-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-03-2023 10:10 AM     عدد المشاهدات 215    | عدد التعليقات 0

توفيق النمري .. أعطى ربيع الأردن حقه غناءً وفرحًا

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

الماء والخضراء والوجه الحسن، والغناء إذا ما حضرا في روح المكان، لا بد من أن ترى لوحة رائعة ساحرة خاصة مع قدوم آذار ونيسان الربيع، فخرير الماء المتدفق وزقزقة العصافير وعبق الطبيعة وحده يعزف مفردة الحياة ويعطي للشاعر والملحن والفنان طريقاً ليجسد الأفكار المبدعة بأغان جميلة تنقل هذا الجمال باللحن والكلمات والصوت العذب.

وخير من جسد أغاني الطبيعة بصوته واستحضر المكان والزمان والمزيونة بصوته وكلماته وألحانه، هو الفنان الراحل توفيق النمري، وبكلمات فاديا جاد، ولحن توفيق النمري، وغناء سماهر «احلى من مروج الغربة عرقة دفلى من بلادي شربة مي ونومة فيه ولقمة هنية يا ولادي بتسوي الدنيا يا بلادي يا بلادي»، ليأخذنا إلى الروض زهورا والنسمات عطورا، ويأخذنا لوادي السلط من كلمات عبد الفتاح حياصات ولحن وغناء توفيق النمري، حيث جمال الطبيعة اللافت للذهاب برحلة :يلا على وادي السلط نلم زهور نسير برحلة جميلة بسمة وسرور وأن عطشنا تروينا عين الجادور فتح نوار الوادي فتح فتح وأخضر الكون».

فالمكان ربطه بالكثير من الأغاني التي غناها أو لحنها أو كتبها؛ فهو فلاح ابن فلاح ومن جذور تلك الأرض ولدت الكلمات والألحان والحب المقدس عند بير الطي «وعلى بير الـــطـــيْ/ لا قـانــيْ ولاقيتــه/ على بير الـــطـــيْ/ واحسن من الخّـيْ/ واغلى من عيوني/ واحسن من الخّـيْ».

فالمكانُ هو (بير الطّيْ)، وهو بئرُ ماءٍ مشهورٌ يلتقيْ عليهِ الّذينَ يردونَ الماءِ من الفتيانِ والفتياتِ؛ حتّى تحوّلَ فيما بعد إلى مكانٍ يلتقيْ فيهِ المحبون.

توفيق النمري كان يفتن بجمال وطنه وبلدته الحصن، فبعد شتاء وفير تفور الينابيع وتجود الأرض بغلالها فيعطيها من كلماته وألحانه وبغناء شكري عياد «محلا الدار والديرة ونبع الفوار والزينات ع النبعة يملن جرار هب الشوق ما عندي بالغربة قعود شو مشتاق يرويني إبريق الفخار «، فيدق قلبه للبنت الريفية فيهواها ويشاهدها تحت «فية زيزفونة» ويغني لها «تحتك يا زيزفونة ما عينت المزيونة « وينادي عليها ويغني «شفتك يا غزال قلبي هالميال حبك «.

توفيق النمري أعطى لربيع الأردن حقه فجمع ضمما من الزهور من حدائق الوطن «ضمة ورد من جنينتنا « و»على ضفافك يا أردن قابلني الزين» وهنا جمع جمال الطبيعة عند نهر الأردن بمزيونة جميلة قابلته بوجه بشوش صباحي المبسم، وجمع علاقة وطنه الحبيب الأردن بجنة الدنيا فلسطين جمعهم نهر مقدس واحد ومصير واحد.

ويأخذنا توفيق النمري إلى صباح قرية مفعم بالحياة كأنه ينظر من شباك بيته الحصناوي ويكتب ويلحن ويغني ما شاهده في زمن الخيرات «كثير حلوة كثير عيشتنا ما بين ربوتنا ومرجتنا وملوح في الساعد المفتول تنفجر من الأرض ميتنا يا بلادنا بتموج بالخيرات ربواتها ومرجاتها جنات قمنا بعملنا بأحدث آلات زادت من الإنتاج ثروتنا» وفي أغانيه يدعو للعودة للقرية والبداوة والريف ومن كلماته وألحانه وغناء كروان دمشق «والله لأتبع محبوبي ويابا واسكن وسط البرية عشية المدينة ما اريد ما لي فيها هوية ولنصب خيمة ع الغدران بين المها والغزلان والعيشة مع الخلان بأرض الخلا كيفية محلا الغنم على المي تنام وتهجع ع الجنبين والناي بين أيدي نغماته سماوية والله عن ولفي ما أميل ولا أرضى عنه بديل نسماته تشفي العليل وعيونه نجلاويه وينقلنا عبر طيارة «يما بطير فوق حارتنا يمكن شايفنا الطيار وسط جنينتنا والطيارة تدور تدور وأيد تلم زهور زهور».

هذا هو توفيق النمري الذي يأخذنا بما غنى وبما كتب وبما لحن إلى أصالة وجمال وعذوبة وطننا وهذا جزء يسير مما قدمه.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :