-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 28-11-2022 10:04 AM     عدد المشاهدات 253    | عدد التعليقات 0

و عُمْرُ وصفي يطول !

الهاشمية نيوز -
محمد داودية

لو لم يتم اغتيال وصفي التل قبل 51 سنة، لقضى في حادثة سيارة على طريق الجنوب الذي أحبه، أو قهرا على أحوال الأمة العربية التي كانت أكبر همومه.
ولو ظل وصفي حيا، لكان حوله في منزله بالكمالية الآن، أصدقاؤه طاهر المصري، وصلاح أبو زيد، ونذير رشيد، ومنذر حدادين، وحيدر محمود، والرجال الذين ترجفُ قلوبُهم شغفا عندما تجيء سيرتُه، كما ترجفُ قلوبُ العشاق في الموعد الأول.
اغتالوا وصفي عمليا، قبل يوم استشهاده رسميا، في مثل هذا اليوم قبل 51 سنة.
فقد تمّ وصمه بالجزار قاتل ويهوذا الفدائيين، و في الداخل، أخذت التعبئة ضده وجها آخر، فقد تم وصْفُهُ بأنه «منقذ النظام والكيان والشعب من سيطرة المنظمات الفلسطينية»، حتى أصبح في «المهداف»، باعتباره عدو الفلسطينيين.
سُرّح وصفي من الخدمة في الجيش البريطاني في الأربعينات، لميوله القومية، فانضم إلى حركة القوميين العرب، ثم إلى جيش الإنقاذ، وكان أول من رفع شعار «عمان هانوي العرب»، وقاعدة انطلاق العمل العربي لتحرير فلسطين.
ويا لسخرية الأقدار، هذا الضابط الأردني العربي الشجاع، الذي قاتل دفاعا عن فلسطين، وجُرح من أجلها، اغتاله مضلَّلون، لم يقاتلوا من أجلها.
ومعلوم أنّ وصفي، رفيق الحسين وسنده، أَصرّ على عدم دخول حرب حزيران 1967، لأنّها «حربٌ قبل أوانها» ولأنّ هزيمة مؤكدة ستحيق بالأمة، وأنّ نتيجة الحرب ستكون احتلال الضفة الغربية وغزّة والقدس.
وصفي، نجل الشاعر عرار، المناضل الطبقي، نصير المحرومين، وخصم المرابين والفاسدين، وأول من نبّه إلى خطر وعد بلفور والصهيونية في قصائده، و مَن حدد أنّ طريق الأحرار ليست مأمونة (ودرب الحر يا وصفي، كدربك ليس مأمونة).
لقد انفثأ التزوير والظلم، الذي لحق بصورة الفارس وصفي، فها هي ذكراه محفوفة باسمى درجات التبجيل والاعتزاز.
لقد مضى الفارس إلى مصيره بإِقدام، عندما قال لنذير رشيد مدير المخابرات، الذي حذّره من مؤامرة تنتظره في القاهرة: «ما حدا بموت ناقص عُمر يا نذير».
يرحم الله وصفي التل ابن الأردن وفلسطين والأمة العربية العظيمة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :