البريد الأردني: من مؤسسة وطنية إلى لاعب عالمي في صناعة البريد

كتب محرر الشؤون المحلية 

يشهد البريد الأردني اليوم نقلة نوعية في مسيرته الممتدة منذ تأسيسه، وذلك من خلال إنجازات بارزة على الساحة الدولية، أبرزها الفوز بعضوية مجلس إدارة الاتحاد البريدي العالمي، والحصول على جائزة خدمة العملاء العالمية لعام 2024. هذه النجاحات تعكس رؤية إستراتيجية واضحة وقيادة واعية استطاعت أن تنقل البريد الأردني من مرحلة الاعتماد على الخدمات التقليدية إلى فضاء الابتكار والريادة.

إدارة رشيدة ورؤية واضحة

يؤكد رئيس مجلس إدارة البريد الأردني سامي الداوود أن الانضمام إلى مجلس إدارة الاتحاد البريدي العالمي "يمثل اعترافاً دولياً بمكانة الأردن، ويعكس ثقة المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي تؤديه المملكة في تطوير قطاع الخدمات البريدية". وقد عمل الداوود منذ توليه منصبه على وضع إستراتيجية متكاملة لتحديث البنية التحتية للبريد، وربطه بمنظومة الاقتصاد الوطني، وجعله جزءاً من حركة التجارة الإلكترونية العالمية.

من جهتها، قادت المدير العام هنادي الطيب جهود التطوير الإداري والتشغيلي داخل المؤسسة، حيث ركزت على تعزيز جودة الخدمات، وتمكين الكوادر البشرية، وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية. وقد وصفت الطيب فوز البريد الأردني بجائزة خدمة العملاء العالمية بأنه "شهادة حقيقية على أن الاستثمار في رأس المال البشري والتكنولوجيا يؤتي ثماره، ويعزز من ثقة المتعاملين".

عضوية عالمية وجوائز دولية

فوز البريد الأردني بعضوية مجلس إدارة الاتحاد البريدي العالمي لم يكن خطوة شكلية، بل محطة تاريخية تعزز مكانة الأردن في القرارات الدولية الخاصة بقطاع البريد، حيث تم انتخاب المملكة ضمن 40 دولة فقط من أصل 192 عضواً. كما أن إدراج البريد الأردني ضمن قائمة أفضل 20 مشغل بريد في العالم من خلال جائزة i-Care، يضعه في مصاف المؤسسات العالمية التي توازن بين جودة الخدمة والابتكار.

التحول الرقمي والابتكار

بإشراف مباشر من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، تبنى البريد الأردني خططاً طموحة للتحول الرقمي، شملت إطلاق خدمات الدفع الإلكتروني، وتوفير بطاقات متعددة العملات، وتطوير المنصات الإلكترونية التي تخدم المواطنين والمقيمين بكفاءة ومرونة. هذه الخطوات جاءت استجابة للتغيرات السريعة في قطاع الخدمات البريدية، وخصوصاً مع ازدهار التجارة الإلكترونية في المنطقة والعالم.

مؤسسة وطنية برؤية مستقبلية

أثبت البريد الأردني أنه ليس مجرد مؤسسة خدمية، بل رافعة اقتصادية وشريك في التنمية الوطنية، حيث أسهم في دعم قطاعات مختلفة من خلال حلول لوجستية متقدمة، وربط الأردن بالأسواق العالمية. ومع قيادة سامي الداوود وهنادي الطيب، يسير البريد بخطى ثابتة نحو المستقبل، مرتكزاً على قيم الابتكار والجودة والاستدامة.

تؤكد الإنجازات الأخيرة أن البريد الأردني يعيش مرحلة ازدهار جديدة تعكس طموح المملكة في أن تكون جزءاً فاعلاً من المشهد العالمي. فبفضل القيادة الحكيمة لسامي الداوود والإدارة التنفيذية بقيادة هنادي الطيب، تحوّل البريد الأردني إلى قصة نجاح وطنية تستحق الإشادة، وإلى مؤسسة تليق بمستقبل الأردن وتاريخه العريق.