-

التعليم والتعليم العالي

تاريخ النشر - 17-01-2024 09:37 AM     عدد المشاهدات 117    | عدد التعليقات 0

الغور الشمالي .. كيف لمدارس بلا خدمات أن تقدم تعليما سليما؟

الهاشمية نيوز - تسلط عريضة أعدها أولياء أمور طلبة بالمرحلة الأساسية في لواء الأغوار الشمالية الضوء على أوضاع صنفت بـ"الصعبة"، يواجهها أبناؤهم الأطفال نتيجة افتقار مدارسهم، لأدنى متطلبات البيئة التعليمية.
وجاء في العريضة التي رفعت إلى جهات معنية، أن مدارس باللواء في مبان مستأجرة تعاني من تصدعات بالجدران وتفتقد للساحات والملاعب والمختبرات، والطلبة فيها محرومون من الأنشطة اللامنهجية.
كما أشار أولياء الأمور إلى أن تلقي أبنائهم تعليمهم الأساسي في بيئة تعليمية اعتبروها بـ"غير مستوفية" للشروط، لا يمكن أن تخرج بنتائج مرضية، مؤكدين في الوقت ذاته ما يشكله غياب أبسط الحقوق في المدارس ليس أقلها مرافق صحية سليمة من سلبيات على سلوك الطلبة.
وأوضحوا أن بعض المدارس باللواء آيلة للسقوط، وهو أمر يمكن مشاهدته ولا يحتاج إلى دراسة وتقارير، لافتين إلى أن حوادث سابقة شهدت تساقط أجزاء من سقف الغرف الصفية بإحدى المدارس.
وحسب شكوى أولياء الأمور، فإن مدارس عدة بلواء الغور الشمالي تعاني أوضاعا مأساوية، خصوصا فيما يتعلق بالبناء والمرافق التي يحتاجها الطلبة من أجل عملية تعليمية سليمة.
وتتركز أغلب شكاوى الأهالي حول مدرسة الإمام الشافعي، ومدارس منطقة المشارع الأساسية، ومدرسة أبو بكر، ومدرسة سيل الحمة، وهي في أغلبها مدارس أساسية مستأجرة في أحياء قديمة، أصاب التصدع جدرانها ومن المفترض أن تخرج عن الخدمة، ولكنها ما زالت تستقبل الطلبة.
يقول حسن الخشان وهو ولي أمر طالب، إن أغلب المدارس التي تم ذكرها هي مدارس في منطقة المشارع بلواء الغور الشمالي، وتلك المدارس تفتقد إلى البيئة التعليمية، التي يجب أن تتوفر في أي مدرسة كوضع طبيعي، مؤكداً أن تلك المدارس قديمة، وبحاجة إلى أعمال صيانة مختلفة، إذ تفتقد إلى مختبرات تعليمية، كما تفتقد للملاعب والمراسم والمسارح والساحات.
وأشار الخشان إلى أن غياب تلك المتطلبات، يدفع الطلبة إلى ممارسة نشاطاتهم في الشوارع وبالقرب من قنوات المياه الخطرة، لعدم قدرتهم على تفريغ طاقاتهم وإبداعاتهم في مدارسهم.
ولفت إلى أن غياب البيئة التعليمية السليمة خلق جيلا غير واع وغير مدرك، ولا يحب الذهاب لمدرسته التي لا يشعر حتى بالانتماء إليها، كونها لا توفر له أبسط الحقوق، أقلها مرافق صحية سليمة وملعب.
المواطن علي القرم من ذات المنطقة، يؤكد المعاناة التي يعيشها الطلبة في مرحلة تعليمهم الأساسي، هو أمر خطير لا يؤسس جيلا محبا للدراسة بل يزيد ذلك من مشكلة التسرب المدرسي.
وقال "مجرد وجود فجوة بين مدارس اللواء ومدارس بمناطق أخرى أمر غير سليم، ويجب الانتباه أكثر لمدارس الغور التي تعاني أوضاعا صعبة والعمل على تصويبها".
تحمل أهالي اللواء لأوضاع مدارس أبنائهم، أمر مفروض عليهم كونهم غير قادرين على نقلهم إلى مدارس خاصة أو مدارس مجاورة جراء الظروف المالية الصعبة التي يعانون منها.
إلى جانب غياب البيئة التعليمية في مبان مدرسية مستأجرة، فإن تلك المدارس تغيب عنها أيضا عمليات الصيانة الدورية، فتجد زجاج النوافذ محطما وجدرانا متصدعة وطلاؤها مهترئ منذ سنين، وفق ما يؤكده الأهالي.
وقالوا إن هناك العديد من المدارس قديمة وساحاتها ضيقة إن وجدت، موضحين أنه لم يلمسوا منذ سنوات أي عمليات صيانة لمدارس تحتاج لصيانة مستعجلة.
يقول أحد المعلمين- فضل عدم نشر اسمه- تجنبا للمساءلة، "بالتزامن مع دخول الوسائل التعليمية البصرية والسمعية إلى الغرف الصفية وتطور مفهوم الغرف الصفية، وأبعادها القياسية، ومعاييرها البنائية، ووضعية أثاثها، وتوزيع الإنارة فيها، باتت الحاجة ملحة لبناء مدارس مناسبة، نظرا لافتقار المدارس المستأجرة وغير المستأجرة حاليا لأبسط مفاهيم البيئة التعليمية السوية".
ويوضح أن الدورات الصحية في بعض المدارس لا تفي باحتياجات الطلاب من حيث العدد والتجهيزات، لاسيما عدم توفر المياه المناسبة للشرب وسلامة الجدران والأبواب.
وتقول والدة الطالبة حلا النعيمي إنها شعرت بالغثيان أثناء زيارتها لمدرسة ابنتها لمجرد اقترابها من الدورات الصحية، بسبب الرائحة الكريهة المنبعثة منها، متسائلة "كيف ترضى الجهات المعنية بهذه الأوضاع داخل المدارس؟".
وأضافت أنها تلح على زوجها لنقل ابنتها من المدرسة الحكومية إلى أخرى خاصة، بما يضمن على الأقل توفير الحد الأدنى من الظروف التعليمية السوية.
وبينت أن الأبواب والنوافذ تحتاج دائما إلى الصيانة والتصليح، قائلة "حال المدرسة التي تدرس فيها ابنتها سيئ جدا وتحتاج إلى قرار بنقل طلبتها إلى مدارس مناسبة خاصة وأن أموالا تنفق على تشييد الأبنية الحكومية، فلماذا لا ينسحب الأمر على المدارس؟".
وكانت دراسة حكومية صدرت سابقا، أظهرت أن قطاع التعليم يعاني من ارتفاع نسبة المدارس التي تداوم بنظام الفترتين وتلك المستأجرة مع الأخذ بعين الاعتبار عدم ملاءمة غالبية تلك المدارس من الناحية التربوية.
كذلك تكمن المشكلة في ازدياد عدد الطلبة في الشعب المجمعة في المدارس، والنقص في المرافق والتسهيلات التربوية في الأبنية المدرسية القائمة وخاصة المستأجرة منها.
بدوره، بين مصدر من مديرية التربية والتعليم في لواء الغور الشمالي أن الأبنية المدرسية المستأجرة هي من أبرز التحديات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم لوجود أعداد كبيرة من المدارس ولا يمكن تغطتيها من حيث البناء المدرسي الحكومي، حيث تسعى وزارة التربية والتعليم ومن خلال خططها الإستراتيجية على استحداث مدارس جديدة، والتخلص من المدارس المستأجرة.
وأضاف، أن لواء الغور الشمالي يضم 6 مدارس مستأجرة فقط أغلبها مدارس أساسية، وهو عدد قليل مقارنة بعدد المدارس غير المستأجرة والتي تشكل ما نسبته 90 % من مجمل المدارس الحكومية في اللواء.
وبين أن هناك مواصفات وشروطا معينة يتم على أساسها اختيار تلك الأبنية واعتمادها، لافتا إلى وجود فريق متخصص من قسم الأبنية للتعليم العام والتخطيط يطلع على تلك الأبنية ويتم دراسة أوضاعها من خلال خطط معينة، وفي المرحلة الثانية يتم تقييمها من فريق آخر متخصص من قبل وزارة التربية والتعليم يطلع على واقع المدرسة ومدى جاهزيتها ومخاطبة الحاكم الإداري في المنطقة إضافة الى مديريات الأشغال والصحة، ليتم تقيم المدرسة بشكل مفصل، كل حسب مهامه واختصاصه، وللتأكد من ملائمة وجاهزية البناء لاستقبال الطلبة وتوفير بيئة تعليمية ملائمة لهم.
جدير بالذكر أن لواء الغور الشمالي من المناطق الفقيرة، وتعتبر مناطق المشارع من الأشد فقرا، كما أن المنطقة تعاني من ارتفاع في عدد ذوي الإعاقة ويبلغ عدد مدارس اللواء 66 مدرسة موزعة بين المناطق الممتدة من العدسية شمالا ولغاية منطقة الكريمة جنوبا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :