-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 06-12-2022 09:39 AM     عدد المشاهدات 239    | عدد التعليقات 0

الخذلان !!!

الهاشمية نيوز -
م. هاشم نايل المجالي

الموت هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، والانتحار والموت الرحيم والقتل الجائر هي وسائل موت، كلها محرمة في الاسلام، وتعتبر من الذنوب الكبرى، والمسلمون يؤمنون ان الحياة نعمة من عند الله لا يمنحها الانسان، والايمان بالآخرة هو واحد من ستة اركان من الايمان في الاسلام، وبالتالي فانه لا ينظر الى الموت على انه انهاء للحياة بل على انه استمرار للحياة بشكل آخر.

فلقد جعل الله هذه الحياة الدنيوية اختباراً وارضاً تحضيرية للحياة الآخرة، فهي بوابة لبداية الآخرة وهو يزور الانسان مرة واحدة في لالعمر، فله هيبة لا ينكرها اي انسان مهما بلغ شأنه، ومهما بلغ جبروته او زادت قسوته.

ولكن احياناً هناك من يعتبر ويعتقد ان الموت يزور الانسان مرتين او اكثر، ليس ذلك بسبب الحوادث او المرض ليقول كتب لي عمر جديد، لا بل يحدث والانسان في حالة صحية سليمة.

والكل يذكر مقولة الكاتب الكبير الراحل انيس منصور ( كي لا تموت مرتين لا تعُد لمن خذلك )، فهذه اصبحت حقيقة لا جدال فيها، فعندما يخذلك يعز عليك، تشعر بأنك تموت، حيث تجد نفسك حزينا ومضطرب الوجدان، وتتمنى ان الارض تبتلعك مشتت الفكر مكسور القلب، تتعثر الحروف على لسانك، رغم انك سليم ومعافى، اي انك تشعر انك تموت.

العديد من الدول، توعد المواطنين بمستقبل واعد وتحسين في المعيشة، وتوعدهم بأشياء تغير من حياتهم نحو الافضل والرفاه المعيشي والتنمية، وتحسين التعليم والصحة وغير ذلك من الوعودات.

ليكون هناك مراحل حزن جديد للمواطنين، ليكون الانكار ثم الغضب الشعبي ثم المساومة، وهناك من يصبهم الاكتئاب، وهناك من يتقبل كل ذلك على انه اصبح امراً روتينياً، خطوات مليئة بالشوك في درب آلام طويلة.

فهناك من الناس من يُقدم على الانتحار من الاكتئاب واليأس، كونه يعتبر انه ميت وهو سليم صحيح الجسد والعقل، لكن لا يملك شيئاً من حالته المتردية،، ولا يعرف شيئاً عن مستقبله المجهول، الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم فقر وبطالة.

ولا احد يستطيع ان يحدد ان الهزيمة صغيرة يكمن ان تزول، ام انها كبيرة لا تزول، مع تكرار الامر دون التزامات حقيقية بالوعود، ونحن نعلم ان وقع الهزيمة على النفس لها آثار وخيمة وتبعات لا احد يعرفها.

فالهزائم عند الانسان لا تتساوى، والهزيمة انكسار وخسران، والهزائم تفرق الشمل في تبعاتها من قسوتها وخيبتها، لان الظروف الموضوعية اوصلته لتلك الهزيمة، دون وجود تبريرات منطقية ولا تهدأ النفس.

في مكان آخر هناك من يدعي الانتصار بالعطاء وتحقيق التنمية والرفاه الاجتماعي لمواطنيه، كما هو الحال مع شعوب لتقع في شرك الخذلان، ليتكرر المشهد من ربيع الى خريف، ففي الحياة عبر ودروس.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :