جدل بعد قـرار عـدم استثـنـاء الموظفـات الحوامل من تطعيم كورونا

الهاشمية نيوز - جدل كبير يسود في الأوساط الطبية بعد التضييق على المرأة الموظفة الحامل استنادا لأوامر الدفاع «32» في ظل عدم وضوح المعلومات العلمية حول تأثيرات لقاح كورونا على الحامل والجنين واحتمالية حدوث تشوهات واجهاض وعدم وجود دراسات طبية كافية ودقيقة حيال ذلك.

وينص أمر الدفاع 32 على كل موظف في القطاع العام لم يتلق الجرعة الأولى من مطعوم كوفيد- 19 أو تخلّف عن موعد الجرعة الثانية احضار فحص (pcr) سلبي النتيجة ساري المفعول لمدة (72) ساعة صباح يومي الأحد والخميس من كل أسبوع وتسليمه إلى رئيسه المباشر في دائرته حيث بدأ في الخامس من الشهر الحالي تطبيق أمر الدفاع رقم 32.

وباتت الموظفة الحامل أمام خيارات صعبة ومعقدة اما بتلقي المطعوم لاستمرارها بالعمل اليومي أو اجراء فحص pcr مرتين في الأسبوع كل أحد وخميس حيث تسود مخاوف بين الحوامل حول احتمالية تأثيره على الجنين.

ووفق نساء موظفات حوامل «للدستور» ان مسألة اجراء الفحص مرتين من كل أسبوع وفق اوامر الدفاع أمر مستحيل ويصعب تنفيذه على المرأة الحامل فإجراء الفحص يتطلب أيام لحين ظهور النتيجة كما انه لا يجوز الالتحاق بالدوام الا بتسليم نتيجة تثبت سلبية الفحص.

وأشارت الموظفات الى انه مع الانتظار لأيام لحين ظهور النتيجة وتعطلهن عن العمل يستلزم اجراء فحص اخر يوم الخميس ويتطلب أيضا أيام لحين ظهور النتيجة وهو أمر غير ممكن ومجحف وألحق أضرار مادية بهن في ظل ظروف كورونا لعدم قدرتهن على الالتحاق بالدوام الحكومي جراء أمر الدفاع «32» واضطرارهن للتقدم بإجازات.

وبينت الموظفات انه لا يسمح لهن الالتحاق بالعمل وتحسم الأيام التي لا يسمح لهن بالدوام فيها من رصيد اجازاتهن السنوية وفي حال استنفاذ رصيد اجازاتهن السنوية تحسم تلك الأيام من راتبهن وعلاواتهن مشيرات الى انه خلال الفترة المقبلة سيتم البدء بالخصم من رواتبهن لعدم قدرتهن على اجراء الفحص وتسليم نتائجه أولا بأول في ظل تأخر ظهور النتائج.

ووفق الموظفات الحوامل أنهن لا يعارضن أخذ المطعوم لكن خصوصية الحمل وفترة تشكل الجنين بمراحله الأولى تعتبر حساسة جدا ولا ينصح الأطباء بهذه المرحلة بأخذ اي دواء أو مسكن ألم ولا حتى تناول الاعشاب الطبية وأن اخذهن للمطعوم قد يشكل خطرا على الجنين وصحتهن في ظل تضارب المعلومات العالمية حول تأثير اللقاح على الجنين والحامل متسائلات حال حدوث تشوهات أو تبعات خطيرة على الجنين او الحامل فمن سيتحمل مسؤوليتها.

وتطالب الموظفات الحوامل استثنائهن من مطعوم كورونا خلال فترة الحمل مشيرات الى انه منذ بدء الجائحة تم استثناء الحوامل والمرضعات من المطعوم لكن اصبح الان شبه الزامي مع تطبيق أمر الدفاع 32.

وقال مستشار النسائية والتوليد والعقم وأطفال الانابيب الدكتور حسين حماد انه لا أحد يستطيع الاجابة على تأثير لقاح كورونا على المرأة الحامل والجنين الا بعد 5 سنوات من الان وانه يجب اجراء دراسات عالمية واسعة وشاملة ومشتركة لحصر الأرقام والنتائج وبناءا على ذلك تكون الرؤية واضحة استنادا لما يتم رصده.

وزاد الدكتور حماد انه مع اتباع سياسة التطعيم ضد كورونا وبدء تطعيم الأشخاص وتطعيم الحوامل في الأردن فانه لا يمكن اعطاء الجواب الا بعد الانجاب لحصر المواليد ومعرفة التشوهات وحالات الاجهاض التي حصلت وبعدها نحكم ان كان امن من عدمه فلا توجد دراسات كافية حاليا حيال هذه المسألة التي تتطلب مزيدا من الوقت والدراسات وبأثر رجعي لحصر الأرقام والحالات والتشوهات التي قد تحصل على المواليد الجدد ومقارنتها بالنتائج.

وقال استشاري النسائية والتوليد الدكتور مازن الطويل ان الدراسات العالمية تشير الى مأمونية المطعوم بعد الشهر الرابع بالنسبة للمرأة الحامل موضحا أنه لا توجد لغاية اللحظة أبحاث كافية حول اعطائه خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل باعتبارها فترة تكوين الجنين ونتجنب اعطاء اي دواء للحامل خلال هذه الفترة تحديدا ولذلك لا ينصح ولا يفضل أخذه الا بعد الشهر الرابع.

وقال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة لأوبئة الدكتور بسام حجاوي انه حسب مراكز الأبحاث العالمية فان مطعوم كورونا امن وفعال وغير ضار لفئة الحوامل والمرضعات.

وفيما يتعلق بصعوبة اجراء فحص pcr للموظفات الحوامل وعدم السماح لهن بالالتحاق بالدوام الا بإحضار نتيجة سلبية وتأخر ظهور النتيجة بين الدكتور حجاوي ان الفحص كل أحد وخميس لمن لا ترغب بأخذ اللقاح والفحص يضمن عدم نقل العدوى لمدة 72 وبعد ذلك يستوجب اجراء فحص اخر كل أحد وخميس وفق اوامر الدفاع.

وزاد أنه لا مانع من أخذ المطعوم للحامل والفيروس لا يميز اي فئة عمرية والاصابة به فيها تأثير على الحامل والجنين.

يشار الى ان الشركات المصنعة للمطاعيم اعلنت عن عدم تحمل أي مسؤوليه قضائية أو قانونية في حال ظهور اثار جانبية بغض النظر عن درجتها جراء تناول المطعوم من قبل الحوامل أو الاطفال.