-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 19-12-2022 09:55 AM     عدد المشاهدات 287    | عدد التعليقات 0

أم الشهيد .. وبشر الصابرين

الهاشمية نيوز -
امان السائح

نقول مزقت قلوبنا يا ام الشهيد، ونقول حسبي الله ونعم الوكيل، فلقد قدمت للوطن يا امي شهيد الواجب والدفاع عن ارض الاردن، وكنت خير من ربيت وخير أم وسند، ودعت اربعا من ابنائك، وما زلت صامدة توجهين دعواتك ليرحمهم الله، ويصبرك يا ام الاردنيين جميعا، فصوتك وصلنا جميعا يا حجة يا حنونة, يا من تعشقين الارض والزيت والزعتر، وتصنعين من رغيف الخبز «القراص» والمنسف المفعم برائحة الوطن، ومكمورة العائلة التي تجمع الافراد بحب ودفء، ربما غابوا ولم يكملوا صحن «الجعاجيل «ولا الكشك والرشوف والجريش واللزاقيات.. ربما غادر منهم ولم يتحل على وجبة «البحتة».

لقد عشت يا ام الشهيد وشيعت اربعا من ابنائك، وكل يروي قصة وداع مختلفة، فكلهم غابوا وكل منهم له حكايته، غابوا عنك هكذا كل يحمل نعشه على كتفه ليغادر الدنيا كل بقدره واليوم تقبلين جبين الشهيد صاحب السيرة العطرة كما روى اصدقاؤه وكما نعاه الوطن وقادته وزملاؤه، وكل من كان له معه موقف أو ذكرى، او بصمة عمل وانجاز وظيفي قدمه لتراب الاردن، وكان آخره من صوب اليه رصاصة الحياة بالآخرة، وهو يدافع عن ممتلكات بلد وشعب وقضيته العادلة.

ام الشهيد فلتبقين تسطرين وجه البطولة في حياتنا، فلتبقين ترفعين أسهم الصبر في نفوسنا، فلتبقين تسجلين في ملف الشرف والتضحية قصص ابنائك الذين غادروك بلا استئذان وبدون وداع.. كيف منك نحن يا امنا، ولا نمتلك هنا الا ان نقول لك كلام الله»وبشر الصابرين، الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون».

كان الله في عونك، وكان الله لك السند فلا حول ولا قوة الا بالله يا امي، يا ام الشهداء، يا ام الاردنيين جميعا..

سيدتي «شوفة الزعبي» أم الشهيد فأنت لا يشبهك شيء، ولا تشبهين الا نفسك، ولا تقدمين للوطن الا جواهر قلبك وفلذات اكباد، آخ..اخ.. يا امي أين نحن من دموعك وقهر فقدانك، لا نملك سوى بضع دعاء وحفنة من دموع، وشيء من العبرة لنتعلم منك اصول الصبر وكبت النفس وحرقة الام عندما تودع ابناءها واحدا تلو الآخر..

أين نحن منك وأين انت منا يا سيدة النساء، ويا «شوفة» ولكل من اسمه نصيب فقد منحك الله القدرة على رؤية تحت مسمى شوفة اولادك يكفنون ويدفنون وأنت تذرفين دموع الفقد وتصمدين..

ام الاردنيين جميعا، اصبري وعلمينا دروسا، سامحينا، فكلنا ابناؤك وكل الوطن حضنك وارض الاردن كلها واحة لدموعك وجميعهم يسمعون صدى صوتك وانت تطلبين ان تدفنين مع الشهيد العقيد عبدالرزاق الدلابيح رحمه الله، لا يا سيدتي نريد ان تكتبين لنا سيرة التاريخ وكيف تجرعت الالم والوجع، نريد ان نرى وجهك وملامحك الاردنية الأصيلة وهي تحاكي الاحفاد وحملة رسالة الغد، نريدك قوية كما أنت، حاملة حصن الاردن الى اقاصي الارض، فمن منحه الله ذرية لم يمت، وصدى قصصك ستكون مرجعية للجيل القادم.

الدكتور الشهيد الدلابيح لم يمت يا أمي، لم يمت بل هو حكاية الوطن والدفاع عن مقدراته، حكاية الشعب الذي يتداعى عند الشدائد، حكاية الجوع الداكن والحزن الدامي، حكاية الاردن والتاريخ الذي يسجل دوما بطولة تذكرنا دوما بقصيدة سعيد عقل عندما قال في حجم بعض الورد الا انه لك شوكة ردت الى الشرق الصبا.

نعم انها حكاية الاردن التي غنتها فيروز بالماضي وجسدتها «شوفة» اليوم فليبق الاردن بلد الأمن والأمان نتفيأ بظل الأمان الذي يجسد الحياة، ولنكن جندا مخلصين له، فالحكاية ليس لها الا أصل واحد وهو الوطن وقيادته ومقدراته وشعبه الصامد..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :