-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 12-02-2023 09:02 AM     عدد المشاهدات 162    | عدد التعليقات 0

بعد الأزمات .. بين أن تكون (ضحية) أو (ناجيا) يأتي القرار

الهاشمية نيوز - “عند تخطي مرحلة صعبة من حياتك عليك أن تتصرف كناج وليس كضحية”؛ هذه المقولة تحديدا تفسر مدى القوة التي تجعل الإنسان يرى خلف كل محنة وجوها عدة من السعادة والأمل فمهما كان الألم كبيرا يبقى للحياة شغف البدايات والفرص الجديدة.
وما يفصلك عن كونك ناجيا أو ضحية القرار بالاستمرار أيا كانت الصعوبات. فالأزمات ليست دائما كدليل على الفشل والضعف بل قد تكون “نعم” تحمل لصاحبها الخير والنجاح، والنظر إلى المحنة من زوايا مختلفة تسمح له بأن يكون الإنسان أقوى من ألمه يعرف أخطاءه جيدا ويعترف بها.
“المحن تغيرنا.. لكن تكرار الخيبات يفقدنا الرغبة بالمحاولة أحيانا”؛ هذا ما تؤكده أسماء عمر (34 عاما) وتقول “صعب جدا أن تعيش في حياتك دون أن يكون لك دور فيها والأصعب أن تتوقف عن العيش تماما وتستسلم للظروف كما حدث مع صديقة لها خيبات وأحزان اختبرتها تلك الفتاة منذ أن كانت طفلة لم تكن تنتهي من أزمة حتى تأتي أخرى لتشعرها بضعفها أكثر فهي وبعد انفصال والديها واضطرارها للإقامة في بيت جدها بدأ يتسلل الحزن إلى قلبها حتى أصبح كل شيء في عينها باهت لا لون له”. كل الظروف حولها جعلتها تنظر إلى نفسها على أنها ضحية ليس بيدها ما تفعله لتخيط جروحها وتتخطى كل ألم عاشته. ظلت الأزمات تطاردها كظلها حتى عندما تزوجت ابن عمها الذي رأت فيه الخلاص وطوق النجاة. بزواجها منه اعتقدت أن الحياة ستصالحها وستضحك لها الأيام وستعيش الحياة التي لطالما حلمت بها وتمنتها لكن كل تلك التوقعات باتت سرابا البيت والأمان والسند كل ذلك تهدم في لحظة غضب كانت جديرة بأن تنسف كل ما بنته من أحلام مع زوجها وتعود إلى نقطة الصفر خاوية حتى من مشاعرها ومستسلمة لدور الضحية من جديد دون أن تحرك ساكنا أو تحاول الوقوف ثانية. لذا فإن الخوف “ليس أن نسقط أو نفشل بل الخوف كل الخوف بأن يختفي الشغف فلا نكترث بأي فرصة قد تنقذنا من الغرق”.
ويشير عادل ( 45 عاما) إلى أن “المحن ليست لتقتلنا بل لتقوينا فالمعدن الحقيقي لا يظهر إلا في وقت الشدة وذلك عن تجربة”. موقف صعب تعرض له عادل في عمله خسره جزءا كبيرا من أمواله وأيضا نبهه من طيبته الزائدة مع الناس وتحديدا شريكه الذي تركه في عز أزمته يواجه الإفلاس بمفرده. يقول لسنوات طويلة “كنت أعتقد بأن ظهري محمي وأنه مهما واجه من مشكلات لديه من يعينه وتأتي الحقيقة لتصفعك وتثبت أنه ليس بالضرورة أن كل ما نتوقعه من الآخرين سنحصل عليه”. هو تعلم بعد مرور بهذه التجربة الصعبة أن عثرات الحياة ليست ضده وليست نهاية العالم إنما هي دروس ربته على الصبر واكتشاف الخطأ والتمييز بين السيئ والجيد وإعطاء كل شخص في حياته حسب ما يستحق من التقدير.
إلى ذلك، تبين مها صالح أن المحن غالبا هي بوابة لحياة جديدة القوي فيها من يعرف عيوبه ومحاسنه ويبحث عن الفرص في كل عثرة يمر بها ويستغلها، لافتة إلى أن الحياة رغم صعوبتها إلا أنها تصبح أقل ألما إذا استطعنا مواجهتها وقررنا أن نتعامل معها كشخصيات ناجية وليس كضحايا هذا تماما ما تعلمته مها من كل محنة أحزنتها لكنها لم تمنعها من أن تزهر وتكون سببا في تقوية غيرها ممن فكروا أن يستسلموا للإحباطات والأزمات. فالحياة من وجهة نظرها عبارة عن محطات بعضها مر ومؤلم وبعضها الآخر حصادا من الفرح والإنجاز. مها آمنت بأنها تستحق الأفضل لذلك رأت أن الاستسلام لا يمكن أن يكون هو الحل فكانت في كل مرة تحاول الأزمات هزيمتها تقرر الاستمرار وكلها حماس بأن تحظى بفرص جديدة. كتعويض عن كل ما أوجعها ونال من طمأنينتها.
من جهته يرى الأخصائي النفسي الدكتور موسى مطارنة أن طبيعة الحياة أن يتعرض الإنسان فيها لأزمات وإحباطات ومواقف صعبة وأحيانا للسقوط هذا كله يعطيه فرصة ليفكر أكثر ويعيد النظر بأمور كثيرة وأخطاء وقع فيها دون أن يقرأ العواقب جيدا. المحن تحدث بالغالب حسب رأي مطارنة لكي تكون دروسا يستفيد منها العاقل الذي يرى قوته في التجاوز وليس الوقوف على أكثر المراحل ألما وكأن الحياة كلها بالنسبة له حزن ووجع وخسارات، فالشخص متى آمن بنفسه وبهدفه وبأن الحياة فيها السعادة كما الشقاء وفيها الربح كما الخسارة سيستطيع أن يخرج من موقع الضحية إلى موقع المنتصر والناجي من أي صعوبات قد تحول بينه وبين النجاح.
ووفق مطارنة المحنة لها وجهان أحدهما قاس والآخر تختبئ فيه الكثير من الرحمة والخير قد نأخذ وقتا طويلا حتى نكتشف الحكمة وراء كل ألم عشناه لكننا في النهاية سنعرف الحقيقة. ويبين مطارنة أن الحكمة والذكاء ومعرفة الخلل وتحديده والقدرة على التخطيط هي كلها خطوات تساعد على رؤية الأزمة من زوايا مختلفة والتركيز على الإيجابيات والتعامل معها كفرص بإمكانها إضاءة الطريق أمام من يريد أن يستمر ويقاوم حتى ينتصر.
فاللوم والتحسر والشكوى من الظروف طوال الوقت هي أساليب يلجأ إليها الشخص عندما يقنع نفسه بأنه ضحية وأنه عاجز عن تغيير وضعه وأن الحياة ضده، وهذا الصنف من الشخصيات يظل سجينا للأزمات يهزم بسهولة لاقتناعه بأن نصيبه من الحياة أن يبقى حزينا متألما يعدد خساراته أما من يريد أن يكون ناجيا عليه أن يكون مرنا متقبلا لفكرة أن الطريق ليست معبدة وأن النصر هو من يصنعه إذا أراد ذلك.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :