-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 03-01-2023 09:57 AM     عدد المشاهدات 253    | عدد التعليقات 0

بيوت تتكسر كزجاج محرور

الهاشمية نيوز -
رمزي الغزوي

لدى ربات البيوت الروسيات حيلة عظيمة للتقليل من حوادث تكسر كؤوس الشاي الزجاجية (الاستكانات) في برد الشتاء الصقيعي، كما يحدث عندنا في هذه الايام إذ تتعرض للكسر المباشر والتشقق السريع، بعد أن يصب فيها الشاي الساخن، لأنها لا تتحمل التمدد المفاجئ بالحرارة ولا تستوعبه.

وكتكتيك ذكي تعمد الروسيات إلى وضع معلقة معدنية صغيرة في كل كأس عند صب الشاي، وتكون المعلقة مصنوعة من الحديد أو النحاس أو الفضة، أو الذهب أحياناً، فهذه المعلقة تعمل كمصدات وقائية، تمتص بسرعة كبيرة حرارة الشاي العالية، وتقلل من سخونته، فتحمي بذلك الكأس من التمدد وتقيه كسرا حتمياً.

تختلف الملاعق المستخدمة في امتصاص الحرارة، تبعاً للمادة التي صنعت منها. فملاعق الحديد قد تفي بالغرض، لكنها ليست كملاعق الفضة الجيدة في امتصاص هذه الحرارة، ولكنها أيضاً ليست كملاعق الذهب الذي يبقى هو الأكثر موصلية، وباستطاعته كبح جماح الشاي المصبوب، وامتصاص حرارته مهما كانت عالية.

بيوتنا في هذا الزمن الصعب ليست إلا كؤوساً ينصب فيها شلال الأسعار اللاهبة، ولهذا ستلاقي تكسراً سريعاً وستصبح بعد صبة أو صبتين هشيما تلمه المكانس وأفواه الحاويات. فهل من مصدات حقيقية تقينا هذا الغليان المسكوب فوق الرؤوس؟

لا نريد أحداً ينصحنا أن نكون كؤوساً خشبية أو ابلاستيكية أو فخارية لا نتأثر بتبعيات الازمة التي تشتد على أصحاب الدخل المحدود، ولكننا نحتاج إلى ملاعق، أقصد مصدات وقائية، علها تقينا الحرائق المسكوبة فينا.

ندرك أن البيوت التي تحرك شايها بملاعق الذهب أو الفضة تستطيع أن تمتص هذه الأسعار الحارقة وتبعاتها، ولربما ستنجو من التكسر تحت وابل حرارتها الزاخرة، ولكن بيوتا أكثر وأكثر لا يملأ كأسها إلا الهواء، ولهذا ستتكسر كزجاج محرور.

لا نريد معالجات سطحية على طريقة (الفزعة) التي تعالج العرض، ولا تقرب من المرض، ما نريده الآن أن يكون لكل كأس ملعقة تمتص حرارة الأزمة المنهالة عليه؛ كي نحمي الرؤوس من تكسر حتمي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :