-

كتابنا

تاريخ النشر - 20-03-2023 11:06 AM     عدد المشاهدات 211    | عدد التعليقات 0

كتابات شابة

الهاشمية نيوز - ماريا هديب
كلٌّ يظهر بصورة متلاشية ومتريّثة عندما أتفكر بالعَلقم الذي يتخذ جانباً في قلوبهم وكأنه شيء عادي وغير معد، أصبتُ في الأمس بعدوى من أحد الركاب.
عدوى العين وعدوى ارتجاف اليدين وعدوى تأمل الطريق وعدوى الوجه المدلهم المصفر؛ وكأن ليمون الشتاء يرطب وجه هذا العابر كل نصف دقيقة، عَجِبتُ كيف لأربعينيّ بدا للتو كخريف عام 1990.
نكثت ملامحه عمره وجعلت منه رجلا في سن الهرم، أيّ وجع حط به لِمرحلة الارتماءِ على نافذةِ الحافلة، وكل نظرة منه كانت بمثابة ألف نظرة مرّ عاش بها، وكأنه طوى البحر على نفسه ليبكي وحده بعيداً عن الأبوابِ المغلقة، لوهلة من شدةِ تأمُلي لِتجشمه وددتُ ببناء عشٍّ له ملؤه النخيل ليرقد بسلام بعيداً عنا، وقلتُ لِنفسي: يا ليت الريح يحمل ظله على حصان سريع الطقطقات ليشعر بالانعتاق من دنياه ويخابط الهواء الأريحيّ وجهه، ليعلق نظره نحو السماء وتسرق الطبيعة حبيبتيه ليزدان عمره تجذعاً وحباً.
غياب مهجته كان ملحوظاً بالنسبة لي، لذا كم مرة سوف يعاني الإنسان وحده؟
فتشت على نفسي لأكتب على لوحي أنني إنسان ولا أنسى لأبقى شاعرة بالأرواح المفقودة من الأجساد.
لن أتوقف عن التأمل حتى لو أصبتُ بالعدوى، إنني ولدت لأشعر بقصص العابرين وأرحل.
ولكن المسنين هم دائماً داخل هذه البؤرة المرهفة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :