-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 04-04-2024 09:45 AM     عدد المشاهدات 38    | عدد التعليقات 0

عيد الفطر .. فرحة دينية واجتماعية منتظرة لإضفاء البهجة على القلوب

الهاشمية نيوز - "لا يليق بالعيد إلا الفرح"، بعد شهرٍ من الصيام والقيام والعبادات المكثفة، بهجة تنبع من القلب وتجمع العائلة والأحبة، وترسم البسمة على وجوه الصغار والكبار.

ولكن، وبسبب الأحداث التي تمر بها المنطقة والحرب الدموية على غزة، طغت أجواء الحزن والغضب والقهر لما يعانيه الأهل في القطاع، ما قد يلقي بظلاله على الأجواء العامة قبل وخلال العيد.

مع كل تلك الأحزان والأوجاع التي طالت لأشهر، يحتاج الجميع فرحة مشروعة بالعيد، بعد صيام رمضان، وانتظار الأجر والثواب من الله عز وجلّ، فرح بأمس الحاجة إليه عائلات لكي تواصل الحياة بكل تحدياتها.
لمياء الجزراوي، أمٌ حريصة على أن تعكس أجواء العيد في بيتها وبين أطفالها. فالعيد بالنسبة لها هو بهجة ينتظرها أطفالها بفارغ الصبر، ويجمعون العيديات بعد صيام الشهر الفضيل.
لذلك، فإن استقبال بالعيد بالسرور هو أمر تلجأ إليه كل أسرة، خاصة عندما يكون لديهم أطفال، فهم من يصنعون تلك الفرحة بملابسهم الملونة وضحكاتهم التي تملأ البيوت. وتقول لمياء، ذلك لا يقلل من أوجاع مما يحدث في قطاع غزة وتلك الأحزان المستقرة في النفس.
ويستعين الناس في المجتمع الإسلامي بالكثير من الأحاديث القولية والفعلية، التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه فيها المسلمين، ومن ضمنها قوله لأهل المدنية عندما جاء إليها، وكان الناس آنذاك يحتفلون "كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقد أبدلكم اللهُ بهما خيراً منهما، يوم الفطر، ويوم الأضحى"، وفي ذلك دلالة على أن الابتهاج بقدوم العيد وهو من السنن المحببة والتي ينتظرها الناس في كل عام.
ولما لها من فرحة منتظرة في كل عام، تقول نهلة غيث إن العيد بالرغم من أي ظروف قد يأتي بها، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، له "هالة فرح كبيرة تظهر في الأرجاء ويزيد من تلك الأجواء تكبيرات العيد والصلاة وتواصل الأرحام الذي يتجلى بأبهى صوره وتبادل العيديات بين الأخوة والأقارب".
ووفق نهلة تظهر البهجة في الكثير من طقوس العيد كما في زينة العيد وكعك العيد، وألعاب الأطفال التي إعتدنا عليه منذ الصغر، وما زالت في مختلف المجتمعات العربية والإسلامية.
ويمتاز عيد الفطر السعيد بكونه مناسبة اجتماعية عامة يتبادل فيها الناس السلام والمعايدة والدعاء بتقبل الصيام والقيام، وتبادل الزيارات كذلك. وهنا يقول الاستشاري وخبير علم الاجتماع الأسري مفيد سرحان إن العيد شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهر الدين وعبادة من العبادات ويحمل معنى الشكر على تمام العبادة.
ويبين سرحان أن العيد تتجلى فيه معاني التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع، فالغني يتذكر إخوانه الفقراء ويقدم لهم من ماله سواء بإخراج الزكاة أو الصدقات وهو يتقرب إلى الله تعالى بالإنفاق، والفقير يشعر في العيد بعظمة الإسلام، ودين التكافل والتراحم.
والإنسان، كما يرى سرحان، يحرص على توفير الأسباب التي تؤدي إلى فرحه وسعادته، والفرح الحقيقي يكون برضا الله تعالى عن الإنسان، ومن السنة في العيد إدخال الفرح والسرور على قلوب الأطفال وأهل البيت، وأن يصل الشخص رحمه ويزور جيرانه وأقاربه وأصدقائه، يتبادل التهاني بالعيد معهم استشعارا من الجميع بأهمية هذا العيد وأنه فرصة للتواصل مع الجميع، وجمع الشمل وليكون رمزا للالتقاء والتوحد وتجاوز الخلافات والأحقاد وتجديد الروابط الاجتماعية لتكون قوية بالحب والأخوة، ففي العيد تظهر قوة النظام الاجتماعي الإسلامي.
ولا شك أن التحضير للعيد والقيام بالواجبات والحرص على إدخال الفرح إلى قلوب الأهل سيتبعه وسيرافقه متطلبات مالية، أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على غالبية الأسر، بالنظر إلى محدودية الدخل وارتفاع الأسعار وانتشار ظاهرة التقليد والتفاخر بين الناس، وخاصة عيد الفطر الذي يأتي بعد شهر رمضان المبارك، الذي تحول عند الكثيرين إلى شهر للإنفاق والإسراف، مما جعله بعيداً عن الحكمة التي أرادها الله تعالى من الصيام مما يرهق ميزانية الأسرة، واللجوء إلى الاستدانة وهذا سيؤثر على مصروفات وميزانية الأسرة في الأشهر القادمة.
والأسرة الناجحة هي التي تستطيع أن تضع لها ميزانية واقعية تراعي إمكانياتها ودخلها وتتناسب فيها المصروفات مع الدخل، وأن تأخذ الأسرة حين تضع الميزانية الخاصة بها بعين الاعتبار بنوداً للمناسبات ومنها الأعياد لتكون قادرة على التعامل مع متطلبات هذه المناسبات.
ويؤكد سرحان أن المطلوب هو التواصل مع الآخرين وليس شرطاً أن يصاحب الصلة نفقات مبالغ فيها، خاصة أن الكثير من الأشخاص أصبح يحدد علاقاته الاجتماعية أو يقطع بعضها بسبب ما يصاحبها من نفقات أصبح غير قادر على الإيفاء بها.
وينوه سرحان أن ما يشهده قطاع غزة الآن من حرب شرسة، يلزم علينا الاستمرار تقديم كل أشكال الدعم المتاحة لهم سواء الدعم النقدي أو العيني أو الغذاء والدواء وغيرها من الاحتياجات، والاستمرار في الدعم المعنوي والتأييد والمؤازرة التي تؤكد التصاقنا في الأردن بفلسطين، فنحن الأقرب جسدا وروحا، ومن واجبنا مناصرة المظلوم.
لذا، قد يتطلب ذلك من أبناء المجتمعات العربية التي تحتفي بالعيد في هذه الأيام ألا يبالغوا بمظاهر الاحتفال بالعيد من حيث الشكل والإنفاق، فنقدم لغزة وأهلها جزءا من هذه النفقات، ويساهم الأبناء والأطفال في ذلك حتى يكون لهم دور فعلي في قضايا المجتمع، وأنهم سيكونون سبباً في إدخال السرور على قلوب أطفال غزة برغم من كل الظروف الصعبة، وهذا العيد مناسبة لتكون كل أحاديثنا في زياراتنا ولقاءاتنا حول غزة وأهلها ودورنا في مناصرتهم ودعمهم، والدعاء لهم في مجالسنا وطرقاتنا، وفي ليلة العيد، وهي من الليالي التي يستجاب فيها الدعاء، فعلينا أن نكثر من الدعاء لهم بالفرج والنصر القريب.
وينهي سرحان حديثه بالقول "هذا العيد مناسبة للفرح الحقيقي، كما أنه اختبار لنا كيف تكون قضايا الأمة حاضرة في قلوبنا وظاهرة على تصرفاتنا في كل الأوقات".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :