تاريخ النشر - 23-11-2021 10:02 AM عدد المشاهدات 458 | عدد التعليقات 0
عندما بكت (فدوى طوقان)!
الهاشمية نيوز -
حيدر محمود
وَحْدَكِ الآنَ في النّارِ
عَيْني على شَعْرِكِ الكستنائيّ
تأكلُهُ النّارُ
والكُلُّ يُعلنُ، من شُرْفَةِ القمرِ الاصطناعيِّ،
فَوْزَ «الفريقِ الرياضيّ» بالكاس..
للكاسِ إيقاعُها..
ولتَقْسيمة النَّهوندِ صداها
لدى المعجبينَ الأَجانبِ بالجَسَدِ العربيّ،
-إذا ما تَثَنّى!-
وبالنَّفطِ، ينبعُ من «سُرّةِ الجملِ العربيّ»،
غزيراً!!
لتنقلَهُ الرّيحُ للرّملِ، والرَّملُ للرّيحِ،
والطائراتِ التي تأكُلُ القَمْحَ، والوَرْدَ
و»الكُلُّ» يشرب -في شرفةِ القَمَرِ الاصطناعيّ-
نَخْبَ اكتشافِ مُغنّيةٍ صوتُها مِثْلُ
«خَمْرِ الأَصيلْ»
واغتصابِ مناضلةٍ «شَعْرُها كسنابلِ
«مرج» ابنِ عامرَ»،
قامتُها: مِثْلُ سَفْحِ الجليلْ!
آهِ، يا زَمَن المُسْتَحيلْ!
آهِ، ما أَجْملَ «اللّام» في اللغةِ العربيّةِ
ما أَقْبَحَ اللّامَ..
لو كنتُ أملكُ نَفْسي
لجِئتُ إليكِ على فَرَسِ الرّيحِ،
لو كنتُ أَملكُ شِعري
لقلتُ الذي لم أَقُلْهُ..
ولكنّني «جَمَلٌ» من جمالِ «الخليفةِ»
يَرْكَبُهُ بين حَدّيْنِ: حَدِّ الرّماحِ،
وحدِّ الجراحِ،
وتوجعُني لُغتي.. آهِ يا «جَبَلَ النّارِ»..
- هل تَطلعُ الشّمسُ؟!
- حين تُكَسّرُ هذا اللجامَ؟!
- وهل تَلتقي الكلماتُ؟!
- إذا صارَ جُرْحكَ حرفاً..
- متى؟!
- آآخ.. يا جبل النّارْ؟!
* في آخر أيّام حياتها، زارت الشّاعرة الكبيرة «فدوى طوقان» عمّانَ.. واتصلت بي من عند شقيقتها المقيمة «حنان».. لتقولَ لي، بصوتٍ خافت، ودموعٍ لم تستطع إخفاءَها: «آآخ» يا صديق الكلمة.. لقد أَوجعتْني قصيدتُكَ، التي قَرَأْتها في إحدى الصُّحُف «آنذاك»، وهي أَطْوَلُ بكثير من التي تقرؤونها أعلاه.. لأنّني لا أَستطيع أن أعيدها الآن.. لأسبابٍ استثنائية!! ورحم الله شاعرةَ فلسطين الرائعة..