-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-12-2021 08:54 AM     عدد المشاهدات 267    | عدد التعليقات 0

عروس الشمال

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة
لن أكتب نصاً عميقاً فلست أتقن الثرثرة فقط سأقول: البشر بحاجة للعيش طويلا في إربد ليشعروا بالحياة؛ لن أستطيع أن أشرح أو أُفسّر جمالها.
فرضت عليه ظروف الحياة أن يغادر وطنه وأن يصبح غريبا في بلد آخر حيث الماء مختلف والهواء مختلف، والوجه واللسان مختلف؛ إنها سنة الحياة أن نسير في الأرض طلبا للعلم والرزق.
سعيد شاب في مقتبل العمر وسيما متوسط الطول أراد أن يبني مستقبله بكفاحه، بدأ عمله في أحد المطاعم العالمية، وبذل جهدا كبيرا بالعمل المتواصل؛ وبالتحدي والإصرار أصبح مع الزمن مديرا للمطعم الذي يعمل فيه، وحقق مكاسب كبيرة، وتمكن من جمع ثروته، وكل ذلك لم يكن لينسيه أو يخرج من رأسه صورة وطنه، ومدينته عروس الشمال اربد حيث أشجار السرو والزيتون وتعاقب الفصول؛ ثروته لم تغنه عن لحظات يعيشها مع أهله على ضوء القمر تحت عريشة العنب، وسهرة يجتمع فيها إخوته وأخواته، لم ينس شوارع مدينته الأجمل، ولم ينس النشيد الوطني، وألوان العلم لا زالت حاضرة في رأسه، فالوطن هو الحضن الدافيء والأم الحنون التي يلتم على مائدتها الأهل والأحبة، نيسان والدحنون الأحمر والسوسنة السوداء، ومنظر الربيع لا يغادر مخيلته حيث تفترش الأرض رداءها الأخضر وتعزف لحنها الأجمل، لم ينس جبال عجلون وآثار مدينة جرش الضاربة في عمق التاريخ، ولازالت أم قيس تحكي قصتها في ساعات الغروب، لم ينس الشماغ والكوفية وتطريزات عباءة أمه، جذبته رائحة الزعتر والقيصوم والشيح، وعلى غفلة ودون أدنى تفكير حمل حقيبته وصعد سلم الطائرة في رحلة العودة إلى وطنه.




وسوم: #عروس


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :