-

كتابنا

تاريخ النشر - 03-09-2024 09:51 AM     عدد المشاهدات 1    | عدد التعليقات 0

ورجع أيلول .. ذاكرة شعبية وظواهر مناخية

الهاشمية نيوز - عمان
شهر أيلول في التراث المشرقي
د.احمد محمود جبر الشريدة
شهر « ايلول « هو الشهر التاسع في التقويم( الجريجوري الروماني الشمسي( GREGORRIAN CALENDER ) ( والمعروف بـ (سبتمبر (SEPTEMBER : يطلق عليه في التقويم « الآرامي - السرياني « في المشرق العربي ( أيلول )، ويقابلها في اللغة العربية ( ول ) بمعنى الصراخ والعويل، حيث يقام في هذا الشهر المناحة ( النواح ) على الاله ( تموز ) حسب التقاليد البابلية.
عدد ايام شهر أيلول سبتمبر 30 يوما، ولعل اشهر الامثال الشعبية الشفوية المتداولة عن « ايلول « في المشرق العربي ( ايلول ذنبه مبلول ) و (« بأيلول طرفه بالشتاء مبلول» ) اي انه في الغالب « قد « تسقط امطار في الايام الاخيرة منه، اضافة الى المثل التالي ( « بين اّب وأيلول شوب وحر قد ما تقدر قول).
أما من الناحية الفلكية، فيبدأ في شهر ايلول – سبتمبر فصل الخريف (الاعتدال الخريفي) 22/09 وهو اليوم الذي يتساوى طول الليل والنهار في شتى بقاع الأرض، وسمي هذا الفصل « خريفا « لان الثمار تخرف فيه، وهو فصل يتفاءل فيه الكثير من الناس، وقد حظي بقصائد عدة في الشهر العربي المعاصر ومن اشهر تلك القصائد قصيدة (أيلول) للشاعر إيليا أبو ماضي، وقصيدة (عوْدة أيلول) للشاعر نزار قباني.
وقد حظي شهر « ايلول « بأغان جميلة للسيدة فيروز والتي من اشهرها ،(ورجع» أيلول « و أنت بعيد بغيمي حزيني )، ( ورقة الاصفر شهر « ايلول « تحت الشبابيك )، (يصير يبكيني شتي» أيلول» )، ( ليالي شتي» أيلول « بتشبه عينيك )،( و نبقى حبيبي غريبي و غريب أنا و» أيلول» ).

شهر أيلول في الذاكرة الشعبية
هاني علي الهندي
«أيلول ذنبه مبلول»
مع أن شهر أيلول امتداد لفصل الصيف إلا أنه يعتبر من أشهر الخريف، ويسمى شهر الصليب، الذي يحتفل به المسيحيون في 14 أيلول حسب التقويم الغربي و27 حسب التقويم الشرقي.
تظهر به الظواهر المناخية الخريفية بعد عيد الصليب فقالوا: «بعد عيد الصليب كل أخضر بسيب»، حيث تتساقط أوراق الأشجار وتختفى الخضرة تقريبا مع احتمال سقوط الأمطار في أواخره فقالوا: « أيلول آخره مبلول»، تسمى الوسم البدري، وشتوة المساطيح وشتوة الصليب نسبة إلى عيد الصليب، وشتوة النقطة، كذلك تُسمى شتوة (مْنَبْهات الرعنه)، وشتوة (الذبانه) لكثرة الذباب المنتشر على مساطيح التين، كما تسمى مطرة الزيتون لأنها تغسل ثمار الزيتون من الغبار والأوساخ المتراكمة طيلة السنة. ويعلن القول الشعبي انتهاء فصل الصيف فقال: «مالك صيفات بعد الصليبات»، إذ ينصرف الحر وتبدأ درجات الحرارة بالانخفاض.
وفي شهر أيلول تطلع الصرفة وهي إحدى منازل القمر، وإذا طلعت أخذت العرب احتياطاتها لانصراف الحر وقرب سقوط المطر فقالوا في أسجاعهم: «إذا طلعت الصرفة احتال كل ذي حرفة حرفة، وجفر كل ذي نطفة، وامتيز عن مياه زلفه»
مع ارتفاع درجة الحرارة نهارا، إلا أن الليل لا يخلو من البرود، كما تظهر الغيوم في السماء وقد تؤدي إلى هطول غزير فقالوا: «إن صلّب الصليب لا تأمن الصبيب» رغم قولهم: «في الصليب المطر طروحات» أي يكون المطر خفيفا.
ويدرك الفلاح أن نضج الزيتون يبدأ في شهر أيلول كما يبدأ تلوينه فقالوا: «أيلول دباغ الزيتون» وفيه يتحرك الزيت في الحب فقال: «في أيلول بدور الزيت في الزيتون»
و يدرك وأن سقوط المطر على العنب والتين يسبب التعفن والتلف فقال: «إن صلّبت خرَّبت».
وفي أيلول يقل الحليب لأن الإناث تكون قد حملت فقالوا: «بعدك يا صليب ما ظل حليب» بينما يقوم مربو النحل من الفلاحين بجني العسل بعد اكتماله: «بأيلول طار النحل والمنحول»
يحرص الفلاح على تخزين مونته وحفظها لاستعمالها في فصل الشتاء: «في أيلول موِّن لعيالك وشيل الهم من بالك» فيقوم بتجفيف التين قطينا والعنب زبيبا أو دبسا كما قالوا: «الصليب ميزان المونه» مع مراعاة المثل: «لا تقطع العنب للزبيب إلا تيمر الصليب» كما يقوم الفلاح بتخزين الحمص والبرغل والفول والعدس لاستعمالها في فصل الشتاء فقال: «دبِّر المكول للعدس والحمص والفول»






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :