-

كتابنا

تاريخ النشر - 06-12-2022 09:36 AM     عدد المشاهدات 417    | عدد التعليقات 0

عبد العزيز المقالح

الهاشمية نيوز - ينبوع الشعر الذي يتدفق من الوجدان

ونيس المنتصر/ أديب ومترجم من اليمن
يعد الشاعر اليمني الدكتور عبد العزيز المقالح، الذي غيبه الموت يوم الاثنين الماضي، مؤسسا ورائدا من رواد الحداثة في الثقافة والفكر العربي، حيث يُعد من أهم الشعراء المعاصرين في اليمن، ومن أبرز الشعراء في الوطن العربي، بعد أن أسس أحدث الاتجاهات في الثقافة العربية كان لديه إنجازات عديدة في مجالات الأدب والثقافة والدراسات والبحوث، أحد إنجازاته العظيمة موهبته الشعرية التي شددت على البساطة والاكتناز، أثناء نشره عشرات المجموعات الشعرية من تلك المجموعات مجموعته الشعرية الأولى «لا بد من صنعاء» عام 1971م، ومن اهم مجموعاته الشعرية التي لاقت قبولًا هائلاً: «الجسد العائد من الموت، 1986م» و»أبجدية الروح، 1998م»، و»كتاب الحب» وأجريت العديد من الدراسات النقدية والأدبية حول تجربته الشعرية الفريدة من قبل مجموعة من النقاد العرب وتم ترجمة بعضها إلى اللغة الإنجليزية، فيما يتعلق بالأدب، أسس حركة فنية وثقافية جديدة وتيار شعري حديث في اليمن، وهو اتجاه أدبي طليعي كان شائعًا عند العديد من الشعراء، يتميز بالمضمون لا بالشكل مزج بين الجديد والكلاسيكي والمتجاوز في لغة متجددة، نظرًا لأن جماليات تلك الحركة وذلك التيار الجديد اصبح مؤثراً، واصبح بإمكان المتلقي أو القارئ المطلع ادراك المحتوى والصور الجمالية التي تأثر به، وقد اكتسب زخمًا كبيرًا في اليمن؛ لهذا السبب نفسه، وكان هناك العديد من الشعراء الذين ساهموا في الكتابة بهذا الأسلوب المتقن في اليمن والوطن العربي، كان استثنائيًا جدًا في ذلك الوقت، من بين عدد قليل جداً من الشعراء المعاصرين؛ كونه في حقيقة الأمر مهد الطريق أمام الكثير من الشعراء الجدد ، في مسار تطور وحداثة أسلوبه الشعري، في فترة من الفترات كان المهيمن فيها النمط القديم للشعر التقليدي، ورغم ذلك كان له تأثير واسع على الواقع بدأ بالأسلوب الكلاسيكي، ووصل إلى الحداثة بأسلوب هائل ولغة ملأها بالاحتمالات والصور الجمالية المدهشة. يقول في إحدى قصائده:
«وقفت تائه المسار
واريت حبي مثخنا
أطعمته طحالب البحار
أسقيته عصير الصمت لم يزل إليك ظامئا
يفتش الأمواج والقواقع
تمر حوله الأيام تختفي
وهو هناك.. في المكان راكع
أنلتقي؟
ما أوجع السؤال
يعصرني..
يحفر في الأعماق والعيون
دوائر الظنون
ويورق الأشجان والظلال
***
«إلى اللقاء...»
«إلى اللقاء...»
تنقذني تشدني من الضياع
تزرع في طريق يأسنا ومضا من الشعاع
ما أوجع الوداع
لو لم تكن «إلى اللقاء»
المرفأ القريب للمسافرين
والأمل الأخضر والشراع
ما أوجع الوداع
إلى اللقاء..».
لقد ظل مراقباً للمشهد الثقافي العربي عن قرب طيلة حياته ولم تقتصر كتاباته على مجال الشعر فقط بل كان له دور كبير في نقد ودراسة العديد من التجارب الأدبية وبالأخص في مجال الكتابة والإبداع الشعري أثناء مشاركته مع الكتاب والنقاد في هذا المجال، وفي تأليف العديد من الكتب التي تضمنت ذلك، منها كتاب «الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن» وكتاب «أصوات من الزمن الجديد» وكتابه الذي نشره مؤخراً في هذا المجال والذي يحمل عنوان «ذاكرة المعاني، 2018»، كما انه ساهم في تحديث الفكر العربي من خلال كتابة العديد من المقالات التي كان يكتبها في أعمدة المجلات والصحف والدوريات العربية وتأليفه لبعض الكتب منها «قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة».






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :