-

كتابنا

تاريخ النشر - 27-12-2022 10:07 AM     عدد المشاهدات 278    | عدد التعليقات 0

(النمليّة) وخوابي (المونة) ..

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

واشنطن - أضيف هذه المقالة لما سبق وغمز من قناة المتفاجئين من اختلال معادلة الصادر والوارد، في أي موازنة، لدولة كانت أم لبيت أسرة صغيرة من أم وأب وطفل واحد (كالصين قبل التراجع عن إلزامية الطفل الواحد) لضبط الانفجار السكاني الذي لا يقوى على إشباع حاجاته اقتصادات الدول الغنية مجتمعة.
بعيدا عن ذكاء الصين الصناعي «آي جي»، أستذكر بخير أيام «النملية» وقد عرفتها في منازل أكارم من ذوي القربى «عظام الرقبة». كانت أميّة رحمها الله، سألتها طفلا ما هذا؟ فعرفت أنها كالثلاجة الكهربائية تحفظ فيها المأكولات بما فيها الحلوى في زاوية من المطبخ التي لا تطالها أشعة الشمس، حيث البرودة الطبيعية تتكفل بحفظ ما هو طبيعي بالكامل من منتوجات البيت أو جيران القرية.
أو لم نجد خيرا من هكذا اسم؟ أي شهية هذه التي تفتحها سيرة النمل؟! فأجابتني -ولن أنسى أول دروس الاقتصاد والحياة- النملية لحفظ ما فيها من النمل وما شابه من حشرات كالبعوض والذباب «غير الالكتروني»! أما الأهم يا بنيّ، فهي سيرة النمل الذي يعمل بضبط وربط عز نظيره إلا في ممالك النحل.. يتعب ويكدّ طوال الصيف والخريف، غير آبه بحرّ ظالم أو جفاف بخيل أو ريح متقلبة هوجاء، يجمع زاده ليوم لا يحتاج فيه لا فزعة ولا «عونة»..
بتدبير تلك السنديانة ربّت ورعت أسرة من عشرة عرفوا دروب الحياة ولم يقترضوا من «غريب» أبدا. وقد كان درسا ثانيا في الاقتصاد والسياسة والأمن.. لا أمن لا يحقق الأمان ولا أمان لمن لا يطمئن لما يقيم أوده ويستره تحت سقف، اسمنتيا كان أم كما أجدادنا العظماء، بيوت عز تحيكها الحرائر مما يقي الجمل برد البادية القارص وحرها اللاهب، ذلك الجمل الذي طوى الأمكنة والأزمنة بصبره ومثابرته ما دامت كرامته محفوظة..
«النملية» قصة نجاح أسبوعية قل شهرية، لكن الأصل كله في خوابي (جمع خابية – جِرار) المونة (المؤونة). كدّ أب وأم يخبئانه معا لفلذات كبديهما أولا، ومن ثم «فزعة» و «عونة» لكل قريب وأي غريب. فالخير خير الله سبحانه، لا حرمنا وإياكم زاده وزوادته..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :