-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 27-11-2023 10:10 AM     عدد المشاهدات 85    | عدد التعليقات 0

نحن كابوسهم في ظلالها أو على وقع صليلها

الهاشمية نيوز -

ابراهيم عبدالمجيد القيسي


الجانب العسكري الوحيد في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة وخارجها، هو الجانب المجرم، الذي يجب أن نشكره بالفعل، على هذه الوجبة من الجرائم القذرة، التي وضحت بشاعته ووحشيته، وكشفت للعالم حجم المؤامرة على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وفضحت كل أطرافها القريبة والبعيدة، وأيقظت ضمير كثير من الشعوب، فلا معركة عسكرية تذكر، إلا من جانب مجرم واحد، أباد الناس، ودمر الحجر والشجر، وانتهك كل قاعدة إنسانية وقانونية وأكد للجميع بطلان ما كنا ننخدع فيه.. لكن ثمة جهاد، ولا أجد كلمة «سياسية» تكاد توصل المعنى للقارىء غير هذه الكلمة «الجهاد»، ولا أستخدمها بمعناها الاصطلاحي المنقوص، الذي يعتبرها مجرد «قتال بل قتل للآخرين»، بل أتحدث عن معناها الكبير، المتعلق «بمجاهدة النفس والظروف والاصطبار وشدة التحمل، وعدم التنازل عن العقلانية والحكمة والأخلاق».. وكلها مفاهيم عقائدية يعرفها المسلم «المؤمن».
في ظلال السيوف «جنة»، وعد الله بها من يقاتل في سبيله، وعلى وقع صليلها «شجاعة المحاربين»، يفهمون لغة مقارعة السيوف، وللصدفة قام جيش الاحتلال المجرم بإطلاق «السيوف الحديدية».. ربما هذا هو اسم عمليتهم القذرة، لهذا كانت هناك عدة حروب ومعارك وغزوات «ليست عسكرية»، هي التي كسبها الفلسطينيون والأردنيون والعالم العربي والإسلامي، والعالم الحر كله، ولعل أبرزها هو «الكشف الذي لا ينتهي» عن حجم الخديعة التي روّجت لها ماكنة الإجرام منذ أكثر من قرن، كلها تم فضحها في أيام «فلسطينيات».. ويمكننا أن نلمس انفضاحها في استجابة الشعوب غير العربية وغير الإسلامية، وخطابهم القوي الذي يوجهونه لحكوماتهم وللعصابات المجرمة التي تقود حرب الإبادة.. كلهم يتألمون تعاطفا مع البشر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ويطالبون بالعدالة والقانون، ويشيدون بأخلاق الفلسطينيين التي هي أخلاق العرب وأخلاق المسلمين والمسيحيين، فالأرض التي خرج منها الأنبياء ونزلت عليها الرسالات السماوية الثلاث، يستقر في ترابها رصيد من الحكمة والإنسانية لا يمكن استبداله والتغاضي عنه، مهما تآمر المجرمون وشوهوا، فهذه الأرض العربية هي مبنع الحضارات الإنسانية، لأنها مهد الديانات ومبعث ومرقد الأنبياء، وعليها سيعود المسيح ابن مريم عليهما السلام، ويخلص البشرية من الظلم نهائيا.. فلا غربال يمكن أن يغطي هذه الحقيقة، وقد كشفت هذه الجريمة عن هذه الحقيقة الساطعة، وفهمها عدد كبير من مواطني الكوكب، لم يكونوا قبلها يعلمون عنها شيئا.
لا أريد الإسهاب في كثير من الحقائق التنويرية بلا النورانية الساطعة التي أبهرت العالم، والتي صدرت عن الشعب الفلسطيني وعن الشعب العربي في استجابته الفريدة لما يحدث من جريمة، فالدروس المستفادة «كاشفة» لقفت كل الأفكار الآفكة المضللة المخادعة، وهذه نتائج لم تكن لتأتي بالتعليم والشرح والندوات والكتب .. لا تأتي إلا بتجربة إنسانية بهذا الحجم من البشاعة، وسيتحدث عنها العالم مطولا، لكن على صعيد محلي «أردني»، سياسي على وجه التحديد، لم يخطئ القائل بأن «الأردن» هو الكابوس الفعلي لهذا الاحتلال المجرم، فقد ظهر الموقف الأردني الحقيقي، كاشفا عن سياسة مستنيرة، تعاظمت فيها الحكمة والصبر، بعد تاريخ من «اللعب مع الأفاعي»، فالأردن لم يتخل يوما عن سياسته التي نراها اليوم، ولم يتنازل عن قناعاته، حتى وإن غابت عن المشهد في بعض المنعطفات، فهو غياب مبني على وقع الأحداث، وليس تهربا ولا تخلفا عن السعي لتحقيق الهدف الكبير، وهو «درء الخطر الصهيوني عن الأردن وتحرير فلسطين ومقدساتها»، فهذا مشروع أردني، اكتسب قوة ومنعة من خلال قيادة «هاشمية»، هي القائد التاريخي التنويري الفعلي لأخلاق ومبادىء دين جاء «ليخرج الناس من الظلمات إلى نور الحقيقة».. ولن تتسع المقالة أيضا لحديث بهذه الأهمية، لكن سنتحدث كلنا مستقبلا عن كل هذا، فكل خطاب الصحافة والإعلام والتنوير، سيختلف لأنه اكتسب جرعة كبيرة من القناعة والمصداقية، خرجت بحكمة الله إلى العلن، رغم سعي كل شياطين العالم لإخفائه وخداع الشعوب وتضليلهم بعكسه.
نحن كابوسهم، نعلم، ونفهم ..ونستعد دوما ليعيشوه يوما.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :