تاريخ النشر - 30-07-2024 12:30 PM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
الرمثا: تركيب لوحات فسيفسائية ترمز لتاريخ وحضارة مدينة الرمثا

الهاشمية نيوز - محمد أبو طبنجة
جاء تصميم الوسط التجاري في مدينة الرمثا ورصفه بالانترلوك ولوحات الفسيفساء في إطار عمل خطة متكاملة لتجميل الرمثا مدينة التجارة الدولية وبرؤية الحداثة والتطوير لوسط المدينة ليأخذ الطابع الفسيفسائي الحضاري بحيث ينقل الميدان الأحداث من خلال اللوحات الفسيفسائية المعبرة عن تاريخ الأردن والرمثا وتراثها وفق ما أكده رئيس بلدية الرمثا احمد الخزاعلة.
واخذ الوسط التجاري يزهو ويزدهر بإضافة اللوحات الفسيفسائية ذات الطابع الحضاري والتراثي والوطني في الوسط التجاري في مدينة الرمثا ( منطقة الكيال ) الذي يتوسط مدينة الرمثا، والتي تعبر بمحتواها عن القيمة التاريخية للمدينة.
وقد أضحى الوسط التجاري نقطة مهمة من معالم وسط مدينة الرمثا ذات الطابع السياحي والتجاري الذي تؤمه الأفواج التجارية من مختلف أرجاء المملكة كمقصد تجاري مهم، نظرا لوجود العديد من المحال التجارية التي تعنى بالبضائع السورية من فاكهة وحلويات دمشقية وملابس والمكابيس.
وأكد رئيس البلدية احمد الخزاعلة أن المجلس البلدي أقر في وقت سابق إعادة تطوير وتحديث الوسط التجاري بحلته الجديدة في سياق احتفالات المملكة بعدة مناسبات وطنية وقال: «إن الفكرة الأساسية من تركيب لوحات فسيفساء فنية ترمز لتاريخ وحضارة مدينة الرمثا وعمق العلاقة بين أهالي مدينة الرمثا وقيادتها الهاشمية.
مضيفاً وضمن مشروع إعادة تأهيل منطقة الكيال، قامت البلدية بتجهيز جدارية على امتداد يصل لحوالي 100 م، وبدأت كوادر تجميل المدينة بتركيب لوحات فسيفساء على طول الجدارية ومنها (المرأة الرمثاوية بالثوب والشنبر والبشكير الألماني ) والتي تمثل تاريخ المرأة الرمثاوية العصامية والتي ترتدي اللباس التاريخي والتقليدي الذي يميزها عن باقي السيدات في المملكة، وهو الشنبر والثوب الأسود والبشكير الألماني الذي يغطي رأسها بالبشكير الألماني والذي أحضره رجال الرمثا في الماضي أثناء غربتهم في المانيا، وكان يدل البشكير أيضآ على انفتاح أهالي المنطقة على دول العالم من خلال التجارة والشحن والتعليم.
اما ( المهباش ) فيعتبر من أهم الموروثات الشعبية الأردنية والرمثاوية والتي كانت تستخدم في طحن القهوة سابقآ وتقترن هذه الأداة بعادات وتقاليد كانت معروفة لدى أهالي مدينة الرمثا لطحن القهوة، فكل دقة وطريقة عزف على المهباش كان لها رموز وإيحاءات ورسائل، ففي الصباح هي كانت للمناداة، وفي المساء كانت تستخدم للسمر.
اما (دلة القهوة والفنجال ) فتعبر القهوة عن رمز الكرم في الدول العربية فالقهوة في مدينة الرمثا ترمز إلى الكرم وحسن الضيافة لمكانتها الكبيرة في التراث الشعبي، فالقهوة العربية ومدلولاتها ترمز للقيم الشعبية وثقافة المدينة في احترام وإكرام الضيف، فهي ترمز أيضآ إلى السلام والأمان.
وكانت الدلة ولا تزال الوسيلة الوحيدة لصب القهوة التي لابد أن يشربها كل ضيف، لدرجة أن من يرفض فنجان القهوة كأنما يطلب من صاحب المجلس طلباً لابد أن ينفذه، وتشتهر عادة شرب القهوة للطلب في عاداتنا الرمثاوية في الجهات العشائرية والعطوات.
وكذلك (صورة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله ).حيث ترمز هذه الصور الى ولاء وانتماء أهالي مدينة الرمثا تحت القيادة الهاشمية، وهي علاقة عقائدية قائمة على المحبة والانتماء للوطن، وترمز هذه اللوحات أيضآ الى حالة التماهي والإنسجام بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية تجاه مختلف القضايا وثقة أهالي الرمثا بقيادتهم الهاشمية الفذة والحكيمة، التي تقود مسيرة التنمية والتطوير والتحديث في مملكتنا الأردنية الهاشمية.
واختتم الخزاعلة قائلاً أنه تم توزيع اللوحات بزوايا النظر بطريقة بانورامية على 360 درجة، وذلك لتكون مرئية من جميع النواحي، مبيناً أنه تم تنفيذ اللوحات لتضفي طابعاً جمالياً للمدينة المبدعة، كما عملت البلدية على تعزيز المشاركة المجتمعية مع أحد مهندسي المدينة لتصميمها.
وبات الوسط التجاري بحلته الجديدة من أساسيات التقاط الصور التذكارية لزوار المدينة، خاصة أن الصور لها القدرة على الاحتفاظ بالزمن عند لحظة خاصة يسعد فيها في هذا الموقع التي جاءت بأسلوب راق يتيح للزائر التمتع بها لما يحتويه الوسط التجاري من لوحات فسيفسائية صممت في غاية من الجمال والإبهار البصري الجاذب لهذا الموقع الأثري ( الكيال ) ، الذي اعتبره مواطنون، نقطة بداية نحو مدينة أكثر جمالاً لأهميتها التاريخية والسياحية.
فيما رأى زوار، أن مثل هذه المواقع التي تظهر للملأ العام تشكل نقطة إيجابية نحو إيجاد نقاط ارتكاز لمعرفة المزيد بما تحتويه هذه المدينة من إرث ثقافي واجتماعي يجبر الزائرين على احترام هذه المدينة التي تعتبر متحفاً متنقلاً، فأينما تذهب تجد هناك موقعاً سياحياً وأثرياً أو موقعاً يروي قصة سطرها أبناء المدينة بالمجد، تبدأ بسوق البحارة الذي اشتهر منذ عقود بالبضائع الدمشقية من ملابس وحلويات فيأتي الزوار ويستمتعون بجمال هذه المدينة التي تشكل أنموذجا يحتذى.