-

كتابنا

تاريخ النشر - 06-12-2022 09:34 AM     عدد المشاهدات 374    | عدد التعليقات 0

غاب إبراهيم العجلوني .. وبكته الكلمات

الهاشمية نيوز - نايف النوايسة

فقدت الحركة الثقافية الأردنية أحد أعمدتها السامقة الأديب الكبير المفكر إبراهيم العجلوني، الذي غيبه الموت يوم الأحد الماضي، وبغياب هذا المفكر نفتقد صوتا نظيفا نقيا شريفا عميقا لم يهتز من خيفة ولم يتضاءل أمام مغانم رخيصة.. غاب العجلوني وقلمه والأشجار العظيمة لم يرتد لحظة واحدة خائبا ولم يتوارى في غمده خوفا وانهزاما..

غاب إبراهيم العجلوني الأخ والصديق وشقيق الروح ورفيق المعاناة والمكابدة والدرب الثقافي الطويل الشائك..

عرفته منتصف السبعينيات في دائرة الثقافة والفنون لنبدأ معا مشوار العمل التأسيسي لوزارة الثقافة والانهمام الثقافي الذي لا ينقطع أواره ولا يتخافت مشواره ولا تضعف موجته.. كنا في مكتب واحد هو محرر لمجلة أفكار وأنا محرر لمجلة الفنون، واي تكامل ثقافي بيننا حين تأتينا مواد المجلتين تترى، ونلتقي الأصدقاء الأدباء والكتاب من كل مذهب وسن وجنس.. كنا بمنتهى الرضى ونحن نلج كل صباح مبنى الدائرة ونمضي سحابة يومنا فيها على أكف التعاطي الثقافي.. وفي نهاية النهار تأخذنا شوارع عمان إلى سحرها المعتق إلى أن ندخل هذه المكتبة أو تلك من المحتسب إلى الأقصى فالأموية ويستقر بنا التطواف عند العم ممدوح المعايطة لنستعير من مكتبته بغيتنا من زاد ثقافي ثم نصعد إلى آخر درجات المدرج الروماني فنقرأ صفحات عديدة ونتحاور حوله.. أو نجد في مكتبة أمانة العاصمة مستراحا وفي روادها رفاقا..

ويمضي العمر بنا قدما.. ونتفارق ونلتقي في هذا المؤتمر وتلك الندوة.. وحين عدت إلى الكرك كنت أنتظره على أحر من الجمر بعد زواجه من الشاعرة الكركية نرجس القطاونة.. وأستضيفه في منزلي ساعات نتناول فيها كل هم ثقافي وفكري وسياسي..

خمسون سنة من الدفء الثقافي والأخوة النقية بيني وبين إبراهيم.. وكنت على موعد لألقاه في جامعة مؤتة في الثامن عشر من الشهر الجاري في ندوة تتحدث عن هموم اللغة العربية.. كان التواصل جاريا والاستعداد قائما إلى وافاه الأجل وغيبه القبر إلى الأبد..

في آخر لقاءاتي معه وقد أصاب الموت الكثير من الأصدقاء قال لي رحمه: من يرثي الآخر يا أبا عمر؟ أأنت ترثيني أم أنا أرثيك؟ ألا ترى أن رسل الموت تزورنا من كل جانب؟ قلت له: أأنت مستعجل على الرحيل يا أبا سلطان وكأنك وأنت تكتب عن الموت والراحلين في مقالاتك وكتبك تكتب نفسك؟ وذكرني قائلا: ألم ترث نفسك غير مرة في كتاباتك؟

يا إبراهيم..

ها أنت الليلة من الراحلين فكيف تراني أرثيك أيها الحبيب..

هل أدخل إليك من وجهك المنير أو من بسمتك المشرقة أو من كتبك التي تلتف حولي.

رحمك الله أيها الأديب النقي والمفكر الصلب العميق وأحسبك من المحسنين عند رب غفور رحيم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :