-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 24-06-2025 11:09 AM     عدد المشاهدات 1    | عدد التعليقات 0

هل تخرج حكومة حسان من عباءة الحكومات الكلاسيكية

الهاشمية نيوز -

خاص

في زحام الأزمات وتحديات الداخل والخارج، تطلّ حكومة الدكتور جعفر حسان كوجه جديد، بوجه قديم، تحاول أن تَلبس ثوب التجديد، لكنّها حتى اللحظة، لا تزال تسلك ذات الدرب التقليدي في مخاطبة الشارع الأردني، وتسير على وقع الخطاب الإصلاحي ذاته الذي تبنّته حكومات متعاقبة، دون أن يلمس الأردنيّون فارقًا حقيقيًا في نهج التفكير أو عُمق المعالجة.

فما الذي تغيّر؟ وأين المشروع؟

هل من رؤية؟ أم إعادة اجترار لخطابات سابقة ؟

السؤال الأكثر إلحاحًا اليوم لا يرتبط بشخص الرئيس، بل بموقع الرؤية داخل مؤسسة القرار، فهل تمتلك حكومة حسان رؤية استراتيجية اقتصادية حقيقية؟ أم أنها تكتفي بإعادة إنتاج وثائق الحكومة الكلاسيكية، التي تكرر شعارات "النمو"، و"التحفيز"، و"العدالة الاجتماعية"، دون ربطها بأدوات واضحة وزمن معلوم؟
الواقع أن الشارع الأردني سَئم الشعارات، ولم يعد يُقنعه حديثٍ عن "برامج وطنية" دون مؤشرات أداء حقيقية، وشفافية في النتائج، وآلية مراجعة دورية للتصويب.

أين الفريق الاقتصادي؟ أين القرار؟

بخلاف زخم الرئيس، يظهر الفريق الاقتصادي في حكومة حسان كظلّ خافت، أو في أحسن الأحوال كطاقم تنفيذي لا يمتلك جبهة إعلامية واضحة ولا خطابًا معرفيًا متماسكًا، في ظل حرب إقليمية تتسع رقعتها — بين إسرائيل وإيران وحلفائهما، تتطلب المرحلة أعلى درجات الجاهزية الاقتصادية والسيناريوهات البديلة.
لكن المشهد يوحي بغياب التخطيط الاستراتيجي، وكأن الاقتصاد الأردني محكوم بالارتجال أكثر من الحوكمة، وبردود الأفعال أكثر من الرؤية المستقبلية.

كيف تُصنع القرارات؟ ومن يُشارك بها؟

السؤال الذي لا يجد إجابة حتى اللحظة: كيف تُتخذ القرارات الاقتصادية الهامة؟
هل تتم بناءً على مشاورات حقيقية مع القطاع الخاص؟ هل نرى مجالس اقتصادية مستقلة تقدم أوراقًا جريئة يتم الأخذ بها؟
حتى الآن، لا تزال القرارات الكبرى تصدر من "الغرف المغلقة"، وتعاني من فجوة في التواصل مع السوق، ما يؤدي إلى إرباك المستثمرين، وتعميق فجوة الثقة بين الحكومة وبيئة الأعمال.

الزيارات وحدها لا تكفي

لا شك أن زيارات الدكتور حسان الميدانية فاجأت الشارع الأردني، ولفتت الأنظار إلى نمط جديد من المتابعة المباشرة التي غابت عن المشهد السياسي طويلاً، لكن السؤال الأعمق يبقى: ماذا بعد الصورة؟
هل تحوّلت تلك الزيارات إلى قرارات مصيرية؟ هل غيّرت مسار ملفات مزمنة في التعليم والصحة والتشغيل؟
أم أنها، كما يخشى البعض، مجرد محاولة لخلق "مشهد رمزي" في ظل غياب مشروع وطني شامل؟

وتتكشّف تحديات إضافية فرضتها التطورات الجيوسياسية، لا سيما الحرب بين إسرائيل وإيران.

ووسط هذه التداعيات، يطرح مراقبون تساؤلات حادة: هل آن الأوان أن تصارح الحكومة الأردنية الشارع الأردني بالخسائر الاقتصادية التي تكبّدها البلد نتيجة الحرب؟
خصوصاً بعد أن أقدمت إسرائيل على وقف ضخ الغاز الطبيعي إلى الأردن، ما يهدد برفع كُلف الطاقة وزيادة الضغط على الموازنة العامة، ويضع الحكومة أمام استحقاق المصارحة والمكاشفة.

فهل تكتفي الحكومة بالشعارات والمهدئات المؤقتة، أم أنها ستتخذ خطوة شجاعة نحو خطاب واضح ومسؤول يكاشف المواطن بحجم التحديات والإجراءات المطلوبة لعبورها.

وبين واقع اقتصادي مضغوط، وتحولات إقليمية مقلقة، وشارع يتوق لحلول لا لشعارات ، تبدو حكومة الدكتور جعفر حسان أمام اختبار تاريخي،هل ستكتفي بتكرار "الأسلوب الكلاسيكي" في إدارة العلاقة مع الشعب، وتمضي في تقليدية الأداء؟
أم أن لديها، فعلاً، مشروعاً سياسياً اقتصادياً قادراً على كسر الحلقة المفرغة التي علقت بها الحكومات الأردنية طويلاً؟

سياسيون اقتصاديون وضعوا كبرى الأسئلة على طاولة الحكومة:

متى سيبدأ المواطن الأردني برؤية انفراجات حقيقية في مستوى معيشته؟

كيف تخطط الحكومة لتجاوز أزمات البطالة والغلاء التي تثقل كاهل الأسر؟

هل هناك خطوات عملية لتعزيز دور القطاع الخاص في صناعة القرار الاقتصادي؟

إلى أي مدى يتوافق خطاب الحكومة مع واقع الخطر الإقليمي المتصاعد، وما هو السيناريو الاقتصادي البديل؟

هل ستتحول الزيارات الميدانية إلى إصلاحات بنيوية مستدامة، أم ستبقى صورة مؤقتة تفتقر للرؤية؟

ألم يحن الوقت لأن تخاطب الحكومة المواطن الأردني بخطاب واضح، يكاشفه دون مجاملة أو الاكتفاء بالشعبويات؟


الشارع ينتظر... والعين على القرار لا على الصورة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :