-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-11-2023 10:33 AM     عدد المشاهدات 30    | عدد التعليقات 0

حل الدولتين بين تصريحات بايدن والتهجير القسري

الهاشمية -
عمر عليمات

في الوقت الذي ينشر الرئيس الأمريكي جو بايدن مقالاً في صحيفة واشنطن بوست يؤكد فيه حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته تتزايد تصريحات الاحتلال الإسرائيلي عن اجتياح قواته لجنوب غزة، في إشارة واضحة إلى محاولة ممنهجة لتنفيذ خطة التهجير القسري التي تتبناها إسرائيل.

مئات الآلاف من سكان غزة نزحوا إلى جنوب القطاع في الأسابيع الماضية هرباً من الحرب المستعرة في الشمال، والآن تمارس معهم قوات الاحتلال ذات السيناريو الذي مارسته في الشمال، حيث يتم إلقاء منشورات على خان يونس تطالبهم بالنزوح من جديد، ولكن إلى أين هذه المرة؟.

معظم سكان غزة يعيشون الآن في الجنوب وأي عملية عسكرية تعني مجازر جديدة واستمرار الإبادة الجماعية دون أي رادع، فالعالم رغم كل تصريحاته وحديثه عن حماية المدنيين ورفض التهجير إلا أنه غير معني فعلياً بوقف هذه الحرب، ومنع تنفيذ المخطط الإسرائيلي.

إسرائيل ماضية في مخططها لإفراغ القطاع، وتعمل على دفع الغزيين إلى رفح، بحيث تصبح الحياة غير ممكنة لأكثر من مليوني إنسان في بقعة جغرافية صغيرة جداً، وهذا ما سيؤدي إلى حشر مصر في الزاوية، وتركها أمام خيارين لا ثالث لهما إما الإصرار على رفض التهجير أو القبول بكارثة إنسانية على حدودها، وفي كلا الحالتين مصر ستقع تحت ضغط دولي وإنساني لا يمكن تحمله، إلى جانب الضغوط الشعبية العربية التي ستقودها عاطفتها بشكل يوجه الإدانة من إسرائيل إلى القاهرة، والتجارب كثيرة في هذا المجال، فلطالما انساقت الشعوب وراء عاطفتها دون أن تدرك أنها تساعد في تنفيذ مخططات هدفها تصفية القضية الفلسطينية.

الرئيس الأمريكي يتحدث في مقاله عن حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، ويسرد كل مبررات الحرب وضرورتها، لكنه يتجاهل أسبابها وتاريخها الطويل، ويتجاهل كيف تقوم دولة فلسطينية في ظل السياسة التوسعية في الضفة الغربية ومخططات التهجير التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة.

إسرائيل عازمة على ركوب موجة التعاطف والدعم الغربي المفتوح لتنفيذ خطة التهجير، وهي وإن كانت تراجعت عن التصريح علناً بذلك إلا أنها تمارسه على الأرض، وهي مقتنعة بأن الحديث عن حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ليست سوى تصريحات هلامية تفتقد لآلية واضحة تجبرها على التنفيذ والقبول بهذا الحل، لذا تقوم باستغلال الوقت وإعادة الوضع إلى سياسة الأمر الواقع.

الأردن اليوم يمثل رأس الحربة في الوقوف بوجه عملية التهجير القسري، ولكن الواقعية السياسية تقول إن الأردن ومصر بحاجة إلى غطاء إقليمي ودولي حقيقي لمنع هذه العملية، غطاء يتضمن موقفا عربيا صلبا وقرارات دولية ملزمة لا تصريحات فضفاضة تتآكل مع كل خطوة إسرائيلية على الأرض، وإلا سنجد مئات الآلاف من الغزيين مجبرين قريباً على التكدس في مواجهة الجنود المصريين، لتصبح الأزمة إنسانية عربية خالصة وإسرائيل تتفرج من بعيد.

باختصار، إسرائيل عملت على حرق شمال غزة وحولته إلى أرض غير قابلة للحياة والعيش، واليوم تتجه نحو الجنوب لتنفيذ ذات المخطط، وإذا نجحت في ذلك فالضفة الغربية لن تكون أحسن حالاً، والواقع يقول إن الأردن ومصر أمام موجة عاتية من الصلف الإسرائيلي، في مقابل مزاد دولي تتزعمه واشنطن للتصريحات والرفض الكلامي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :