تاريخ النشر - 14-05-2024 10:09 AM عدد المشاهدات 64 | عدد التعليقات 0
دعم بلديات البادية في إبراز تراثها السياحي والثقافي– أم القطين نموذجاً
الهاشمية نيوز -
خلدون ذيب النعيمي
لم تعد البلديات النموذجية والعصرية تعتبر العمل التنظيمي والخدماتي فحسب هو المقياس لمدى نجاحها لدى متلقي الخدمة ولم تعد اسيرة للموروث الذهني المرتبط بالنطاق الضيق للعمل بل تعدى ذلك كله الى حجم جهدها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في محيطها، ونقطة البداية هنا هي الثقة بقدرات المجتمع المحلي الحاضن لهذه البلديات والتي تبدأ من استثمار الموارد البشرية وبالذات الطاقات الشبابية والمهارات والاهتمامات الثقافية والتراثية لهذا المجتمع كذلك مدى مقدرة البلدية على الادارة الناجحة للموارد المحيطة بها مثل السياحية والطبيعية والاثرية والتاريخية، وبالتالي يكون لها خطة عملها وتصورها في هذا المجال لكسب تعاون المجتمع المحلي وشركاء العمل وصولاُ لكسب ثقة وتعاون متلقي الخدمة والشركاء وايضاً لابراز كينونتها ومكانتها في العمل البلدي العصري الناجح على مستوى الوطن ككل.
حسناً فعلت بلدية ام القطين والمكيفتة في البادية الشمالية / محافظة المفرق بإطلاق رؤيتها السياحية والتاريخية والتراثية المرتكزة كما يقول عمدتها السيد مشرف الشرفات على الموروث الذي تمتلكه ام القطين وجوارها والمتمثل بالدرجة الاولى على موقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء بين سهل حوران في الغرب والجنوب والذي يحتضن معظم مدن الديكابوليس المزدهرة في العصر اليوناني وصولا للروماني، وأيضا امتدادها الشمالي لجبل العرب بمورثه النبطي والبيزنطي وقدرة حضارة هذا الجبل التاريخية على الافادة من كل قطرة ماء من خلال مشاريع القنوات الممتدة الى مناطق بعيدة، ويحسب لام القطين استراتيجياً وتاريخياً ايضاً والقول هنا لرئيس البلدية موقعها على طرق القوافل والمسارات التاريخية مثل مسار ايلاف قريش بين جزيرة العرب والشام والذي اشترك به النبي صلى الله عليه وسلم كما اثبتت السيرة النبوية مرتين احدها في طفولته مع عمه ابو طالب والاخرى في شبابه بعد زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها.
الاستثمار الامثل للموارد السياحية والتاريخية والاثرية والتراثية رؤية ومسار طريق وضعته هذه البلدية وفق برنامج معين يضع في مقدمة خطواته استنهاض همم المجتمع المحلي وبالذات طاقاته الشبابية والجمعيات المحلية، وواضعة ايضاً نصب عينيها العمل التشاركي مع الهيات الرسمية المختصة والاهلية المساندة وبالذات وزارة السياحة ودائرة الاثار العامة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف ومديرية الامن العام وجامعات اليرموك وال البيت والهاشمية وشركة سما للاستثمارات الاستراتيجية والمنطقة التنموية في المفرق وكل المهتمين بابراز الاردن سياحياً وتراثياً وتثقافياً، وكل تلك الثروات علمتنا التجارب انها مع الانسان الاردني هو رهان الوطن ونفطه الذي لا ينضب.
هي صيحة ورؤية وطنية اطلقتها بلدية ام القطين والمكيفته تستوجب الدعم من كل الجهات الرسمية والاهلية وهي هنا تؤكد الاساس الذي يقوم عليه برنامج التحديث الاقتصادي الذي نادى به سيد البلاد المفدى القائم في ركن اساسي منه على التنويع في الموارد والافادة من الطاقات البشرية والطبيعية وهي هنا طاقات المجتمع المحلي والموارد التراثية والتاريخية والسياحية وهي الغنية به ام القطين وجوارها، واقتبس هنا تاكيد محافظ المفرق السيد سلمان النجادا وهو المتابع لكل من شانه التنمية الشاملة في المحافظة اشارته في ورشة فرص الاستثمار السياحي في المحافظة والتي عقدت مؤخراً ان محافظة المفرق بتنوعها تعتبر جاذبة وبقوة للاستثمارات السياحية بما تمتلكه من تنوع كبير في تراثها واثارها التاريخية ومناطقها السياحية، وام القطين في قلب باديتها الشمالية لها النصيب الوافر في هذاالتنوع من خلال تاريخها الممتد واثارها المتعددة وموقعها الاستراتيجي اضافة لكنزها البشري في تراثه وثقافته.