-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 26-04-2021 11:34 AM     عدد المشاهدات 405    | عدد التعليقات 0

في ظلال آية .. الله العليم يعلمنا

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: «... وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا « سورة الأحزاب –الآية 40.

الله العليم ذو العلم الكامل المحيط بكل شيء ظاهره وباطنه ولا يخفى عليه خافية ولا يغيب عن علمه شيء بالأرص ولا في السماء والله العليم يعلمنا، إنه يعلم البشرية من آدم حتى قيام الساعة فعلمه كثير كثير.

فقد علمنا أن نقرأ ونكتب بالقلم... وعلمنا أن نردد كلامه ففي علمه علم الكمال يشمل علوم كثيرة منها علم الأرض وعلم الكونيات وعلم الآثار....

علمنا أن نخوض في هذا العلم ومن لغة كتابه الكريم (القرآن العظيم). وتشمل هذه اللغة العلوم العربية وهي علم النحو والصرف والمعاني والبيان البديع وعلم الأدب الرفيع... ودعانا الله العليم الى شدّ أذهاننا وعقولنا لتسبح في بحر العلم... مع علومه الطبيعية لننهل من معينها الفائضة في ما يحويه علم الزراعة من أشجار ونباتات وعلم الحيوان وعلم الجيولوجيا وعلوم الطب بأنواعه وعلم الطبّ الغذائي والوقائي والنفسي وعلم الأجنّة وعلم الفلك والهندسة والحساب وعلم النجوم والجينات وعلم الذرة وجزيئاتها.

ولقد علمّ الله العليم آدم -عليه السلام- الأسماء كلها وعرضهم على الملائكة فلم يستطيعوا معرفتها بقولهم: إننا ننزهك من أن يعلم الغيب أحد سواك فنحن لا نعلم الا الذي علمتنا فإذا لم تعلمنا فأنّى نعلم فأنت العليم المتصف بالعلم والحكمة والحلم.

ولقد فضل الله العليم الانسان على الملائكة بالعلم...وهو العليم بشؤون خلقه وبما يصلح للبشرية... واختار العليم لهذا الانسان الذي يتناسب مع ميوله وأهوائه وشخصيته ليسير على دربه ففيه الفائدة المثلى لتقوية ايمانه وقدراته وصقل نفسه وتحررها من العنت والمشقة والضيق وحررها من آسار المادّة وقيودها...

إنه الله العليم الحكيم القادر المقتدر خالق السموات والأرض وسيّر الانسان بالعقل والعلم ليجوب في أقطار الأرض ومناكبها ويعكف على الدراسة والتنقيب في آثارها وفي ذرات ترابها... وأن يحلّق في السماء... في الهواء ويكشف نجومها ويتحدث عن شمسها وقمرها. ويدعو هذا الانسان الى التفكر والتدبر في آيات كثيرة تحصى بالآلاف وعددها 6236 آية منها هذه الآية قال تعالى: « فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» سورة الأنعام- الآية96.

ذلكم الله كثير العلم شاق ظلمة الليل بعمود الصباح فتنقشع الظلمة عنه وتزول، وجعل الليل سكناً يستريح فيه الانسان من تعب النهار ويسكن فيه فتهدأ نفقسه وخواطره وأفكاره. فالليل سكون لا تنتشر فيه الحركة فيلفّ الكون الهدوء وانفلاق الاصباح من الظلام حركة تشبه انطلاق الحبّة والنواة.

(وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو ويقول: «اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكناً، والشمس والقمر حسباناً إقضِ عنّا الدين واغنني من الفقر وأمتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك»). القرطبي-مجلد7-صفحة45.

والشمس والقمر يجريان بحساب وعدد لبلوغ أمرها بحساب مقدّر لا يتغيّر ولا يضطرب ويدوران لمصالح الخلق فطلوعهما وغروبهما يجريان في حساب وبأدوار مختلفة وبهما تحسب لهما الأوقات أي عدد الأيام والشهور السنين. وهنا إشارة الى جعل الشمس والقمر حسباناً ويدلّ دلالة واضحة على كمال قدرته وعلمه العليم وعلمه اللامحدود حول الشمس وشروقها وغروبها وسيرها ليلاً ونهاراً لا تفتر ولا تتوقف بقدره العليم العزيز القادر في فلك في مدة معينة تنتهي اليه وهو يوم القيامة حيث تنقطع عن الدوران والجريان وتعود لمستقرها الذي أعدّه الله العليم الحكيم العزيز لها وهي تحت العرش مما يلي الأرض.

(عن أبي ذرّ –رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا ذرّ أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى نسجد تحت العرش). أخرجه البخاري (6/154 برقم3199).

ذلك الجري بانتظام رتيب وبحساب دقيق وهو تقدير العليم علّام الغيوب... عليم بأحوال خلقه فالشمس تجري لمستقرها ولا يمكن أن تدرك القمر لأن كلّاً منهما يجري ويسير في خط معيّن فيستحيل أن يتقابلا كما يستحيل أن يسبق الليل النهار حيث إن الأرض تدور حول محورها من الشرق الى الغرب.

إنه الله -جل جلاله- العليم الذي أنزل هذا الكتاب (القرآن العظيم) لإرشاد البشرية، وعلينا أيضاً أن نستخرج منه كنوز العلم المتعددة والمتنوعة.

والحمد لله رب العالمين






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :