تاريخ النشر - 30-07-2024 12:35 PM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
العواصف الشمسية والتحديات الجديدة للأقمار الصناعية في عصر الفضاء الحديث

الهاشمية نيوز -
الدكتور علي الطعاني
شهدت الأرض أكبر عملية مناورة جماعية للأقمار الصناعية في التاريخ بسبب عاصفة شمسية قوية حدثت في شهر أيار الماضي من هذا العام. حيث أضطرت أكثر من 5000 مركبة فضائية وقمر صناعي إلى تغيير مسارها للحفاظ على ارتفاعها وتجنب الانجذاب نحو الأرض نتيجة العاصفة الجيومغناطيسية التي كانت تدفع الأقمار نحو الأسفل، وبالتالي انجذابها وتحطمها في الغلاف الجوي الارضي.
حيث تبين أن معظم الأقمار الصناعية المتأثرة كانت تابعة لشركة سبيس إكس ضمن مشروع ستارلينك. وكانت تحتوي هذه الأقمار على أجهزة استقبال وقدرات مستقلة لتجنب الاصطدام في الغلاف الارضي، مما مكنها من عمل مناورة ذاتية عند استشعار بتأثير العاصفة.
حيث كان السبب الرئيسي للمناورة هو الزيادة المفاجئة في حجم الغلاف الجوي الارضي، والذي امتص كمية هائلة من الطاقة من العاصفة الشمسية، مما أدى إلى انتفاخه وزياده في حجمه، مما يعني قدره اكبر في سحب الأقمار نحو الأرض. وفقًا لبيانات الأشعة تحت الحمراء من مركبة الفضاء TIMED التابعة لناسا.
هذه الظاهرة لم تكن الأولى من نوعها، فقد حدثت عواصف مماثلة في الماضي، مثل عواصف الهالوين عام 2003. ومع ذلك، كان عدد الأقمار الصناعية في ذلك الوقت أقل بكثير (أقل من 1000 قمر صناعي)، مما جعل تأثير العاصفة أقل خطورة ولم يتطلب مناورة جماعية كبيرة مثل التي حدثت في شهر ايار الماضي.
يشار إلى أن العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت في شهر ايار هي ناتجه من الدورة الشمسية رقم 25 للشمس، والتي كانت أول عاصفة شمسية كبيرة تضرب الأرض في عصر الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض التي تهيمن عليها الأقمار الصناعية التجارية الصغيرة. منذ إطلاق أقمار ستارلينك في عام 2019. حيث ازداد عدد الأقمار الصناعية النشطة إلى حوالي اكثر من 10000 قمر صناعي، مما يجعل أي مناورة جماعية تشكل تحدياً كبيراً لمشغلي الأقمار.
من المتوقع أن تتكرر مثل هذه العواصف الشمسية الكبيرة خلال فترة الذروة للدورة الشمسية في 2024-2025، في وقت يستمر فيه إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية. هذا يخلق مخاطر جديدة وغير مسبوقة تتطلب مراقبة دقيقة لتجنب الاصطدامات وضمان سلامة جميع الأقمار في الفضاء.
* رئيس قسم الفيزياء / جامعة البلقاء التطبيقية