-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 15-06-2018 10:11 AM     عدد المشاهدات 2751    | عدد التعليقات 0

العيد .. فرحة تجمع الأهل والأحباب وتضيء القلوب بصلة الأرحام

الهاشمية نيوز - مع أصوات التكبيرات والتهليلات في الصباح الباكر من أول أيام عيد الفطر تدب الفرحة في النفوس، ويبحث كل شخص عن الفرح في هذا اليوم الذي يعلن انتهاء شهر رمضان المبارك، ويبتهج الصائم بالإفطار وأنه أنهى شهرا في العبادات والطاعات وترتسم السعادة بالعيد على وجوه الصغار والكبار.
ومنذ ساعات ما قبل الفجر، تستيقظ والدة فاتن أحمد لتحضير القهوة العربية التي تفوح رائحتها من كل البيوت المجاورة؛ حيث تقوم بمساعدة والدتها في التحضير لهذا اليوم منذ أيام عدة، بيد أن تحضيرات صباح العيد مختلفة كونها اليوم الأول بعد صيام شهر كامل.
وتقول فاتن إن والدتها توقظ الأسرة بأكملها، حيث يتوجه والدها وإخوتها إلى صلاة العيد، لتقوم هي بوضع "الضيافة" وارتداء ملابس العيد، التي اعتادت على شرائها منذ الصغر وتحتفظ بهذه العادة مهما تقدم بها العمر، على حد تعبيرها، وهي الآن في المرحلة الجامعية؛ إذ ترى أن فرحة العيد لا تختلف باختلاف العمر، بل يزداد تعلق الإنسان بهذه التفاصيل التي تذكره بمرحلة الطفولة.
في حين، تبدأ عائلة روان عثمان، نهار العيد بالتوجه إلى المسجد؛ حيث اعتادت ووالدتها وشقيقتاها على أداء صلاة العيد في المسجد، ليكون آخر يوم تؤدي فيه الصلوات في المساجد، بعد أن كانت تصلي صلاة العشاء والتراويح يومياً هناك.
وتقول روان، وهي موظفة "إن يوم العيد لا يختلف في أجوائه كما كل عام، فبالرغم من الأحداث التي تمر بالإنسان خلال العام، إلا أن بهجة العيد تطغى على الأجواء دائماً، وتتزين بوجود الأقارب وزيارتهم لمعايدة الأهل والأقارب، وبخاصة قدوم أخوالها عند معايدة والدتها، وتقديم العيدية لهم جميعاً".
والعيد بمضمونه، في رأي أخصائي الشريعة الإسلامية الدكتور منذر زيتون هو اجتماع بين العائلات؛ حيث يتفقد فيه الناس بعضهم بعضا، ومن الجميل أن يتقاسم الجميع الفرح في هذا اليوم، والتخفيف من الحزن لمن لديه ظروف مختلفة، كما في حالة المرض أو التخفيف عمن فقد عزيز.
وصلاة العيد، كما يقول، هي فرصة لاجتماع المسلمين، ودعا الرسول لأن يخرج الكبير والصغير والمرأة لصلاة العيد، ولها هدف سامٍ يجمع أبناء المجتمع الواحد في فرحة العيد.
ولكن، يؤكد زيتون أن أولى الناس بالوصل يوم العيد الوالدان، حتى وإن كان الأبناء يقيمون في مكان بعيد، فعليهم التواصل مع والديهم في مثل هذا اليوم، والتودد لهم وطلب رضاهم وإشعارهم بمدى أهميتهم، عدا عن التواصل مع الأرحام والأخوة والأقارب، والأزواج كذلك لهم حق في أن نزرع الفرح في قلوبهم، فهذا يخفف من المشاحنات السابقة، بالإضافة إلى ضرورة توفير أجواء فرح وترفيه للأبناء في هذا اليوم المميز.
روان التي تحبذ أجواء العيد، تقوم بزيارة إلى بيت الجد الذي يجتمع فيه جميع أفراد العائلة "الممتدة" لتجلس ساعات طويلة برفقة بنات أعمامها، يتشاركون وجبة الغداء، معتبرة هذه الأجواء فرصة للتلاقي مع أقاربها ممين يقيمون في مدن أخرى، وتعيش يوماً مميزاً في نهار العيد، يُختم مساءً بالعودة إلى البيت، وعادةً ما يخلد الجميع للنوم مبكراً بعد نهارٍ طويل.
أما في بيت الجد الكبير، فيلتقي أفراد الأسرة الكبيرة، وبخاصة بوجود الجد والجدة، كما في عائلة الحاج كمال، كما تقول رجاء موسى، التي تعتبر التواجد في بيت الجد من أساسيات العيد ومن الأوقات الجميلة التي تقضيها في هذا اليوم مع أقاربها.
وتقول رجاء "اعتدنا منذ كنا أطفالاً التواجد في بيت الجد ويلتقي الجميع هناك للمعايدة وتناول الإفطار سوياً، ومن ثم زيارة الجيران، والعودة إلى بيت الجد لتحضير الغداء مع قريباتها، وهي من أجمل الأوقات في العيد، على حد تعبيرها، ولها بهجة خاصة تختلف عن باقي الأيام".
وكغيرها من الشباب الذين يشاركون في بعض المبادرات التطوعية لمساعدة المعوزين، تحرص رجاء على أن يكون لها دور في بث الفرحة في النفوس في العيد؛ إذ تقوم قبل العيد بأيام قليلة بزيارة بعض الأسر القريبة من مكان سكنها، بدعم من المبادرات التي تتعاون معها، وتقديم "العيدية" للأطفال والأم، وتحرص خلال يوم العيد على تخصيص ولو جزء بسيط من وقتها لزيارتهم والمعايدة عليهم وتقديم بعض الحلويات، كنوع من التكافل والإحساس بالآخرين.
وهذا ما يؤكده زيتون؛ إذ يدعو إلى ضرورة أن يتفقد كل منا المحرومين في مثل هذا اليوم ومعايدتهم، ومحاولة بث الفرح في نفوسهم، والتواصل معهم، كما في حالة الأطفال الأيتام، الذين يفتقدون من يسهم في نشر الفرحة في قلوبهم، لما لذلك من أجر عظيم في الإسلام.
وفي العيد، تظهر الكثير من العادات التي ترتبط بالمجتمع، والتي يؤكد فيها الجميع أهمية التواصل الاجتماعي بين الناس من خلال الزيارات الخاصة التي يقومون بها لبعض العائلات، مثل زيارة المريض الذي لا يستطيع الخروج من منزله، وزيارة كبار السن غير القادرين كذلك على الخروج والتحرك بحرية، بحيث تعد هذه الزيارات من أكثر الصور التكافلية الموجودة في أغلب مناطق الأردن.
وأبو ثائر، واحد من هؤلاء؛ إذ يقوم برفقة أبنائه بزيارة أقاربه من كبار السن، بالرغم من وجود أبنائهم حولهم، إلا أنه اعتاد على ذلك منذ زمن طويل، كما كان يفعل والده، ويعتقد أن ذلك من الواجبات التي على الشباب القيام بها، فهي دليل على احترام الكبير وإظهار المحبة له.
ويشير أبو ثائر إلى أن بعض المجتمعات، وبخاصة القروية منها، ما تزال تحافظ على عادة مهمة وهي زيارة أهل المتوفى، الذين يمر عليهم العيد لأول مرة بعد رحيل عزيز من بينهم؛ حيث يستعد أهل المتوفى لذلك من خلال تحضير "الكراسي والقهوة والتمر" لتوزيعها على الحضور، الذين يعلنون بذلك تعاطفهم مع أهل المتوفى والمعايدة عليهم.
ويلفت زيتون إلى وقع الكلمة الطيبة في النفوس في يوم العيد، والابتسامة في الوجه، عند تبادل التهاني، سواء على من نعرف ومن لا نعرف، فهذا من شأنه أن يزيد أواصر المحبة والاحترام بين أفراد المجتمع الواحد، وأن نصطحب عائلاتنا في الزيارات للمعايدة، حتى يترسخ لدى الأبناء مفهوم الصلة بين الأقارب والجيران والأرحام.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :