-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 16-05-2022 09:02 AM     عدد المشاهدات 159    | عدد التعليقات 0

في اليوم العالمي للأسرة .. السياج الآمن للانطلاق نحو المجتمع

الهاشمية نيوز - هي العائلة التي تشبه السياج الحامي والبيت الآمن ومأوى الأبناء في كافة الظروف والمتغيرات، حيث احتفى بها العالم يوم أمس، مع دعوات الأمم المتحدة بأن تتخطي الأسرة عقبات الحياة وتحدياتها، خصوصا بعد أن ألقت كورونا بظلالها على العالم أجمع.
في الخامس عشر من ايار من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للأسرة والذي كانت الأمم المتحدة قد أعلنته منذ العام 1993، بهدف الالتفات للأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأسر، وإتاحة الفرصة لتعزيز الوعي بكل ما يتعلق بها وزيادة المعرفة بالعمليات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية المؤثرة فيها.
المنظمات والهيئات الدولية تولي الاهتمام برعاية الأسرة ودعمها لتكون هي النواة التي ينطلق منها الفرد إلى المجتمع الصغير ومن ثم بناء العالم الخارجي.
“الأسرة هي المجتمع الصغير الذي تنظلق منه المجتمعات العالمية”، وهنا لا يمكن إنكار التأثير على التكوين المجتمعي، وهو ما يشير له اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، إذ إن الأسرة هي عمود المجتمع واللبنة الأساسية فيه، فصلاح الأسر صلاح للمجتمع بأكمله.
ويؤكد جريبيع أن العلاقات التي تربط الاسرة مهمة جداً وهي ما تحدد مدى قوتها ومتانتها، ويتميز العالم العربي بوجود الأسرة المترابطة والمتكاملة، سواء النووية، أو الممتدة، ويجب أن تقوم تلك العلاقات على المودة والمحبة وهو ما تحث عليه الشرائع، ومعايير اساسية في البناء.
كما يبين جريبيع أن هناك واجبات لكل فرد في الاسرة، من الآباء للأبناء، والعكس كذلك، وأول بند في تلك الواجبات هو حق الأبناء بالحصول على تنشئة تراعي حاجاتهم الأساسية، وكلما كانت العلاقة قائمة على القواعد الإيجابية فإن ذلك ينعكس على الأبناء وعلى المجتمع فيما بعد، والاحتفال بيوم الاسرة يؤكد نظرة العالم على ان الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع.
الاستشارية الأسرية والنفسية الدكتورة خولة السعايدة تبين كذلك ان الأسرة إذا ما بُنيت بناء سليما فهي قادرة على مواجهة اي ظروف ومستجدات تواجهها، كما حدث خلال جائحة كورونا التي أحدثت تغييرا كبيرا في البنية المجتمعية، إذ إن بناء الأسرة يبدأ منذ لحظة اختيار الشريك وبداية الزواج كيف يكون لديه المهارات على قيادة دفة الأسرة، ما يمنحها القوة لمواجهة الصعوبات، في كافة الظروف والمواقف.
لذلك، تشدد السعايدة على أن الشريك هو الذي يساهم في التعامل مع الصعوبات التي تواجهها الأسرة، وفي كورونا ظهرت العديد من المشاكل وهذا التأثير طال الكثير من الأسر ما أحدث مشاكل اجتماعية واقتصادية وصحية، فهنالك من استطاع تجاوز هذه المحن، في حين أن هنالك أسرا ما تزال تعاني من تلك التبعات وتحتاج إلى الدعم من مختلف أشكاله.
وفي اليوم العالمي للأسرة، وفق السعايدة من المهم التأكيد على أهمية الوقاية لمواجهة المشكلات الحياتية اليومية، وهذا يُلزم تظافر جهود المؤسسات المختلفة من إعلام، تربية، تنمية، سياسة، جميعها تدخل ضمن سياسة تنظيم وتأهيل الأسرة، عبر برامج خاصة توعوية لبناء أسرة لديها صلابة “نفسية” لمواجهة أي ظروف ومستجدات، والبناء النفسي السوي للأسرة، والذي عليه تستطيع مواجهة اي تحد مقبل.
ومن جانبها، تؤكد الاستشارية والاختصاصية التربوية الدكتورة سعاد غيث أن دور الاسرة التربوي في ظل مختلف الظروف المتقلبة، أمر مهم للغاية، ويحمي المجتمع ككل، فالأسرة هي النموذج الأول للإنسان في الحياة، فمهما كانت المتغيرات فإنها تقدم اساسيات للتعامل مع الحياة ومتطلباتها وتحدياتها وأزماتها.
كما تشير غيث إلى أن الأسرة تشكل نموذجا جيدا عندما تكون هناك روابط عاطفية قوية مع الأبناء وهي التي تسمح لهم أن يكونوا مؤثرين في تعاملهم مع الحياة والمستقبل، وذلك يتطلب أن تكون العلاقة ودية بين الشركاء وفيها انسجام ورضا وقدرة على مواجهة الصراعات في الحياة حتى يتمكنوا من التكاتف معا لتحقيق رسالتهم مع الابناء.
وهناك أيضاً نظام يربط الأشقاء ببعضهم بعضا، وفق غيث، ولا بد من الانتباه إلى هذا النظام الفرعي وتأسيس علاقات طيبة ما بين الأشقاء، يأتي بقيادة الوالدين عبر التنشئة والتربية، والأبناء في هذا العالم بحاجة إلى أساليب من التعامل الديمقراطي والحزم في ذات الوقت وان يتعلموا الحقوق والواجبات وأن يكونوا مسؤولين عن سلوكياتهم.
وتعتقد غيث أن الإنسان الذي يحتاجه العالم الآن هو المسؤول عن سلوكياته وافعاله وقراراته وعن مشاعره ولا ينظر لنفسه على انه ضحية أو مسلوب الإرادة، وبالتالي ملاحظة الدور العظيم للأسرة والذي تكمله كذلك باقي المؤسسات كما في المدرسة، وجهات المجتمع المختلفة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :