولديه القدرة على التعامل مع الحالة الطارئة التي قد يتعرض لها أو من هو بالقرب منه؛ دفع الزعبي لأن تعمل على تطوير مبادرتها التي بدأتها بشكل شخصي، وتقديم ورش العمل للأطفال، إلى أن أصبحت الآن تقود فريقا متكاملا من المسعفين والممرضين القادرين بالفعل على مساعدة الأطفال في تدريبهم على الإسعاف والعلاج السريع.
ما يقارب 1470 طفلا تلقوا التدريب لغاية الآن منذ إنطلاق المبادرة، وتسعى الزعبي بالوصول إلى أكبر عدد ممكن، ولمن هم أقل قدرة على التنقل وبحاجة ماسة إلى تعلم الإسعافات الأولية، فهي تسارع دون تردد إلى تقديم الدورات التدربيبة للأطفال اللاجئين، الذين فرضت عليهم ظروف الهجرة أن يواجهوا العديد من المصاعب بالحالات الطارئة، بالإضافة إلى العمل على تمكين الشباب من التعامل مع الحالات الصعبة بمجتمعاتهم ومدارسهم.
والإسعافات لها استراتيجية خاصة، إذ لا يتم الموضوع بشكل عشوائي، بل هنالك طريقة بحسب العمر والثقافة العامة للفرد، بحيث يتم تقسيم المتدربين من الأطفال للفئتين العمرية ما بين 11 إلى 14 سنة، والفئة الأخرى من 16 إلى 18 سنة، ويختلف الأطفال في تلقيهم للمعلومة، ولكن يصبحوا بعد تلك الورش قادرين على مساعدة أنفسهم وغيرهم، كما أظهرت التجربة معهم منذ إنطلاق المبادرة.
وتوضح الزعبي أن المحفز لكل ما يقوم به الفريق التطوعي، الذي جاب 7 محافظات هو الحاجة المُلحة لتوعيّة الأطفال واليافعين بأهمية الإسعافات الأولية والرعاية الطبيّة وتدريبهم على المُمارسات السليمة والمهارات المطلوبة، والتعرّف على وسائل وأدوات السلامة العامة في البيئات المختلفة.
وبعد انطلاقتها بفترة قليلة، حصلت الزعبي على منحة من المنظمة الدولية للشباب ضمن مشروع "بادر" والدعم من صندوق الابتكار المجتمعي، التابع للمنظمة، وتقول "توقفت المنحة الآن ولكن العمل مستمر في مبادرتنا التي استطعنا أن نوفر فيها الأدوات الأساسية للتدريب".
ومن خلال التعامل مع الأطفال، تبين أن الفريق المتطوع لديه القدرة على تقديم التدريب لباقي الأطفال، وهو ما حصل بالفعل، حيث تحولت إحدى الفتيات المتدربات إلى مدربة تعلم زملاءها في المدرسة أسس الأسعافات الأولية في الحوادث التي قد يتعرضون لها بكل مكان.
رؤية "المسعف الصغير" تتمثل في أن تكون هناك منصة توعوية تعمل على رفع ثقافة المجتمع بأهمية الإسعافات الأولية، وتوفير التأهيل والتدريب المناسب للأطفال والطلاب في أماكن تواجدهم، ورفع حس المَسؤولية للتعاملِ مع الحالات الطارئة وتعريفهم بأرقام الطوارئ المهمّة وكيفيةِ إعطاء المعلومات عن حالة الإصابة.
إلى ذلك، خفض نسب الإصابات وحالات الوفيات الناجمة عن عدم المعرفة والجهل بالاسعافات الأولية من خلال العمل على زيادة الوعي الصحي الطبي، والممارسات السليمة في التعامل مع الحالات الطارئة بين فئات المجتمع المختلفة، عدا عن تشجيع الأمهات والآباء لبناء الثقة في أبنائهم وحثهم على تعلّم الإسعافات الأولية بشكل سليم وآمن.
اختيارها كفتاة رائدة في المجتمع ومؤثرة من قبل المنظمة الدولية للشباب في هذا العمر المبكر، يدفع بالزعبي لأن تضع لنفسها تطلعات وخططا مستقبلية لضمان استمرارية العمل التطوعي الذي تقوم به، فهي تحاول من خلال المسعف الصغير، تخصيص كرفان مُتنقل للمشروع مزوّد بما يلزم للتدريب، إذ يَسهل الوصول للفئات المستهدفة في كل مكان وحصولهم على حقهم. كذلك تشكيل 12 فريقا للمسعف الصغير في جميع المحافظات بمعدل فريق لكل محافظة، وأن يكون هناك إدراج لمادة تعليمية لطلبة المدارس عن الإسعافات الأولية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :