-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 18-01-2023 09:26 AM     عدد المشاهدات 227    | عدد التعليقات 0

كما نراه

الهاشمية نيوز -
لارا علي العتوم

العالم ليس بالحقيقة الجامدة بل متنوع تبعاً للافراد والشعوب والازمنة، وجزء لا يتجزأ منه هو الانسان فهو الكائن الذي يوجد من اجل هذا العالم الذي بدوره يتنوع العالم حسب الاهداف التي يصبو اليها.

والاشياء ليست الا ادوات واذا لم يكن لتلك الادوات علاقة بما يريد الانسان تحقيقه تكون ادوات بلا فائدة لأن ما يتم استخدامه لتلبية وتحقيق الاحتياجات يتوقف عن كونه مستخدما وبالتالي فهو ينحدر الى مستوى حالة الخام بعد ان فقد معناه ووجوده الحقيقي فتبعا للاحتياجات نلاحظ الأدوات التي تكون متنوعة فمنها من يأخذ الخاصية المميزة بوجود قوي ومتنوع ومنها من يأخذ الصفة الروتينية او الكلاسيكية، ومن هنا يأتي الفرد المتميز والكلاسيكي او المتكور على ذاته اي من يريد كل جديد ويتحمل التحديات بكل وعي ونضوج ومن يريد الحفاظ على مكانه او مكانته بتكرار فعل لما يفعل ومنهم من يريد ان يعيش في صندوق يرى النور منه بين الحين والحين ولا يريد ان يغادره.

العارفين الواعين وغيرهم من الساذجين او التقليديون لهم اهدافهم التي تمثل العالم من وجهة نظرهم اي انهم يصنعون العالم الذي يرونه في نفوسهم نفوسنا وترتيب اولوياتهم حسب عقولهم ومنهجية تفكيرهم فيكون الوجود بالنسبة لهم مفهوما يدور حسب كينونتهم فيكون فيه ما يحبون وما لا يحبون.

أما العلم فهو طالما كان بقصد المعرفة التي تقاد بالادوات المناسبة للتطور وغير مرتبط بمعرفة النفس، حيث ان معرفة النفس مرتبطة بالنضوج وليس بالعلم ولا بعدد الوقفات امام المرآة، فحين يريد الانسان معرفة نفس لا يكفي ان نرى نفسه في المرآة، فأفضل طريق موصلة من الذات الى الذات لا تمر عبر الوقوف امام المرآة فمن الضروري دراسة علاقة النفس مع الخارج لان الافراد ليسوا انفسهم الا من خلال تأمل العالم ومن خلال الادراك للافكار الداخلية بكل وضوح ولكن مناهج الملاحظة غير المباشرة للنفس لا تجيز الدخول الى قلب الآخر حتى يعرف الانسان نفسه جيدا بجانب فهمه للقيم التي تتحكم بأفعاله اي كما نقول التصالح مع النفس اي قبول الايجابيات وتقبل السلبيات حتى ان لبعض يعمل الى تغيير السلبيات اذا لم يكن راضياً عنها وبعض الناس يعرفون سلبياتهم ولكنهم لا يريدون عمل اي شئ لتغييرها معتقدين ان بتغييرها يستبدلون انفسهم لانهم يؤمنون بمقولة» كن كما انت» علما بأن نتائج العمل على التخلص من السلبيات جميلة ومرضية وبعيده عن اي تغيير لأصل الشخصية.

من اجمل الافعال الاخلاقية البشرية هى التضحية فهى فعل حياتي وواقعي الا انها لا تعني كما يعتقد العديد من الناس، فالتضحية هى التخلي عما نحن فيه وليس عما نملك وعن الجوهر للتوصل الى مكان افضل في غالب الاوقات رغم ان صوريا من يضحي يخسر الا ان بعد التدقيق بالتضحية نجد ان من يضحي هو الفائز والمتسامح هو من يبدأ صفحة جديدة والظالم لا يعيش الا في الظلمات والتحسر والشكوى ليس الا البقاء في دوامة.

قالانسان مجموعة من الصفات الجميلة يملك الخيار هو وحده في تقويتها ويجعل من نفسه منها شخصية عتيدة وعنيدة او يجعل من نفسه منها شخصية ضعيفة ومهزوزة من خلال اضعاف صفاته وتكسيرها، فإحدى الطرق التي نضع انفسنا من خلالها في هذا العالم هى موقفنا من انفسنا ومعنى تاريخنا الخاص وذكرياتنا التي تجعل منا ما نحن فيه فهكذا هى الذكريات او التاريخ، ليست عضوا يحافظ على الماضي بل وسيلة لصناعة الذات لنفسها واستعادة القوة في وقت الشعور بالضعف الشديد.

حمى الله الاردن




وسوم: #كما#نراه


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :