تاريخ النشر - 17-02-2022 09:12 AM عدد المشاهدات 497 | عدد التعليقات 0
من ذاكرة شرفات البيوت
الهاشمية نيوز - نبيل عماري
لشرفات البيوت القديمة حنين لزمن جميل، لأشعة شمس تدخل في ساعة صباحية حيث يستقر على كنبة قديمة جد وجدة وهما يشربان القهوة العابقة ريحتها بالصالة وبجانبهما راديو كبير وصوت فيروز يدخل القلوب، كما تدخل أشعة الشمس لتعطي دفىئا أرهقه الصقيع، وتغني فيروز حبني اليوم وأنساني بكرا، هي رفيقة صباحاتنا وأنيسة ليالينا الدافئة، فما أجمله من صباح عندما كانت فيروز تزين منازلنا وشرفاتنا بدفء صوتها بيوم شتائي تنهض من نومك تغسلك فيروز بندى صوتها تزيل عنك غبار ليل حالك تعطيك بداية وبهجة، يوم تجلس على الكنبة تبعد البرداية قليلا ً وطلعت يا محلا نورها شمس الشموسة، تشاهد من الشرفة الناس وهم ذاهبون لأعمالهم يرددون خليها على الله، فيروز بصوتها ترسلك عبر القدس تتخيل شوارعها وإلى عمان تجعلك تعانق جبالها وبغداد تأخذ كتاباً لتقراءة من مكتباتها، وبيروت ترسل لك نسيمات ربيعية من بحر هادىء، والشأم تدعوك لموعد بأواخر الصيف فالكرم يعتصر وتشاهد أم الدنيا من خلال شاطئ الأسكندرية هي فيروز التي تخاطب الأذن و الروح.... ويأتي المساء ينزل المطر فما زال في الدنيا بقايا شتاء وبقايا حكايا وسهر وصوت كلثومي ينطلق من ذاك الراديو الذي أنطق فيروز، وما زالت تلك الأريكة تنتشي بصوت فيروز كما ستنتشي بصوت أم كلثوم
سنين ومرت زي الثواني
في حبك إنت
سنين ومرت زي الثواني
في حبك إنت
وإن كنت أقدر
أحب تاني أحبك إنت
يجلس الجد والجدة وعلى وقع الأغنية يتذكران السنين التي مرت منذ أن اتحدا بعقد الزواج والحب والمحبة في نفس تلك الصالة وكم لتلك الشرفة ذكريات جميلة صاغتها أم كلثوم لقلبين ما زال الحب يسكن بينهما.