-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 02-05-2021 09:38 AM     عدد المشاهدات 261    | عدد التعليقات 0

أطـفــال مـدرســـة (الأمــــل) .. أوجعتهم (كورونا) فحاربوها بأفكارهم وجهدهم

الهاشمية نيوز - لم تمر «كورونا» في حياتهم هكذا، ولم تكن حياتهم طيلة السنة ونصف السنة، التي قضوها لتنحصر في عدد ساعات الحظر، وانتظار سماع صافرة الانذار، وترقب فتح شاشات أجهزتهم، ليبدأو الحصة الاولى متثاقلين، مشتاقين ليوم مدرسي عادي خالي من الكورونا..

‎وما كانت هذه الازمة، لتكون عابرا في حياة الاطفال من الصف السادس في مدرسة «الأمل» بمنطقة الهاشمي الشمالي، لتمر بلا انجازات، ولتكون الفكرة نابعة منهم انفسهم، واسموها «بصمة أمل»، وهي كذلك بعد أن فقد بعضهم قريب له من ذات البيت، ونفس الاسرة، فتداعوا، بلغة واحدة، وهم يقدمون مشروعا لخدمة المجتمع صغير الفكرة عظيم الاداء، قوي بحجم وجعهم وبرائتهم وصدق مشاعرهم..

طلبة «الامل» قالوا كلمتهم ذات يوم خلال الشهر الماضي، ليقدموا مشروع «بصمة امل» في شهر رمضان المبارك، تفاصيله صغيرة ونتيجته غير عادية وهدفه يفوق التوقعات، تداعوا فيما بينهم عبر منصة الدرس اليومية وعبر شاشات الحاسوب أو الهواتف ليقرروا أن يصنعوا اشغالا يديوية من البيت، يزينوها بأحلامهم وسواعد ذويهم، وتآلف الحي فيما بينهم، فمن عنده قطعة حولها الى زينة جميلة، وتحول الوعاء الى باقة من الزهور والعلب البلاستيكية الى ادوات للزينة، والخشب المتهالك الى مناظر جميلة تتلقفها الايدي، فكان الطلبة واهاليهم خلال اسبوعين في ماراثون مع الحياة، ليقدموا منتجاتهم البسيطة الشكل عميقة الاداء والمنظر، وتكون بين أيدي الجميع لتباع ومن ثمنها كان القرار لشراء أجهزة تنفس لمصابي «كورونا» تقدم مجانا لاستخدامات من يحتاج لها..

‎شهر رمضان المبارك كان دالة الخير فتداعى الطلبة ليقدموا الفكرة وليروجوا لها بشكل احترافي يفوق اعمارهم التي لا تتجاوز 12 ربيعا، بدعم من اساتذتهم ومعلماتهم، وتحولت المنطقة الى بؤر للخير والعمل التطوعي، تحت شعار شهر الخير والصدقة التي سيتم تداولها بجهاز تنفس جهاز اكسجين متحرك يقدم لمن يحتاج، بعد أن اوجعتهم حادثة السلط، وعاشوا يسمعون عن الاجهزة التي لا يمكن لمريض الكورونا ان تفاقمت حالته ان يستغني عنها..

جهاز «اكسجين» من كان يعلم باهميته ومن كان يقول انه سيكون في هذه الفترة دواء يعيش عليه المئات منا ومن اهلنا، والتقط الوجع ابناء وبنات الصف السادس لان الجهاز بات معروفا لديهم وبات امرا روتينيا في حياتهم لانه يجلب الحياة لنفس متهالك اوشك ان ينفذ بسبب الكورونا اللعينة.

‎ المديرة العامة للمدرسة د. ريم ابو حرب، قالت ان الفكرة كانت مذهلة لادارة المدرسة التي قدمت كل الدعم والخبرة لكل طالب وعملت على تهيئة الظرف لمن يريد ان يقدم منتجه والترويج له عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لتحول المدرسة حلم هؤلاء الاطفال الى حقيقية، والى صدقة جارية تكون لهم عونا ودعما، وخدمة لمجتمعهم المتكاثف، والذي عمل بشكل غير عادي خدمة للفكرة التي نجحت بامتياز، حولت هؤلاء الاطفال الى رجال بحجم الوطن والعمل..

ابو حرب قالت أيضا ان المدرسة لم ولن تتوانى عن تقديم كل الدعم لاية افكار تخدم المجتمع والمنطقة وتضيف بصمة تغيير ايجابية على شخصية الطلبة وتحديدا في عمر الطفولة، لانها تساعدهم ان يكونوا جيلا منتميا للوطن وصاحب رسالة..

‎وقالت ان أجواء المنطقة وخلال العمل كانت مشحونة بالايجابية والخير الباقي في هذا الوطن للابد، وتداعى الجميع للشراء عبر صفحة المدرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحرصت الطلبة على كل اجراءات السلامة والتباعد، مؤكدة، ان العمل بدأ بفكرة وتلك الفكرة صنعت جيلا مسؤولا فاق كل التوقعات.

‎أسموا حملتهم «بصمة أمل»، وجمعوا مبلغا اوليا لشراء جهاز «اوكسيجن».. نعم فعلوها اطفال الـ 12 ربيعا، وصلوا الى ثمن جهاز واحد بمبلغ 700 دينار، وأقسموا وقطعوا العهد على أنفسهم، بأن تلك الصدقة الجارية ستخلد اسمائهم عند الله وستكون عونا لمن يستعمل الجهاز، وسيواصلون عملهم وسط أجواء دعم من المدرسة ومن اسرهم الذين قدموا أروع النماذج من الحب والانتماء وصنعوا بصمة أمل في مدرسة امتلكت بدعمها للاطفال بوصلة التعيير وزرعت في قلب الاردن ايمانا بأن هذا الجيل سيصنع المستحيل لتستمر الحياة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :