-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 06-12-2022 09:40 AM     عدد المشاهدات 336    | عدد التعليقات 0

إبراهيم العجلوني (عبـق الأدب الأردنـي)

الهاشمية نيوز -
د. عبدالكريم محسن ابو دلو

رحل قبل يومين عن هذه الدنيا الفانية الأديب والمفكر الإنسان إبراهيم خليل العجلوني، وربما الكثير لم يعرف هذا الرجل، وهناك من يخبر أثره في الحياة الأدبية وفضله في المسيرة الثقافية والفكرية؛ الأردنية والعربية. فهذا قدر الكبار، تبدأ حياتهم بعدما يرحلون، وتشتهر سيرهم ومؤلفاتهم بعد الممات.

التقيت بهذا الإنسان الكبير، ابن بلدتي الصريح، مرة واحدة، عندما زرته برفقة خالي المفضال سالم الطاهات في مكتبه برئاسة الجامعة الأردنية عام 1995 في فترةالقبولات الجامعية، وظلّ اسمه حاضرا بالعقل والوجدان. ولكن عرفته أكثر من خلال كتاباته العميقة، ومقالاته الجادّة التي كانت تتزين بها الرأي، كاتبا رصينا وأديباحصيفا، ملتزما بقضايانا العربية والإسلامية، وجزلا بمفرداته وتراكيبه اللغوية. تذهلك حصافة الكلمة وتدهشك قوة الجملة، وتبقى هائما في تفاسير المعاني وربط الأفكار وسبر غور المغازي. حتى العناوين والموضوعات التي كان ينتقيها، تدل على الفرادة والأصالة، وتتطلب التفكيك والتحليل.

في زمن تمييع الكلمة وضياع الفكرة، وفي وقت يتصدر المشاهد الثقافية من لا يجيدون نظم الجمل دون المرور بأخطاء لغوية أو نحوية، ويسندون إلى أنفسهم ألقاب الأدب والشعر وفرسان الثقافة وبطولات التأليف، مع ما يعتريهم من فقر جليّ في التراكيب والكتابة والإلقاء وتهافت اللغة، نحن بأشد الحاجة إلى أدباء ومثقفين وفقهاء لغة بحجم إبراهيم العجلوني وبقيافة كتاباته ومتانة نصوصه وغزارة معرفته وعلومه.

نحن بحاجة إلى يراع بارع بالتحليل الفكري الأصيل وربط قضايانا التاريخية بعاصرنا المليء بالوجع والألم، بعيدا عن شغف الشهرة البراقة والأضواءالخادعة، وإلى من يفسر أسباب التردي والوهن بالمعرفة والثقافة التي تعلقت بالشخصية العربية في زمن المعلومة الوافرة والبيانات الزخمة ووسائل بث العلوم المتاحة في كل فضاء رقمـي.

إنإبراهيم العجلوني، بما تركه من إرث تأليفي وفلسفي متنوع ومشروع فكري وأدبي؛ يعتبر ظاهرة أردنية وعربية، تستحق التقدير وتسليط الضوء البحثي والنقدي لذلك الإرث الكبير، حتى تبقى أعماله فاعلة على مسرح الحياة الأدبية وتظل منجزاته تشغل عقلالإنسان بالسؤال والإجابة.

كمايتلألأ الفضاء الأردني والفضاء العربي، بالكثير من أعلام المعرفة في أصناف العلوم المختلفة، الذين يقدمون للإنسانيةفكرا أصيلا وابتكارامتجددا يعبر عن عبقرية العقل العربي المعرفـي. ولكن تستحق هذه الأعلام الرعايةوالتقدير، وتقديم هذه العقول إلى العالمية بما يليق بإنتاجاتها وابتكاراتها، حتى تجد الإنصاف والتكريم الحقيقي في حياتها، لا أن يبقى ذلك التكريم معلقاإلى ما بعد الموت.

رحـم الله إبراهيم العجلوني وجزاه خيرا عمّا قدّم من إرث فكري يخدم الإنسانية، وبارك بجهود كل إنسان مخلص بعمله وصادق بكلمته، لا يحيد عن جادة الحق ودرب الصواب في التأليف والكتابة والنشر والقول.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :