تاريخ النشر - 01-11-2022 10:16 AM عدد المشاهدات 189 | عدد التعليقات 0
أُغْنِيَةٌ شَفِيفَةٌ لِتِشْرِينَ

الهاشمية - سعيد يعقوب
تِشْرِينُ وَالوَعْدُ وَالأَحْلَامُ وَالأَمَلُ *** وَلِلسَّحَابِ عَلَى خَدِّ الثَّرَى قُبَلُ
أَشْوَاقُ قَلْبِ المَدَى شَكْوَىً يَنُوءُ بِهَا *** فَقَامَ مِنْ وَسَطِ الأَمْوَاتِ يَحْتَفِلُ
تَكَحَّلَتْ مُقْلَةُ الأَيَّامِ وَابْتَسَمَتْ *** فَجَفْنُهَا بِدُمُوعِ الوَجْدِ يَكْتَحِلُ
يَا أَدْمُعَ المُزْنِ نَامِيْ فَوْقَ أَوْرِدَتِيْ *** هُنَا جَنَابٌ رَحِيبٌ يَابِسٌ خَضِلُ
مُرِّيْ بَشَائِرَ مِنْ وَعْدٍ عَلَى شَفَةٍ *** ضِفَافُهَا فَاحَ فِيهَا الحُبُّ وَالغَزَلُ
وَرَاقِصِيْ يَا حُرُوفَ الرِّيحِ أَشْرِعَتِيْ *** حَتَّى تُفِيقَ بِخَمْرِ النَّشْوَةِ الجُمَلُ
ضُمِّيْ إِلَيْكِ حَنِينِيْ فَهْوَ مَحْضُ رُؤَىً *** وَأَرْجِعْي كُلَّ مَنْ فِيْ أُفْقِهِ رَحَلُوا
وَجَدِّدِيْ فِيْ لَظَى شَوْقِيْ سُعَارَ دَمِيْ *** جَمْرِيْ بِمَاءِ لَهِيبِ الشَّوْقِ يَشْتَعِلُ
وَنَبِّهِيْ مَا غَفَا مِنْ جَفْنِ قَافِيَتِيْ *** كَمْ أَسْبَلَتْ جَفْنَهَا فِيْ كَهْفِهَا المُقَلُ
هَذَا التُّرَابُ الذِيْ ذَرَّاتُهُ جَسَدِيْ *** لَحْدٌ عَلَيْهِ ظِلَالُ الصَّمْتِ تَنْسَدِلُ
فَلْتَنْفُخِيْ الرُّوحَ فِيْ أَدْغَالِ وَحْدَتِهِ *** وَلْيَنْتَفِضْ مِنْ ثَنَايَا مَوْتِهِ الطَّلَلُ
وَأَوْدِعْي النَّبْضَ فِيْ رُوحِيْ لَيَبْعَثَنِيْ *** حُلْمًا يُسَافِرُ فِيْ الدُّنْيَا وَيَرْتَحِلُ
تِشْرِينُ هَا أَنْتَ لِيْ قَدْ عُدْتَ ثَانِيَةً *** وَمِلءُ جَنْبَيْكَ دِفْءُ البَرْدِ يَبْتَهِلُ
وَفِيْ غَدٍ تُزْهِرُ الصَّحْرَاءُ أَخْيِلَةً *** لَيْسَت بِغَيْرِ سَنَا عيَنْيْكَ تَكْتَمِلُ