-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-11-2022 09:58 AM     عدد المشاهدات 247    | عدد التعليقات 0

يا تشرين

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة
كبرتقالة شهية للناظرين حال الشمس عند الغروب
يا تشرين
نحن فيك كمن يملأ الفراغ في ورقة بيضاء
نحن كمن يحمل السيف في زمن الصواريخ
نحن الذين ننتظر ساعي البريد في زمن «الإنترنت»
القصة باختصار تشرين هذا العام لا خبز لنا فيه ولا حتى غيمة رمادية
تشرين هذا العام جاء مبكرا وكأنه جسر معلق يتهاوى فيسقط ويسقط كل المارين به.
عتبي عليك يا تشرين أنك لم تجمعني بمن غاب
عتبي عليك أنك تكرر الروتين
لم تخلع معطفك ولم تحبس دمعك
وجهك بارد يا تشرين
تأتي لتطفئ النور باكرا
لتضيء السراج في أول الليل
تأتي ليغفو العشاق على أريكة الليل
تأتي لتخرج الأبخرة من أفواه عابري السبيل
تأتي يا تشرين لتقذف آخر ورقات الكرم، وتلقيها بعيدا عن الحقل؛ هكذا أنت يا تشرين.
ما أكثر تفاصيلك وما أكثر حركاتك!
كل ما في الأمر أنك تختزل النهار، وأنك موسم قطاف الزيت
كل ما في الأمر أن ليلك يطول
كل ما في الأمر أن غيمك أسود
وعينك حمراء
نجمع فيك بقايا الصيف
نملأ حقائب الشمس والكروم
نركنها فوق الخزانة حتى إشعار آخر.
فيك يا تشرين نحمل معاطف المطر على الأكتاف
نعد العدة لاستقبال ليل طويل
نستبدل الشمس بالموقدة ونشعلها بالحنين.
ولكن مهلا يا تشرين: على الرغم من هدوء الورد إلا أنه يحتفظ بألوانه ورائحته، وعلى الرغم من كل الوجع فإن تشرين كسائر الشهور لا زال يحمل الخير تحت إبطه
لا زال يخبئ لنا فرح السماء
لا زال ناسكا في محراب الزيتون
لا زال يمطر الزخات
ويغسل وجه الأرض
فيك يا تشرين تتوضأ الأغصان العارية بعبق السحاب
فيك يا تشرين نتقاسم المظلة ونتقاسم النار
نتطلع إلى السماء
نعد الغيوم على ضفافها والمزاريب تنتشي بالمطر
فهل نحن سعداء فيك أم فرحون؟




وسوم: #يا


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :