-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 03-09-2020 09:23 AM     عدد المشاهدات 349    | عدد التعليقات 0

في (اليوم العالمي لناطحات السحاب) كيف التحقت عمّان بتطورات المشهد العمراني المعاصر؟

الهاشمية نيوز - ربما لم يسمع الكثيرون بـ»اليوم العالمي لناطحات السحاب»، والذي تحتفل به اليوم الكثير من الدول وبصورة خاصة شريحة المهندسين المعماريين في مجتمعات تلك الدول، اضافةً الى المهتمين بالتطوير الحضري وتخطيط المدن والباحثين في سبل الوصول لبدائل معقولة وحلول لمشاكل الانفجار السكاني.
ورغم تباين المواقف من فكرة الأبراج وناطحات السحاب الا أنه يصعب انكار أنها باتت مفردة أساسية في المشهد العمراني حول العالم ( حتى في بعض الدول الفقيرة والنامية)، وجزءا مهما في الثقافة العمرانية المعاصرة، البعض يرفضها كليا ويرى أنها مكلفة وغير مجدية وسلبية الأثر بيئيا، لا بل ويربطونها بظهور القوى الامبريالية الكبرى وتباهيها بسيطرتها على العالم واستعراض قوتها الاقتصادية، الا أن آخرين يروجون لفكرة أن هذا الشكل هو تطور حتمي للعمارة وهو أحد تجليات الابداع والخيال الانساني في مجال العمارة والانشاء!
وبالرغم من عدم وجود تعريف رسمي لناطحة السحاب، إلا أنه أحياناً يعد ارتفاع مبنى لـ 150 متر مؤهلاً له بأن يطلَق عليه اسم ناطحة سحاب. ويعد الشكل والمظهر من الخصائص الأخرى للمبنى التي تؤهله لأن يطلق عليه اسم ناطحة سحاب. وتعدّ مدينة شيكاغو الأمريكية محل ميلاد ناطحات السحاب.
لماذا الثالث من أيلول؟
تم اختيار هذا اليوم لتخليد ذكرى ميلاد المهندس لويس سوليفان (3 أيلول 1856 – 14 نيسان 1924م ) أول من صمم ناطحات سحاب في العالم، وهو من أشهر المعماريين الأمريكيين، احتل المكانة نفسها التي اشتُهر بها فرانك لويد رايت وهنري هوسبون ريتشاردسون. وظهر تأثير سوليفان نتيجة لجودة وإصالة تصميماته المعمارية وكذلك من كتاباته المبدعة عن النظرية المعمارية. وكان رائدًا لمدرسة شيكاغو المعمارية.
قام سوليفان، أكثر من أي مهندس معماري آخر في القرن التاسع عشر الميلادي، بجمع الخطوط الرئيسية للمعمار والهندسة مع النظريات الشاملة للطبيعة والتغير الاجتماعي. واعتبر سوليفان أن ابتكار مبنى ما، ليس مجرد مشكلة تصميم وتلبية للاحتياجات العملية أو تطوير تصميم إنشائي، وإنما هو في رأيه تعبير عن نظرة للإنسانية، وللطبيعة، والمجتمع. وقد استخدم الزخرفة والتصميم والمنافع، والبناء للتعبير عن فلسفته هذه، وردد وروّج لعبارته المشهورة الشكل يتبع الوظيفة، ورأى أن الوظيفة تعني أكثر من مجرد إرضاء للاحتياجات العملية أو الوصول إلى بناء منطقي، وإنما يجب أن يكون المبنى عضويًا من الناحية الوظيفية، بمعنى أنه يجب أن يكون تعبيرًا عن وجهة نظر المهندس تجاه الطبيعة والمجتمع.
وقد صمم أيضًا في عام 1890م مبنى واينرايت بمدينة سانت لويس بولاية ميسوري وهو يُعد من أول المباني المعبرة بوضوح عن قوة الدفع الرأسية لناطحة السحاب.
«ناطحات السحاب» في عمّان!
التحقت عمّان بسرعة بركب المدن الحديثة، وشهدت بعد قيام الدولة الحديثة واستقلال البلاد «غزوا ثقافيا عمرانيا» - اذا صح التعبير-، فمنذ خمسينيات القرن الماضي بدأت التصاميم الهندسية للأبنية في عمان تهجر الأنماط التقليدية الموروثة في بلاد الشام، وتأثرت بصورة كبيرة بالعمارة الأوروبية سواء في بناء المنازل أو الدوائر الحكومية والخاصة، واستمر هذا التأثر وصولا الى الانفتاح الاقتصادي ودخول المستثمرين للسوق مقترحين التوسع العمودي كشكل جديد للعمران، عندها ظهرت عدد من الأبراج العالية في بقع مختلفة من العاصمة.
يرى المهندس المعماري الأردني عمّار خماش صاحب التصميمات العمرانية الجريئة في الأردن ودول عربية، أن مدينة عمّان بطبوغرافيتها الجبلية لا تشجع كثيرا على بناء الأبراج العالية وناطحات السحاب، مشيرا الى أن المواقع السهلية في عمان قليلة للغاية وهي فقط المناسبة لهذا الشكل العمراني.
وقال خماش في حديث للدستور: مع الألفية الجديدة شهدت عمان نهضة عمرانية واستثمارية، ورغب الكثير من المستثمرين ببناء أبراج عالية تتجاوز الخمسين طابقا وتحاكي أبراج دبي، وبالفعل انتصبت مثل تلك المباني في بعض المواقع رغم احتجاجات السكان، الا أن أمانة عمان شكلت لجنة لدراسة مثل هذا التوجه والتي وجدت أن طبوغرافية عمان الجبلية غير مناسبة ولا تتلائم مع هذا الشكل العمراني، ورغم ذلك تم تحديد مناطق معينة ذات طبيعة منبسطة يسمح فيها ببناء مثل هذه الأبراج.
وأشار خماش الى أن هذا الشكل العمراني له بريق ويوحي لدى الكثيرين بالأبهة والفخمة والرقي، وأنه انطلق في العالم نهايات القرن التاسع عشر بسبب ارتفاع أسعار الأراضي، كما ويؤكد أن له بعض الايجابيات كتقليله من التلامس العمراني مع الأرض، واتاحة المجال لانشاء الحدائق واستغلال الثروات الطبيعية، أما سلبياته فتتمثل بحجب نور الشمس والهواء عن مساحات كبيرة، وبحاجته لمجهودات كبيرة واستثنائية في ايجاد ادارات متخصصة في توفير الأمن والحماية والصيانة والنظافة وغيرها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :