-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 09-02-2023 09:54 AM     عدد المشاهدات 175    | عدد التعليقات 0

أسماء البيطار وعائلتها يجمعهم حب الفن وتصميم لوحات وحرف يدوية تزين البيوت

الهاشمية نيوز - بأياد محبة ومتعاونة تتقن كل ما تصنع ويجمعها الإحساس والتميز؛ تصمم أسماء البيطار مع زوجها وابنها لوحات فنية ذات جودة عالية. تفانيهم كعائلة متفاهمة في تحسين دخلهم عن طريق احترافهم لهذا الفن وتفردهم به جعلهم يحبون ما يعملون أكثر ويبذلون أقصى جهدهم ليطوروا من أنفسهم ومن الحرفة التي باتت اليوم مصدر دخل لهم يعتمدون عليها في تأمين متطلبات الحياة.
أسماء ولأنها امرأة طموحة تبحث عن الأفضل دائما ولديها يقين وإيمان كبيران بأن الله يخبئ لها الأجمل، أرادت بكل السعادة التي تحملها داخلها أن تكون داعما حقيقيا لعائلتها تمدهم بالحب وتشجعهم على أن يكونوا أكثر تميزا بما يقدمونه من قطع فنية تنقل بوضوح حجم الإبداع وجمال التصاميم التي تتحدث عن نفسها.
لم يكن الموضوع سهلا في البداية، تقول أسماء لكنها كانت متفائلة جدا رغم كل شيء؛ تزوجت في عمر صغير بعد أن أنهت المرحلة الثانوية وكان زوجها ما يزال في أول الطريق. واستطاعت أن تقف إلى جانبه وتكون الأم والزوجة والسند لعائلتها، مبينة أن البدايات كانت متواضعة جدا إذ أن زوجها كان مولعا بالحفر على الخشب مثل الميداليات واللوحات وبيعها بأسعار زهيدة لطلبة المدارس.
انجذبت أسماء لفن الحفر على الخشب فأحبته كثيرا وذلك لم يكن من فراغ بل كان سببه ميلها الشديد لجمع الخشب في طفولتها ومحاولة الحفر عليه بأدوات بسيطة وترتيبه بأشكال مختلفة. في تلك الفترة لم تكن تعي تماما الدافع وراء ما تفعله وحبها للعب بالخشب. لكن بعد زواجها وبعد أن بدأت ترى زوجها كيف يضفي على القطع التي يشتغلها من إحساسه تولدت لديها رغبة كبيرة في تعلم الحرفة ورغم ذلك ظلت تؤجل الموضوع لتبقى بجانب أبنائها الثلاثة تهتم بهم. كانت حريصة كل الحرص على أن تعطي عائلتها كل وقتها وتمنحهم حبها وحنانها وخاصة زوجها الذي كانت تدعمه دائما وتحفزه على أن يبدع أكثر.
وبمرور الأيام تطورت الحرفة بين يديهم أكثر فأكثر الأمر الذي دفع الزوج رائد الشعيبي إلى الانتقال إلى بيت أوسع وتخصيص غرفة له يستطيع من خلالها توفير الأجواء المريحة والهادئة ليركز في عمله، ويكون باستطاعته تصنيع لوحات متميزة بجودتها وبالآيات القرآنية المحفورة عليها بإتقان. ولأن الطموح سر النجاح تمكنت أسماء مع عائلتها من حجز مكان لهم في عالم الحرف والتحف اليدوية. وبالتدريج انتقلوا لصنع القارمات والكتابة عليها بمادة الألكبند الشبيهة بالنحاس فهي لا تتأثر بالعوامل الجوية وتبقى محتفظة بلونها وهذا ما يجعلها مكفولة.
وتشير أسماء إلى أن الفراغ هو ما دفعها لتعلم الحرفة من زوجها خاصة أن أبناءها كبروا وبدأوا يعتمدون على أنفسهم، وهناك أسباب أخرى كانت وراء احترافها لهذا الفن المميز كرغبتها في أن تحسّن من وضعهم المادي الذي كان صعبا في ذلك الوقت وطموحها الكبير في أن يكون لهم اسم ليس في السوق فحسب بل في العالم أيضا. مراحل عديدة مرت بها العائلة لتصل إلى ما هي عليه اليوم المشوار كان شاقا عليهم مروا بالكثير من التجارب والمواقف التي قوتهم وزادت من خبرتهم، وباتت مشغولاتهم في غاية الدقة والإبداع.
النجاح كان رفيقا لهم في كل خطواتهم كما تؤكد أسماء، فرغم أن هذه الحرفة لم تكن سوى مجرد هواية عند زوجها إلا أنهم بالإصرار والاجتهاد عرفوا كيف يطورون أدواتهم ويوسعون رزقهم يوما بعد آخر. أسماء لم تكتف بعملها داخل البيت وتعلمها للحرفة ومساعدتها لزوجها في تصميم اللوحات بل قررت أيضاء أن تدخل في مجال التسويق والتجارة من خلال صفحة أنشأتها على الفيسبوك باسم “دكان أسماء” وتضم اليوم أكثر من 30000 متابع تحاول بكل ما لديها من حماس وطاقة وذكاء الترويج لمشغولاتهم مبينة أنها تلمس تفاعلا كبيرا والكثير من كلمات الإعجاب بكل ما يقدمونه سواء على الصفحة أو حتى بالواقع وهذا كله بالطبع حسب رأيها فتح أمامهم الأبواب ليبيعوا أكثر وينشروا لوحاتهم على نطاق أوسع بالإضافة إلى مشاركتهم في البازارات والمعارض والتعرف على التجار.
وما يميز مشغولاتهم وفق أسماء أن قطعهم تصنع بحب ودقة وإحساس عال وهذا بالطبع يعطيها الروح والجمال. وتتنوع مشغولاتهم بين الحفر والكتابة بالألكبند على اللوحات المنزلية والخارجية والقارمات كما أنهم يحرصون على التنسيق بين الألوان، ومؤخرا أضافوا الحجارة الملونة على اللوحات الأمر الذي زاد من جمالية القطعة ورقيها وبالتالي زادت تكلفتها.
ولأن العمل في مثل هذا المجال متعب وشاق ويحتاج لوقت كبير فقد كان انضمام ابنهما محمد للعمل معهما قرارا في غاية الأهمية، إذ بدخوله للحرفة حمل عنهما شيئا من المسؤولية فهو يساعدهم في تفاصيل كثيرة ليستطيعوا تجهيز طلبات الزبائن في الوقت المحدد. إلى جانب دراسته في الجامعة التسويق الإلكتروني. وتلفت أسماء إلى أن اللوحات قد يصممونها في بعض الأحيان وفق ذوقهم الخاص وأيضا يستمعون لرأي الزبون وإلى ذوقه واختياراته فهم قادرون على تصميم كل ما يطلب منهم وخاصة بعد أن بدأوا يستعينون بالكمبيوتر.
وعن الصعوبات التي تواجههم كحرفيين تقول أسماء؛ تحديات كبيرة تعرضوا لها على مدار 20 عاما اختبروا خلالها صعوبة في التسويق والانتشار أكثر محليا وعالميا بالإضافة إلى تقليد البعض للوحاتهم وتصنيعها بجودة أقل وسرقة تعبهم وجهدهم، كذلك دفع مبالغ كبيرة في مقابل مشاركتهم في البازارات والمعارض، لكن ما يريح قلوبهم، كما تقول أن أغلب الناس يؤكدون لهم باستمرار أن “مشغولاتهم على الواقع أجمل وأن الصور قد تكون ظالمة في بعض الأحيان”.
أما عن طموحاتها فهي كثيرة، وبأن يصبح الحلم واقعا عندما نؤمن به ونصدقه لذلك تصر أسماء على أن تحلم حتى وإن زادت الصعوبات. وأكثر ما تتمناه اليوم وتطمح إليه هو أن تصدّر مشغولاتهم للخارج وافتتاح محل خاص بهم بالإضافة إلى تأسيس موقع للصور يعرضون خلاله قطعهم الفنية، داعية جميع الجهات المعنية لدعم الحرفيين وتشجيعهم وإقامة معرض شهري يجمعهم من دون أن يضطروا لدفع مبالغ كبيرة من أجل أن يسوقوا منتجاتهم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :