محمية (غابات دبّين) .. سحر الطبيعة وثرواتها الفريدة

الهاشمية نيوز - « ربما لا يعرف كثيرون أهمية وجود مثل هذه المنطقة الساحرة في الأردن..ويمكن لأي شخص أن يضع كلمة « نادرة « مع كل ما تملكه « محمية دبين « ذات الغابات الجميلة والممتدة على مدى العين والبصَر.

ذهبنا إليها بعد ان سمعنا من المعنيين عن ثرواتها.. وهكذا كنا فيها لننقل جوانب من روعتها « .

رشحت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية غابات دبين لتكون ضمن قائمة المحميات الخضراء حسب تصنيف الإتحاد الدولي لصون الطبيعة لأن جميع الشروط المتعلقة بقبول محمية غابات دبين ضمن قائمة المحميات الخضراء متوافرة فيها.

وبين مدير محمية غابات دبين بشير العياصرة لـ « الدستور « ان سبب ترشيح محمية دبين لتكون ضمن قائمة المحميات الخضراء لأنها موئلا صحيا يدعم الأنواع الموجودة ولها علاقة بالفوائد المنبثقة عن الشراكة مع المجتمع المحلي والشراكة مع كافة الجهات المعنية بذلك وإلى برامج الحماية وبرامج مراقبة الأنواع الحيوانية والنباتية.

وأضاف ان المحمية تخدم المجتمع المحلي بالدرجة الأولى، وكافة كوادر المحمية من السكان المحليين، وفي المحمية مشغلان احدهما تطريز والآخر للسيراميك، ويعمل ذلك على زيادة الفرص للمشاريع ذات الأثر الاقتصادي الذي يعود بالفائدة والأثر البيئي والاجتماعي على السكان المحليين والمجاورين لهم.

واضاف العياصرة، أننا بالمحمية نقوم في تيسير المشاريع الانتاجية بين الجمعيات المحيطة والسكان التي تحقق الأثر البيئي على المصادر الطبيعية عموماً والغابات بشكل خاص، وبها برامج تعليم بيئي للمدارس وللزوار والمجتمع المحلي وهناك لجنة محلية أعضاؤها من السكان المحليين.

وبين أنه يتم حالياً تطوير سلسلة من أنشطة السياحة البيئية مثل ممرات المشي وممر الدراجات الهوائية والمخيم ونزل بيئي وذلك خلال ( 6 – 12 ) شهرا.

وفي عام 2004 أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة أحدث محمياتها الطبيعية ضمن غابات دبين في شمال المملكة، تمتد المحمية على مساحة 8.5 كم² من المناطق الجبلية، وتغطي جزءا من موئل الصنوبر الحلبي - البلوط الطبيعي، وتعد أشجار الصنوبر الحلبي في تلك المنطقة الأقدم والأضخم في المملكة، والسمة المميزة للنسق الطبيعي، وهي تمثل الحد الجغرافي الجنوبي الشرقي لهذا النوع من الغابات على الكرة الأرضية، وتعتبر دبين من أكثر المناطق جفافاً في العالم التي ينمو فيها الصنوبر الحلبي، حيث يقارب معدل هطول الأمطار 400 مليمتر في السنة.

احتلت غابات دبين المرتبة الأولى في قائمة أولويات المواقع التي تحتاج إلى الحماية وذلك ضمن دراسة مراجعة المناطق المحمية التي تمت عام 1998 بعد أن تم إغفالها في التقرير الأصلي لعام 1997، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات أن دبين تعد أفضل الأمثلة على غابات الصنوبر الحلبي – البلوط في المنطقة كما وتحتضن ما لا يقل عن 17 نوعاً مهدداً بالانقراض، مثل السنجاب الفارسي والعديد من الأنواع المهمة على مستوى التنوع الحيوي العالمي.

تمتد غابة دبين الكاملة على مساحة تزيد على 60 كم² ويتراوح الارتفاع ما بين 500 و1000 متر فوق مستوى سطح البحر.، وتتوزع الغابة فوق منحدرات من الصخور الكلسية والكلسية الطباشيرية وهي متفاوتة في حدة الميلان، اما التراكيب الفيزيائية والعمرية للغابة بشكل كامل تعد متنوعة بشكل فريد، حيث تتواجد الأشجار بأعمار وأحجام مختلفة، ويعزز هذا التنوع وجود الأودية و مستويات رطوبة وظروف تربة متباينة في الغابة.

تقع المحمية وسط الغابة الكاملة وتتوزع أنواع الأشجار حسب ارتفاعات الغابة،، في التضاريس المنخفضة الصنوبر الحلبي هو النوع السائد مع وجود بعض البقع المكونة فقط من أشجار الصنوبر الحلبي المحتوية على أشجار معمرة، أما في التضاريس المتوسطة يسود نمط الصنوبر الحلبي – البلوط وهذا النمط يمتد على معظم إجراء المحمية، بينما في التضاريس العليا ينجح البلوط دائم الخضرة كالنوع السائد مع وجود بعض البقع من البلوط متساقط الأوراق في المنحدرات العليا ن كما تنتشر أنواع أخرى من الأشجار مثل شجر القيقب (القطلب) والفستق الحلبي والزيتون البري، بينما تتميز أرضية الغابة بشكل استثنائي بوجود الأوركيد وأنواع أخرى من النباتات المرتبطة بالغابات.

وفي مشغل دبين للسيراميك يتم تشكيل الفخار بالطريقة التقليدية حيث يتم استعمال الطين الأبيض والأحمر والرسم عليه بزخارف مستوحاة من الطبيعة كأغصان الزيتون وأزهار اللافندر.

اما في شغل التطريز فيتم خياطة وتطريز الأزهار والحيوانات الطبيعية على الشراشف والمخدات والحافظات والجداريات.