-

عربي دولي

تاريخ النشر - 16-06-2020 10:15 AM     عدد المشاهدات 816    | عدد التعليقات 0

تجـريـــف مقبـــرة (الإسعــاف) التاريخيـة بمدينة يـافـا

الهاشمية نيوز - يجد أهالي مدينة يافا في الداخل المحتل، أنفسهم في تحد تاريخي للحفاظ على أرض مقبرة «الإسعاف» التاريخية في مواجهة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس هذا المعلم الإسلامي الذي يعود إلى الحقبة العثمانية.

وحسب تقرير محمد بلاص، وصلت صبيحة يوم الاثنين الماضي جرافات الاحتلال معززة بقوات الشرطة التي أغلقت الشارع في يافا، وذلك بهدف البدء في حفر أرض مقبرة «الإسعاف» التاريخيّة، والتي يعود تاريخها للحقبة العثمانية الحديثة، حيث كانت مقبرة صغيرة، وأغلقت في وقت لاحق بسبب الازدحام في أربعينيات القرن العشرين، وأقيم فوقها سوق وعمارات الإسعاف المملوكة لإدارة الأوقاف في يافا حتى نكبة عام 1948.

وأكد مدير جمعية الأقصى محمد سواعد، أن مقبرة «الإسعاف» الواقعة شمال مدينة يافا، تتعرض منذ عدة سنوات لعمليات تجريف إسرائيلية أتت على مئات من القبور التي يزيد عمرها على 200 عام، ضمن مساع احتلالية لا تتوقف لمسح هوية الشعب الفلسطيني أينما وجدت آثاره، وتنفذ فيها حاليا أعمال تجريف تمهيدا لإقامة مشروع سكني على أنقاض قبور ورفات المسلمين.

وبحسب عضو الحركة الإسلامية في يافا الشيخ محمد محاميد، فإن مدينة يافا تتعرض لهجمة شرسة جاءت امتدادا لتلك التي تتعرض لها المقدسات منذ نكبة فلسطين عام 48، حيث لم يتبق من سكانها الأصليين الـ 120 ألفاً سوى 2700 نسمة، في حين وضعت مساجدها ومقابرها وأملاك الأوقاف تحت مسؤولية ما تسمى بمؤسسة «أملاك الغائبين» الإسرائيلية.

وأكد محاميد، أن الهجمة تتواصل بهدم عشرات المساجد في يافا وقضائها ونبش عدة مقابر فيها، وسحق عظام الموتى كسلمة والسماتين والشيخ مؤنس.

وأقيمت مقبرة «الإسعاف» في زمن الخلافة العثمانية، وتضم المئات من قبور المسلمين، وكانت تعرضت لاعتداء مماثل في العام 2018.

واعتبر محاميد، الاعتداء الإسرائيلي ظلما حقيقيا للفلسطينيين الذي يتجمعون في كل يوم للاحتجاج ورفض نبش الاحتلال لقبور المسلمين، مشيرا، إلى أن عمال البلدية والشركة العاملة في البناء نبشوا بعض القبور وجمعوا عظام الموتى في أكياس بلاستيكية لمواصلة أعمال البناء.

وأشار إلى أن الفلسطينيين في يافا يعانون من تضييق الخناق عليهم في السكن ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة هدفها دفعهم للهجرة إلى منطقة المثلث، إلى جانب تحديات على مستوى المخصصات المدنية، وتمييز في معاملة المواطنين الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين.

وأضاف «لجأنا إلى القضاء الإسرائيلي الذي عقد عدة جلسات وفي نهاية المطاف مضى المشروع في طريق التنفيذ، وهو مشروع يهدف لاقتلاع كل ما هو عربي سواء حيا أو ميتا.

ووفق سواعد، فإن استهداف مقبرة «الإسعاف» التاريخية يأتي استمرارا لمسلسل الاعتداء على المقابر والمقدسات الإسلامية في فلسطين منذ سنوات طويلة بشكل يؤلم القلب ويؤذي المشاعر، حيث يجرف الاحتلال رفات المسلمين ويغير معالم المقابر بهدف بناء البيوت والمتاحف.

وقال: «تجربتنا مع سلطات الاحتلال تؤكد أن ما يفعلونه هو محاولة للسيطرة على المقابر ومسح البعد العربي والإسلامي عن الأماكن المقدسة».

ووفق الناشط كايد أبو دين، فإن بلدية تل أبيب دشنت في مدينة يافا، 45 حديقة للكلاب بمساحة إجمالية أكثر من عشرة دونمات، ومع هذا، فإن البلدية تأبى إلا أن تقيم مبناها الذي سيخدم اليهود بطبيعة الحال والمكان على مقبرة إسلامية لها قدسية.

وأضاف إن بلدية تل أبيب أصرت على أن لا تتفاوض مع الهيئة الإسلامية المنتخبة في يافا، بحجة أن المقبرة لم تعد لها قدسية منذ عشرات السنين، وأن المبنى الذي سيبنى هدفه استيعاب الفقراء والمشردين في البلد، بغض النظر عن قوميتهم، الأمر الذي كان قبل سنوات حينما تواجد المبنى السابق.

وشهدت مدينة يافا مؤخرا مواجهات واسعة اندلعت بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال، وذلك في إطار التوتر الشديد الذي تشهده المدينة، بعد إقدام بلدية الاحتلال على تجريف مقبرة «الإسعاف» الإسلامية في المدينة، ونبش عظام موتى المسلمين، بهدف إقامة مأوى للمشردين اليهود على أرض المقبرة.

«الايام الفلسطينية»






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :