-

كتابنا

تاريخ النشر - 31-10-2023 10:24 AM     عدد المشاهدات 98    | عدد التعليقات 0

فيــــروز والـــرحــابنـــة وفلسطين

الهاشمية نيوز - نبيل عماري
فيروز والرحابنة منصور وعاصي وزياد فلسطين كانت لهم قضية وحب ووطن سليب فصرنا ننشد مع فيروز بصوت واحد هادر مع موسيقى قوية : «أنا لا أنساكِ فلسطينُ/ ويشدّ يشدّ بيَ البعدُ/ أنا في أفيائك نسرينُ/ أنا زهر الشوك أنا الوردُ»، كلمات جميلة بروح وطنية فيها سحر معنى كلمة «فلسطين» يقشعر بدنك حين تسمع تلك الأغنية ففلسطين تبقى بالقلب والوجدان مهما طال الزمن
لم تكن «سيفٌ فليُشهر» سوى حلقة في سلسلة من التعاون الرحباني الفيروزي الذي أخلص لفلسطين فمشى صوت فيروز بشوارع القدس العتيقة يذكرنا بدكاكين القدس وأزقتها وبمساجدها وكنائسنها ويذكرنا بيافا ببرتقالها وبيسان وبياراتها وبنهر الاردن الذي يغسل اثار القدم الهمجية صوت فيروز أعطانا الأمل راجعون راجعون فالغضب الساطع أت من كل طريق أت بجياد الرهبة أت وبصوت جميل وهادىء دخل حنايا القلوب بسنرجع يوماُ إلى حينا ونغرق في دفئات المنى فالعندليب حدثنا بأن الرجوع للوطن حقيقة وليس حلم هو الوطن المُستعاد فطُبعت في وجدان الشعوب العربية من مشرقها إلى مغربها ونُحتت كلماتها في ذاكرتهم وصارت ألحانُها للمُشتاقينَ صلوات فقصة شوارع القدس العتيقة قصة تحاكي الم البعد والفراق واللجوء ففي العام 1964 وأثناء زيارة البابا بولس السادس للأراضي المقدسة رنمت و مشت في شوارع القدس وبين أزقتها وزارت معالمها التاريخية، ثم لم يمر أكثر من عام قبل أن تشدو فيروز بأغنيتها «القدس العتيقة» والتي قيل إن مطلعها كان مستوحى من قصّة حقيقيّة جرت بين فيروز وواحدة من فلسطينيات القدس التي أهدتها «مزهريّة»، فتكلمت أرزة لبنان بلهجة عاميّة تُصر من خلالها على حميمية الموقف وصدق مشاعرها فيه: «مريت بالشوارع.. شوارع القدس العتيقة/ قدّام الدكاكين.. البقيت من فلسطين/ حكينا سوى الخبرية.. وعطيوني مزهريّة/ قالولي هيدي هديّة.. من الناس الناطرين فيروز توجهنا وتقول بوصلتنا القدس وفلسطين عيوننا إليك ترحلُ كلّ يوم» وصارت تلك المقولة على شفاه كل عربي حر ، ، فغنت عن الشوارع والأبواب والشبابيك والبيوت، وانطلقت من كل هذه الأمور البسيطة في تكوينها إلى دعوة كبرى لإيقاظ الضمير بلكي بيوعى الضمير .في أُغنية «زهرة المدائن» كانت فيروز بصوتها تصر ومعها الشعب الفلسطيني والعربي اصرار صاحب الحق وصاحب الارض حين تغني : «لن يُقفل بابُ مدينتنا فأنا ذاهبة لأُصلّي/ سأدقّ على الأبواب وسأفتحها الأبواب»، وكأنها تتجسد على هيئة مفتاح يملكه كل مواطن فلسطيني لاجىء كان ام نازح ولا يقف في طريقه حاجز ولا مانع فالارض لنا والقدس لنا فيروز نشتم رائحة البيارات في بيسان عندما تقول «خذوني إلى بيسان/ خذوني إلى الظهيرات إلى غفوة عند بابي/ خذوني مع الحساسين إلى الظلال التي تبكي». كيف عرفت فيروز أن ظلال بيسان تبكي ، وتترسخ ثقتها أكثر وأكثر عندما تغني «سنرجع يوما إلى حينا ونغرق في دافئات المنى/ سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بيننا»، وهي أغنية كتبها الشاعر الفلسطيني ابن مدينة غزّة هارون هاشم الرشيد الملقب بشاعر العودة والمخيّم وتبقى العودة ثابتة مهما طال الزمن «سنرجع خبّرني العندليب غداة التقينا على منحنى/ بأنّ البلابل لمّا تزل هناك تعيش بأشعارنا»، كما يتكرر هذا اليقين في أغانٍ أخرى مثل «راجعون» و»جسر العودة يا جسر الأحزان أنا سميتك جسر العودة وفي تلك المغناة « أدت فيروز دور فتاة تعيش برفقة خالتها في واحدة من خيام اللجوء، تلتقي بجوزيف صقر الذي لعب دور «الشيخ» وحينها طلب منها أن تُساعده في ملء جراره بالماء. كان الجو عاصفا فأنشد الشيخ يقول: «كنت عند النهر، صادفت البنيّة فملأت جرتي وقصدت الخيمة. رأيت الرياح تضرب الشجر لكن الشجر قاوم الرياح. كأن الجذوع تقول لذاتها لا مكان لنا إلاّ ترابنا. ترابنا الوطن ونحن مزروعون فيه لآخر الزمن». وهنالك أغنية وحدن
أيُّ مصادفة جعلت من الشاعر اللبناني طلال حيدر أثناء جلوسه الاعتيادي على شرفته محتسيا فنجان قهوته أن يرى هؤلاء الشبان الثلاثة الذين سيحولهم بعد فترة ليست بالبعيدة إلى واحدة من أكثر القصائد التي غنتها فيروز ألما وتأثيرا في وجدان المستمعين. ثلاثة شبان ألقوا التحية عليه كلما راحوا وجاؤوا من أمامه، كان كل شيء عاديا حتى راحوا في أحد الصباحات ولم يعودوا، شرب حيدر قهوته وحيدا ذلك المساء عندما عرف بعدها وعبر الإذاعة عن قيام ثلاثة شبان بعمليّة بطوليّة في واحدة من مستوطنات شمال فلسطين المحتلة. لحّن زياد رحباني القصيدة وغنتها فيروز «وحدن بيبقو متل زهر البيلسان/ وحدهن بيقطفو وراق الزمان/ بيسكروا الغابة/ بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي» وهنالك العديد من الأغاني الوطنية الجميلة مثل وطني يا جبل الغيم الأزرق وموطن المجد سر إلى الأمام ويا جبل البعيد خلفك حبايبنا وتلك الأغنية تنادي القريب البعيد من خلف التلال والجبال حيث الوطن.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :