تاريخ النشر - 27-12-2022 10:03 AM عدد المشاهدات 265 | عدد التعليقات 0
بين البرد والنهب
الهاشمية نيوز -
رشيد حسن
أول ما تبادر إلى ذهني وانا اطأ ارض ماليزيا الشقيقة لزيارة ابنتي الحبيبة الغالية «د. ليلى» استاذة علم الحاسوب في جامعة كوالالمبور، هي حالة الرخاء والثراء التي ترتسم على الوجوه وتتجسد في كافة مجالات الحياة.
فماليزيا دولة نفطية غنية جدا، وماليزيا هي أكبر المنتجين لمادة زيت النخيل، وهي أيضا مشهورة بانتاج النبيذ والورق..الخ. وليس أخيرا، هي الدولة الإسلامية التي تمهر جوازها بختم تمنع فيه زيارة دول العدو الصهيوني.
البعد الجغرافي حمى ماليزيا من الصدام العسكري مع الكيان الغاصب، فيما اعتداءات العدو الصهيوني منذ 77 عاما، حرمت دول الجوار من تحقيق التنمية والاستقرار، وفرضت عليها حالة من التاهب والاستنفرار، وكانت النتيجة كما هي مرتسمة على الارض وعلى الوجوه.
ملاحظة مهمة، وهي أن ماليزيا هي من أوائل الدول في العالم التي حققت نجاحا كبيرا في محاربه الفساد والمفسدين ووضعت حدا لاخطبوط صندوق النقد الدولي.
وعودة إلى بدء، فلا بد من الإشارة إلى أسطورة ماليزيا القائد «مهاتير محمد»، الذي حقق المعجزة، فانتشل ماليزيا (30 مليون) من وهدة الجوع والفقر، والمديونية، وخلق منها نمرا اقتصاديا.. يحسب له الحساب في النمو والاستقرار والتقدم، حتى أصبحت جامعات ماليزيا قبلة لمئات الألاف من الطلبة العرب والمسلمين.
مهاتير نجح في مكافحة الفساد، واستئصال الفاسدين بسرعة قياسية. ويعود السبب ، كما قال إلى ثقة الناس به، فبدأ بنفسه، واعلن تبرعه براتبه للأيتام بعد اقتطاع الف دولار لمصروفه وزوجته، ومن ثم بالوزراء والحكام الإداريين..والنواب...الخ. ومن ثم قام بإلغاء شروط صندوق النقد الدولي عندما احتج الاخير على إجراءاته.
محمد توجه إلى الشعب الماليزي للرد على وقف صندوق النقد الدولي تمويل مشاريع ماليزيا الاقتصادية..فإنهالت الملايين من ذهب نساء ماليزيا على دار الرئاسة الوزراء..استعان بها على تسديد المديونية. وتنفيذ خطته الاقتصادية.
مسكين المواطن العربي، فلا يزال من أكثر من ثلاثة عقود يشكو من ضراوة الفساد والمفسدين وفشل كل الجهود في القضاء على هذه الآفة القاتلة التي تحولت إلى سرطان. فارتفعت الاسعار، وارتفعت المديونية، وتراجعت المداخيل.
إنها لحظات فارقة، تستدعي الخروج من حالة الشلل والموت الذي أصبح يطوقنا من كل الجهات.
ولا حول ولا قوة الا بالله