-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 16-01-2024 10:16 AM     عدد المشاهدات 85    | عدد التعليقات 0

.. لا يستسلمون

الهاشمية نيوز -
محمد سلامة

عامي ايالون قائد سلاح الجو الاسرائيلي ورئيس جهاز الشاباك السابق قال:-من يظن أن حماس والشعب الفلسطيني سوف يستسلمون فهو مخطىء، ولا يعرف شيئا، ومن يظن أن توفير بحبوحة مالية لهما سوف ينسيهم حقوقهم وارضهم ومقدساتهم فهو مخطىء أيضا..فيا ترى ماذا يريد من أقواله الآن وفي أي سياق يمكن تفسيرها؟!.

بداية..السياق لتصريحات الجنرال ايالون تأتي في خضم صراع النخب السياسية والامنية لإدارة الحرب على غزة القائم اليوم بين الكبار وممن كانوا يراهنون على استسلام غزة وليس حماس والجهاد وحدهما، وهناك تصريحات مرادفة من قادة بارزين في حزب الليكود والصهيونية الدينية والعظمة اليهودية دفعت لقصف منازل المدنيين الفلسطينين فوق رؤوس ساكنيها، والضغط عليهم أمنيا وسياسيا ومعيشيا لدفعهما للاستسلام ورفع الرايات البيضاء، ومن ثم استسلام حماس والجهاد، وبعبارة أخرى استسلام الحاضنة الشعبية لهما (اي حماس والجهاد) يمهد لاستسلامهما، لكن ذلك لم ولن يحصل، وتبين بعد مائة يوم من الحرب أن الجمهور الاسرائيلي بدأ يستسلم وأنه لم يعد حاضنا لائتلافه المتطرف وأنه بصدد التخلي عن نخبه السياسية والامنية ويحملهما مسؤولية الفشل في إدارة الحرب على غزة.

الجنرال ايالون..ماذا يريد من تصريحاته بأن الشعب الفلسطيني لا يستسلم وأن حماس لا ترفع الراية البيضاء، ..يريد شيئا واحدا وهو تدارك الموقف الآن ووقف الحرب لأن استمرارها يعني تفتت النسيج الإجتماعي والاقتصادي والسياسي الصهيوني وأن العكس قد يحدث تماما، أي أن الشعب اليهودي سوف يستسلم وأن قادة إسرائيل الثالثة سوف يرفعون الرايات البيضاء جراء سلوكهما وتصرفاتهما وهمجيتهما في إدارة الحرب، ومما لم يقله الجنرال هو أن الشعب اليهودي لم يعد يؤمن بأن هذه الأرض له، وأنه موجود للدفاع عنها، وأن وجوده وعيشه واغتصابه لها سوف يفرض عليه اثمانا باهظة للعيش والبقاء وأنه بصدد الرحيل وترك البلاد مرة واحدة وإلى الأبد.

الجنرال ايالون كغيره من كبار جنرالات الجيش الاسرائيلي بات يؤمن أن مسألة إنهاء حماس والجهاد واخواتهما هو مسألة عبثية وأن إلهاء الشعب الفلسطيني عن حقوقه ومقدساته وارضه بالمال والمغريات و...إلخ، تنطبق على الشعب اليهودي وربما شعوب أخرى إلا الشعب الفلسطيني، فبعد خمسة وسبعين عاما من الصراع عادت القضية الفلسطينية وكأنها تحدث اليوم، وكأن العالم بدأ يعيش فصولها من جديد وأن لا خيار للشعب اليهودي إذا أراد البقاء على هذه الأرض مدة أطول وليس للأبد أن يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة وأن يقبل بإعادة أرضه ومقدساته له وأن يقبل مجاورته باحترام وغير ذلك فإن اقامتنا كيهود هنا هي إقامة مؤقتة وأن ساعة الرحيل قد تفاجئنا ذات يوم ولا نجد أحدا في هذا العالم يشفق علينا أو يقبل أن نعيش معه او نرحل إليه.

الجنرال ايالون أصاب..فقد مرّ على فلسطين أكثر من (23) قوما غزاة، ورحلوا وهُزموا .. وبقيت فلسطين لأهلها، فلا شعبها يعرف الاستسلام ولا مقاومتها تؤمن بادبيات رفع الرايات البيضاء، وقد حباها ألله جلت قدرته بأن وصف شعبها بقوم الجبارين، تقاتل الغزاة عشرات السنين ولا تعرف الاستسلام، ورجالها غر ميامين يقبلون على الشهادة برضا واختيار..وما مصير الغزاة الصهاينة الجدد سوى مصير من سبقوهم من الغزاة..فإما الرحيل وإما تجرع الهزيمة، وحرب غزة جولة سوف يتبعها جولات وصولات وهزيمة واحدة لإسرائيل الثالثة سوف تنهيها مرة واحدة وإلى الأبد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :