عجلون: توجه أهلي للطاقة البديلة .. وتفاؤل بجدواها الاقتصادية

الهاشمية نيوز - رغم أن تجربة مؤسسات أهلية وأفراد بالتوجه للطاقة البديلة والمتجددة والموفرة ما تزال في بداياتها بمحافظة عجلون، إلا أن جهات داعمة ومختصين في مجال الطاقة، يجدونها مشاريع واعدة ذات فائدة اقتصادية كبيرة على المدى القريب والمتوسط، وأكثر فائدة للبيئة على المدى البعيد في حال جرى تعميم التجربة.
هذه التجربة تكرسها على مستوى المؤسسات بلديات بالمحافظة، لجأت إلى عمل مشاريع طاقة بديلة، وتوفير محطات شحن للمركبات الكهربائية، وإنارة طرق بوحدات موفرة، فيما على المستوى الفردي عمد العديد إلى تركيب مشاريع طاقة في منازلهم، وامتلاك مركبات كهربائية وسط تأكيدات أنها أثبتت جدواها الاقتصادية.
وكان رئيس بلدية عجلون الكبرى حمزه الزغول بحث مع مدير مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة في الأردن (SEED) المهندس محمد رمضان السبل الكفيلة بتشغيل محطة الشحن الكهربائية في عجلون وآلية عملها لما يعود بالنفع على المواطنين.
وأكد الزغول ضرورة تشغيل المحطة في أقرب وقت ممكن حتى يتمكن المواطنون من الاستفادة منها من خلال شحن سياراتهم الكهربائية بسهولة كونها المحطة الأولى من نوعها في المحافظة، مشيرا إلى أن البلدية لن تتقاضى أي مبالغ مالية بدل خدمة شحن السيارات الكهربائية لجميع المواطنين سواء كانوا من أبناء المحافظة أم من زوارها ما ينعكس إيجاباً على تحسين دور البلدية الخدمي والمجتمعي.
وبين أن المحطة تحتاج إلى تزويدها ببعض المعدات والمستلزمات التي تمكنها من شحن جميع أنواع السيارات الكهربائية وحتى لا تكون مخصصة لنوع أو فئة معينة من السيارات، مبيناً أن البلدية ستعمل على تهيئة الكادر المؤهل لإدارة المحطة من خلال إشراكهم بدورات تدريبية كافية.
وأشاد الزغول بجهود الجهات الداعمة والمانحة والتي تعمل على توجيه الدعم لإقامة مشاريع صديقة للبيئة تعمل بالطاقة المتجددة بهدف الحفاظ على المنتج البيئي من التلوث بدلا من المشاريع التي تعمل بالوقود، لافتا إلى أن البلدية تقدمت للحصول على منحة لإقامة مشروع مزرعة خلايا شمسية على قطعة أرض مساحتها 20 دونما تقع في منطقة الصفا الواقعة جنوب غرب مدينة عجلون.
من جهته، أكد رمضان استعداد المشروع لتدريب العدد اللازم من موظفي البلدية على تشغيل المحطة، داعياً إلى تفقد أجزاء المحطة ومعداتها من ألواح وغيرها وتنظيفها من الغبار والأتربة للحفاظ على ديمومة وكفاءة عملها دون انقطاع.
ودعا البلدية إلى ضرورة الإسراع بالحصول على الموافقات اللازمة من شركة كهرباء محافظة إربد ليتسنى لإدارة المشروع منح البلدية منحة لإقامة مشروع مزرعة خلايا شمسية في منطقة الصفا الواقعة جنوب غرب مدينة عجلون بهدف تخفيض فاتورة إنارة الشوارع في البلدية بنسبة 50 %.
يذكر أن السفيرة الكندية دونيكا بوتي كانت دشنت مشروع محطة الشحن الكهربائية ومنظومة التوليد الكهروضوئية ومظلات الانتظار في مجمع السفريات وسط مدينة عجلون والذي أقيم بمنحة قيمتها 120 ألف دينار مقدمة من الحكومة الكندية (GAC) من خلال مشروع التنمية الاقتصادية والطاقة المستدامة في الأردن (SEED).
كما افتتحت بوتي منظومة التوليد الكهروضوئي لقلعة عجلون بقدرة 50 كيلو واط والذي نفذ من خلال مشروع SEED لتخفيض فاتورة كهرباء القلعة.
وأكدت السفيرة حينها، أن الحكومة الكندية تتطلع إلى زيادة التعاون بين البلدين الصديقين من خلال التوسع في الدعم وإقامة العديد من المشاريع الصديقة للبيئة في مجال الطاقة المتجددة.
وفي هذا الاتجاه، فقد وقعت بلدية عجلون الكبرى مؤخرا اتفاقية تعاون مع الجمعية العلمية الملكية بهدف تعزيز القدرات البلدية في مجال التخطيط وإدارة التكيف مع تغير المناخ.
ووقع الاتفاقية رئيس البلدية حمزة الزغول وعن الجمعية العلمية الملكية مدير مركز الطاقة بالجمعية العلمية الملكية المهندس وليد شاهين، بحضور فريق عمل المشروع والخبير المختص بالدراسات في الجمعية المهندس عبدالله ابو سعده.
وتأتي هذه الاتفاقية بهدف تعزيز وتطوير خطة العمل المستدامة للطاقة والمناخ وتقديم الدعم اللازم للبلدية في هذا الاتجاه في حين تتولى الجمعية العلمية الملكية المسؤولية الكاملة عن إدارة وتنفيذ المشروع خلال الأعوام القادمة.
ويسعى المشروع لعمل خطة مستدامة للطاقة والمناخ بما يمكن البلدية من اقتراح برامج ومشاريع لخفض نسبة انبعاث الكربون، ما يسهم على المدى المتوسط والبعيد في تحسين مستوى ونوعية الحياه العامة للمجتمع المحلي.
المختص بالدراسات في الجمعية العلمية الملكية المهندس عبدالله ابو سعده أكد أن الجمعية تلتزم وفق الاتفاقية بمتابعة تنفيذ أنشطة المشروع وتقديم الدعم الفني للشركاء والمستفيدين وتحليل البيانات وإعداد الدراسات المختلفة، مشيرا إلى أن المركز الوطني لبحوث الطاقة التابع للجمعية العلمية الملكية يعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المبادرة الإقليمية حول الترابط بين المياه والطاقة والغذاء “ميناريت 2” على مستوى البلديات في كل من الاردن ولبنان وتونس وبدعم من الوكالة الألماني للتعاون الدولي ( GlZ ) وبالمواءمة مع برنامج الحوار الإقليمي للترابط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقدم المهندس أيهم الربيع من الجمعية العلمية الملكية عرضاً لأبرز إجراءات كفاءة الطاقة وترشيد الاستهلاك لتقليل نسبة الاحتباس الحراري الذي يركز على تركيب العزل الحراري على أسطح المنازل، واستخدام زجاج نوافذ عازل ذي طبقتين بدلا من العادي ذي الطبقة الواحدة، وتبديل وحدات الانارة بأخرى موفره للطاقة “ليد”، وتبديل أجهزة التكييف بأخرى موفرة للطاقة الكهربائية.
في ذات الشأن، تؤكد مصادر من بلدية كفرنجة الجديدة أن هناك خطة للبدء قريبا باستبدال وحدات الإنارة على الطرق بأخرى موفرة وذلك بهدف خفض كلف الإنارة التي تترتب على البلدية سنويا لشركة الكهرباء وتقدر بعشرات آلاف الدنانير.
ويرى الناشط البيئي المهندس خالد عنانزة أن التوجه نحو الطاقة البديلة والموفرة وتعميمها مستقبلا سيكون له الأثر البيئي الإيجابي، سيما في منطقة كمحافظة عجلون ذات الغطاء النباتي والغابات الكثيفة والتنوع الحيوي.
ويقول علي سعيد وعمر حسن إن تجربتهما بامتلاك مركبة كهربائية حديثة، أثبت فاعليتها وجدواها الاقتصادية، إضافة إلى كونها صديقة للبيئة، مؤكدين أن الكثير من أبناء المحافظة أخذوا يتوجهون لشراء هذا النوع من المركبات، ما يستدعي توفير عدة محطات للشحن السريع في المحافظة مستقبلا.
كما يرى جاسر بني سلمان وأحمد عيد ومحمد خطاطبة أن استفادتهم من مشاريع توفير الطاقة الكهربائية بمنازلهم أثبتت جدواها الاقتصادية، بحيث انخفضت قيمة فواتيرهم الشهرية بنسب كبيرة جدا.