-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-12-2022 10:06 AM     عدد المشاهدات 188    | عدد التعليقات 0

عقود ست من البناء

الهاشمية نيوز -
د. ماجد الخواجا

كيف للمرء أن يمر هكذا في مواجهة حفر الذاكرة أمام عقود ست من بناء حكاية وطنية جبلت بحبّ وحماسة وعزيمة وطنية حقيقية، كأنها البدايات دائماً لها ثمة نكهة ومذاقٍ يظل أثر طعمه في القلوب قبل الأفواه، حين كانت الحياة شحيحة مع توترات في احتماليات عدم النجاح والإخفاق من شحٍّ في المال والتجهيزات، فكانت الإرادة لرجال جعلوا من تلك التحديات مشروعاً حقيقياً يحكى ويروى للأجيال.
الجامعة الأردنية ليست مجرّد حكاية لإحدى الجامعات، فهي ارتبطت عضوياً بقصة وطن كان يتشكّل من وجع وحلم، لم تكن فكرة إقامة جامعة وطنية أولى بالحدث السهل حينها، فنحن نتحدث عن عشرية الخمسينيات والستينيات التي كان الأردن فيها يعاني من مخاضات عديدة وخطيرة تكاد تعصف بمعظم الأفكار التي تقوم عليها الدولة.
بدأت الجامعة كالحلم عندما تبرع أهل الجبيهة بقطعة الأرض التي كانت عبارة عن غابة من الأشجار فوق ربوة نسائمها عليلة وفي موقع حيوي بأطراف عمان آنذاك، وظهرت أولى أبنية الجامعة العلمية والإدارية كتبرعات من شخصيات وطنية وعربية ميسورة، وتطوع العديد ممن لديهم مؤهلات تتطلبها بدايات التأسيس سواء بالفكر أو العمل أو المال، هكذا كان الحلم الأول للجامعة الوطنية الأولى، حلم امتد عبر السنين يتخلله فتور هنا أحياناً وقصور هناك أحايين، لكن المسيرة استمرت والجامعة تطورت وتقدمت، فزاد عديد كلياتها وتخصصاتها وأساتذتها وأبنيتها ومشاغلها ومناهجها وخريجيها، حتى طاولت في العراقة كبريات الجامعات العالمية.
لقد واظبت الجامعة الأردنية على حمل شموع الأمل وصناعة الفرح وزراعة المحبة وهندسة الفكر وأدب الحياة، فكان لها الريادة دوماً رغم كثير من التحديات التي واجهتها ولا تزال، إنها الجامعة التي خرجت كافة المسؤولين وأصحاب القرار في الدولة الأردنية منذ مطلع الستينيات وحتى نهاية الثمانينيات عندما أقيمت جامعة اليرموك ومؤتة تلتها آل البيت والعلوم والتكنولوجيا وغيرها، ما زال حتى كتابة هذه الكلمات الرغبة والاختيارات الأولى للطلبة كأولوية هي الجامعة الأردنية، وما زال الأساتذة يسعون إلى أن يحظو بلقب أستاذ في الجامعة الأردنية. ما زال العشّاق للحياة والعلم والأدب يجدون في أروقة الجامعة الأردنية ما يشفي الغليل.
جامعة بدأت بأسماء حافظت على مقامها العلمي طيلة حياتها، فكان المرحوم ناصر الدين الأسد وعبد السلام المجالي وعبد الكريم الغرايبة ومحمود السمرة وتوالت قائمة الكبار في أيقونة الفخار العلمي والوطني.
لقد تخرج في الجامعة الأردنية مئات الآلاف ممن صنعوا شيئاً من المسيرة الوطنية الإقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والروحية، وهذا حفر اسم الجامعة في كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات.
من يمرّ في حرم الجامعة الأردنية ولا يبقى أثر الحلم في ذاكرته عنها، أي جمال تضفيه على النفس تلك الدروب المغطاة بالأشجار الملتفة وتلك المقاعد التي تم ترتيبها بتواطئ عاشق يدرك مكامن الدهشة والانبهار.
نعم، فثمة كثير مما ينبغي العمل عليه من أجل مواصلة الجامعة والجامعات عموماً نشر رسالتها العلمية والحياتية، فالعقبات كثيرة في مقدمتها أعداد الطلبة الهائلة، قلة مصادر التمويل، ضعف في بعض الجوانب التحتية والخدمية، لكننا هنا أردنا أن نقول كلمة محبة تليق بالجامعة الأولى، تحية لها وسلاماً.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :