جرش: المتحف الأثري بناء قديم ومتهالك ولا يصلح لحفظ المقتنيات

الهاشمية نيوز - تدرس مديرية آثار جرش مشروع بناء متحف أثري جديد ومكاتب للمديرية خلال العام المقبل، سيما وأن مبنى المتحف بناء قديم جدا متهالك وآيل للسقوط، ولا يصلح أن يكون مكانا لعرض أغلى وأثمن وأقدم القطع الأثرية، التي يتم العثور عليها في الموقع الأثرية وباقي المواقع الأثرية.
وقال مصدر مسؤول في مديرية آثار جرش إن المديرية طلبت تخصيص مبلغ 100 ألف دينار لغاية عمل دراسات لمشروع متحف سياحي ضخم ضمن أعلى المواصفات والمقاييس الهندسية العالمية، التي تتناسب مع قيمة القطاع الأثرية التي تعرض فيه، فضلا عن دراسة إقامة مبان ومكاتب لمديرية الآثار والتي أصبحت آيلة للسقوط في أي لحظة وتهدد حياة العاملين فيها.
وأوضح أن تكلفة مشروع مبنى المتحف ومديرية الآثار، لا تقل قيمته عن نصف مليون دينار وهي على موازنة العام المقبل، سيما وأن القطع الأثرية التي تعرض في متحف جرش، منها قطع أثرية عالمية وذات قيمة تاريخية وأثرية لا تقدر بثمن، وزوار المتحف هم من مختلف أرجاء العالم.
يشار إلى أن الأبنية الحالية لمكاتب المديرية صدر فيها قرار إزالة منذ سنوات، كونها قديمة جدا وغير صالحة للاستخدام فنيا وهندسيا، ولا تصلح كذلك لحفظ المقتنيات الأثرية في الموقع الأثري، وقد تم إزالة جزء منها لغاية جعل الموقع الأثري فضاء مفتوحا يريح النظر وفق شروط المدن الأثرية على مستوى العالم، أما المبنى الحالي لمديرية الآثار فهو غير صالح للاستخدام بمختلف المقاييس.
وأكد أحد الزوار للمدينة الأثرية وهو محمد الخالدي أن المتحف الأثري والذي يقع داخل المدينة الأثرية مبنى قديم ومتهالك وتدخله مياه الأمطار في فصل الشتاء ولا يتناسب مع القيمة التاريخية للقطع التي تعرض فيه، خاصة وأنه كان عبارة عن استراحة قديمة حولت فيما بعد إلى متحف أثري.
وأشار إلى أنه يفتقر لأبسط الشروط الهندسية، ليكون متحفا لحفظ القطع الأثرية فيه دون أن تتعرض للتلف أو العبث بفعل الرطوبة المرتفعة في البناء وسوء أحواله.
فيما قال الخبير السياحي وعضو اللامركزية في جرش الدكتور يوسف زريقات إن دائرة الآثار العامة تستطيع أن توفر البنية التحتية لإقامة مبان جديدة بشكل استثماري حديث ومتطور، لوجود قطعة أرض مملوكة وكبيرة وذات موقع استراتيجي مطل على المدينة الأثرية كاملة، مشيرا إلى أنها تصلح أن تكون نواة لمتحف أثري مركزي، يضمن الحفاظ فيه على المقتنيات الأثرية ويكون مركزا للأبحاث والدراسات الأثرية.
ويعتقد زريقات أن مدينة جرش الأثرية تستحق أن يكون فيها مركز أبحاث ودراسات أثرية على مستوى عالمي، إلى جانب متحف ذي مواصفات عالمية، خاصة وأن عمليات البحث والتنقيب والترميم والصيانة على الآثار مستمرة في جرش، وكل عملية تنقيب يقوم بها الخبراء أو طلاب الجامعات أو مراكز البحوث العالمية، ينتج عنها العثور على قطع أثرية ضخمة وذات قيمة لا تقدر بثمن.
بدوره قال مدير سياحة جرش الدكتور بسام توبات إن المبنى الموجود فيه المتحف الحالي في جرش غير مناسب نهائيا من حيث المباني والتهوية والمساحة والموقع، فهو بناء قديم ومتهالك وغير مهيأ ليضم قطعا أثرية ذات قيم تاريخية، مؤكدا أن موقعه غير مناسب.
وأضاف أنه يجب أن يتم بناء متحف أثري حديث ومتطور وعصري وبمواصفات ومقاييس عالمية، سيما وأن البناء الحالي ليس متحفا بالأصل، ولا تتوفر فيه أي شروط ومقاييس هندسية مناسبة.
ويعتقد توبات أن دائرة الآثار تدرس بناء متحف جديد وحديث في السنوات المقبلة.
وتمنى توبات أن يتم نقل جزء من القطع الأثرية إلى مركز زوار جرش، وهو بناء حديث ومتطور ومناسب، مشيرا إلى أن نقل جزء من المدينة الأثرية إلى مركز الزوار يثري القطع الموجودة في المركز ويزيد من الحركة السياحية عليه، خاصة وأن القطع الأثرية الموجودة في المتحف ذات قيمة اثرية وتاريخية لا تقدر بثمن، وتجلب اهتمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.