-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-12-2022 09:56 AM     عدد المشاهدات 279    | عدد التعليقات 0

الفَراش والغربان

الهاشمية نيوز - شيري غباشي


الفَراش سيئ السمعة هذا كان ما طرأ ببالي حين سمعت من صديقتي أن فراشات الزهر والبستان صاحبات الأجنحة المزركشة والملونة أصبحت سيئة السمعة مؤخرا، وأصبحت فراشات البساتين الودودة، بكل بساطة ممنوعه بكل أشكالها ورموزها، ناهيكم عن التهديد والوعيد.
إن كل الخير يطير ويذهب الرزق ولا يعود لان الخير يتعلق بجمال جناح الفراشات الملونة ويأسره ويركض نحوها ولا يبقى.
لم أحب الفراش كما أحببت الغربان وأنا صغيرة كنت أيضا مغرمة باليعاسيب نعم التنانين الطائرة، كنت مبهورة بالخطوط المزرورقة على أجنحتها كأنها خرائط فلك عمر حمل سرا سبب الصمود.
ضحكت صاحبتي وقالت: لم تعجبك الفراشات وأنوثتها إذا لم تكوني بنوتة قبلا. قلت: لا لم تعجبني فكرة أن احتكر الفراشات للإناث ولا أعلم شيئا عن أثر الفراشة حتى، لكن أحببت الفيلم وأداء ساندرا بولك.
ما أفضله هو ذاك السحر لشكل الفراشة في تشريح نهاية النخاع الشوكي ومرض الأعصاب المرتبط بالهلوسة وفقد المعيار الزمني الذي ينشئ مخطط رسم دماغي يحمل شكل أجنحة الفراش، أو مرض الفراشة الجلدي الوراثي مثلا.
ابتسمت صديقتي كمن يعلم تماما أني أعيش في عالم آخر غريب ويدور فيه عالم أخر مجنون مملوء بقرود (بالمبو) البشعة، لم أعرف ما هو الرابط، وكيف.. كل ما عرفته ما تحدثت عنه إحدى خبيرات الطاقة لان شكل الفراشات بأجنحتها يبدد الطاقة.
كل العلم والعلماء والأطباء على مر العصور لم يفقدوا الفراشة سمعتها الطيبة وخرجت إحدى السيدات الخبيرات بعلم الطاقة لتلوب الفَراش سمعته وجماله، يبدو أنه عصر الطاقات الهاربة، وإني على الرغم من التحذيرات وقعت في حب فراشة بادلتني هذا الصباح التحية عابرة حديقة المنزل.
لا أعلم إن كانت اقتبست شيئا من طاقة أحد وجاءتني برزق آخرين، لكن كل ما أعرفه أنها تبعتني هذا النهار، وأنا ما كان مني إلا أن ابتسمت لها وتركت لها المقعد المجاور.
رحت أحادثها.. ربما لم أكن يوما مثلك كالفراشة الرقيقة تلك ولم أرغب إلا أن تلك (السيماتريه) أخذت عيني، ورحت أنهل من عبق الورد الجوري.
وصمت صمتا طويلا حتى ملت مني وانسحبت الفراشة لشجر الجوري الأحمر الذي لم أحبه أيضا.
حتى بتلات الوردة الحمراء آثرت صحبتها عني.
ما كان مني إلا أن نظرت للفراشة المغرورة صاحبة السمعة السيئة وحملت القط الأسود ودعوته لشرب الحليب وطال بيننا الحديث بعد أن ودعت صديقي الغراب وجلس يبحلق بجسد دافئ فوق صدري اللاهث، وبدا أنه يفهم ما أقص عليه من كتاب «مائة عام من العزلة»، وكيف أن ذاك الطفل ابن السفاح ولد بذيل كذيل قرد. ومضى يوم..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :