-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 20-03-2023 11:05 AM     عدد المشاهدات 201    | عدد التعليقات 0

شريان الجنوب، مدينة خطية جديدة

الهاشمية نيوز -

م. معاذ المبيضين

بلغ عدد السكان المقدر بالأردن حتى منصف شهر مارس / آذار ما يزيد عن 11 مليون و 354 ألف نسمة، يقطن منهم 42% العاصمة عمان و14.3% محافظة الزرقاء، كما بلغ معدل الزيادة السكانية بنهاية العام 2022 ما مقداره 2%، أي بمعنى أن العاصمة عمان لوحدها سيزداد عدد سكانها خلال عام بأكثر من 95 ألف نسمة (أي أكثر من مليون نسمة خلال الـ 10 سنوات القادمة) اذا ما استمرت نسبة النمو ضمن حدود الـ 2% دون اية موجات هجرة او لجوء جديدة. وهو ما يعد تحديا كبيرا لمدينة كالعاصمة عمان تعاني من أزمات سير خانقة وبنية تحتية أصبحت غير قادرة على التوسع، مما يحتم ضرورة ايجاد مدينه جديدة خارجها تتصل بها بشبكة نقل عام حديثة ومتطورة.
استراتيجياً، تكمن أهمية إنشاء المدينة الجديدة بأنها وسيلة لإحداث تنمية شاملة من خلال إعادة توزيع السكان وتعزيز الرفاه الاجتماعي، وخلق فرص للتنمية الاقتصادية المستدامة، هذا بالاضافة الى توفير بيئة عمرانية أفضل للجميع، ومعالجة المشكلات الناشئة عن تكدس النمو السكاني والنشاط الاقتصادي في العاصمة، وهو ما دفع الحكومة الى المضي قدما في مشروع المدينة الجديدة بموقعها المقترح شرق الموقر.
لا شك أن الموقع المقترح تم اختياره بناء على عدة عوامل، طيبوغرافية الأرض، وملكيتها، وقربها من أكبر مدينتين بالمملكة (العاصمة والزرقاء)، الا أن الموقع المحدد لم يأخذ بعين الاعتبار التوسع المستقبلي المتسارع، وامكانية اختناقها كما حصل للعاصمة عمان والزرقاء.
تعتبر المدن الخطية والتي ابتكر نظريتها المهندس المعماري الاسباني دون ارتوروا حلاً واقعيا لتحديات النمو الحضري وإلغاء للشكل المركزي للمدن الذي يخنقها عاما بعد عام، فجاءت نظريته والتي اعتمد فيها على فكرة انشاء مدن تمتزج فيها المدينة مع الريف، بحيث تكون المدينة بشكل طولي يخترقها طريق وخط مواصلات رئيس تتوزع فيها الخدمات على حافة الطريق والمناطق السكنية خلفها، مما يحد من استخدام وسائل النقل الخاصة ويعزز من استدامة المدينة.
بالعودة الى الموقع المقترح للمدينة الجديدة، نجده قد كرس عزلة مناطق الجنوب، وأبعدها عن مسار التنمية، وعزز من هجرة سكانها الى العاصمة او المدينة الجديدة وهو ما يخالف أهداف التنمية الشاملة. ومن هنا جاءت فكرة مشروع شريان الجنوب كموقع بديل لمشروع المدينة الجديدة، بحيث تكون المدينة على شكل مدينة خطية تبدأ من منطقة ضبعة جنوبي الجيزة والمطار وتنتهي بالقطرانة بعرض 3 كم ومساحة إجمالية قرابة الـ 160 ألف دونم، يتوسطها خط قطار يربطها بالعاصمة والزرقاء كمرحلة اولى بحيث تكون قابلة للتوسع شرقاً، والمرحلة الثانية (المستقبلية) ممتدة أكثر باتجاه الجنوب تمتد من القطرانة الى الحسا بمساحة تقدر بـ 110 ألف دونم.
تكمن أهمية مشروع شريان الجنوب الاسترتيجية بإحياء المدن والمحافظات المحاذية له، بدءا من مادبا والكرك والطفيلة الى عاصمة الأردن الاولى معان وامكانية ربطها بامتداد خط القطار الى العقبة، هذا بالاضافة الى قربة ايضا من مطار الملكة علياء ومدينتي عمان والزرقاء بنفس المسافة التي يبتعد عنها الموقع المقترح للمدينة الجديدة، كما يشكل المشروع عامل محفز للهجرة العكسية لمحافظات الجنوب وضمان عدم تفريغها من سكانها وارتحالهم تجاه العاصمة عمان او المدينة الجديدة بموقعها المقترح حالياً.
* الرئيس التنفيذي لمركز مؤشر الأداء






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :