-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 19-09-2019 09:26 AM     عدد المشاهدات 272    | عدد التعليقات 0

تقدير ألماني لحكمة الملك بمواجهة تحديات المرحلة والمنطقة

الهاشمية نيوز - تتحصّن المواقف الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية، بالكثير من المثالية، الأمر الذي يمنحها ثقة مطلقة من كافة رؤساء العالم، ومرجعية نموذجية لأي شأن عربي وحتى دولي، جاعلة بحكمة جلالة الملك من المملكة نقطة الإستقرار الوحيدة على صفيح المنطقة الساخن.
حقيقة دور الأردن في المنطقة ومثالية مواقفه، لم يعد يختلف عليها اثنان، ويتجدد التأكيد عليه بين الحين والآخر بشهادات دولية وعربية، بأنه لغة العقل في منطقة تعصف بها الأحداث المضطربة سياسيا وأمنيا، ولسان الحكمة في وقت تعلو به أصوات الضلال والتضليل.
وفي تأكيد دولي جديد على أهمية الدور الأردني في المنطقة والعالم، أكد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أمس الأول على أهمية دور الأردن، بقيادة جلالة الملك، في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، فيما شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن الأردن يقوم بدور مثالي وكبير في منطقة مليئة بالنزاعات.
هي رسالة من ألمانيا بأن الأردن بقيادة جلالة الملك الحكيمة أيقونة السلام في المنطقة، ولسان الحكمة، والإتزان، في وقت تاهت به وجهة بوصلة الإستقرار والسلام، إذ أكدت ألمانيا على الدور الأردني الهام في مواجهة تحديات المرحلة والمنطقة بحكمة عبقرية من لدنّ جلالة الملك، والتشديد على متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الأردنية الألمانية.
في زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى ألمانيا، التي تربطها بالأردن علاقات متينة منذ ستين عاما، برز الإهتمام الألماني بالأردن، ومواقفه، ودوره الجوهري في المنطقة، فضلا على الحرص لمزيد من أوجه التعاون وتوسيع دائرة مجالاتها على كافة الأصعدة، وصولا لشكل عميق من العلاقات الثنائية التي يطمح لها الجانبان.
في قراءة خاصة لـ»الدستور» حول العلاقات الأردنية الألمانية، والمواقف الألمانية حيال الأردن، بدا واضحا ما عكسته زيارة جلالة الملك لألمانيا من تميّز بهذه العلاقات، وخصوصية تلتقي عند مفاصيل سياسية واقتصادية، مما يجعلها مثالا يحتذى في العلاقات الأردنية والدولية، فيما برز بشكل كبير الإهتمام الألماني بالأردن والحرص على تمتين علاقات الصداقة بشكل كبير.
ولا تقف العلاقات مع ألمانيا عند حدّ كلمات المحبة المتبادلة، ذلك أن ألمانيا تساند الأردن بكل مواقفه، اضافة لما تقدمه من دعم في العديد من المشاريع التنموية، وكذلك ما يصل للأردن من سياح ألمان بأعداد كبيرة سنويا، وغيرها من أوجه التعاون التي تؤكد تميّز واختلاف هذه العلاقات.
جلالة الملك، وخلال لقائه في قصر بيليفو الرئاسي بالعاصمة برلين، مع رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك-فالتر شتاينماير، أكد على متانة العلاقات الاستراتيجية والتاريخية الأردنية الألمانية، وأعرب جلالته عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه ألمانيا في العديد من المشاريع التنموية، ومساعدة الأردن لتحمّل الأعباء جراء اللجوء السوري.
وفيما تناول الاجتماع مجمل قضايا المنطقة، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات فيها، تم التأكيد على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث أكد جلالة الملك على أهمية تكاتف الجهود الدولية إزاء رفض كل الإجراءات الأحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
هي الثوابت الأردنية يضعها جلالة الملك أمام الرئاسة الألمانية، ليجدد التأكيد عليها، في حين يتجدد التأكيد الألماني على أهمية هذه الثوابت وصحتها، وتقديم الدعم الكامل للأردن، لإيمان ألمانيا المطلق بأن هذه المواقف والثوابت حالة سياسية لو طبّقها العالم لخرجت أزمته من عنق الزجاجة لحلول مثالية.
وكون زيارة جلالة الملك لألمانيا تأتي تزامنا مع احتفال البلدين هذا العام بمرور 60 عاما على التعاون بينهما، جاءت تأكيدات أردنية ألمانية بالسعي للمزيد من التعاون بما يعود بالفائدة على البلدين.
وفي لقاء جلالة الملك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، جرى التأكيد على آليات تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى الميادين، في حين جرى التأكيد على الإتفاق في الرأي حول العديد من القضايا والتحديات، حيث أكد جلالة الملك على عمق العلاقات بين الأردن وألمانيا، وتقديره للدعم الذي تقدمه ألمانيا للمملكة بمختلف المجالات وعلى تفهمهم للأعباء التي يتحملها الأردن جراء اللجوء السوري.
وقال جلالته «ناقشنا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو بالنسبة لنا ما يزال الصراع المحوري في المنطقة، ونحن قلقون بشأن أي تصعيدات قد تحول دون إطلاق المفاوضات بين الجانبين وتزيد من الأعباء التي نواجهها في المستقبل ، لذا نأمل أن المنطق سيسود، ولدى الأردن وألمانيا نظرة مشتركة إلى المستقبل»، وقال جلالته إن مسؤولية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس نتشرف بحملها نيابة عن المسلمين والمسيحيين، ولكن للجميع في العالم دورا في الحفاظ على القدس، فضمان مستقبل هذه المدينة المقدسة واجب ديني وتاريخي على العالمين الإسلامي والمسيحي».
ليسلّط جلالته الضوء على القضية المركزية للأردن وضرروة التنبّه لها دوليا، بعيدا عن التمترس خلف سياسات من شأنها وضع عملية السلام في غياهب النسيان، وابقاء المنطقة بأسرها في مساحة عدم الإستقرار والإضطرابات الأمنية والسياسية، ونظرا لكون ألمانيا تؤمن بموقف الأردن بقيادة جلالة الملك حيال هذا الملف كما غيره من ملفات المنطقة والمرحلة، فهي تدعمه بشكل كامل، إذ أعرب جلالته عن شكره لألمانيا على «دورها في الانخراط بشكل إيجابي في هذه القضية».
كما لم تغب القضية الفلسطينية عن مباحثات جلالة الملك مع ميركل، تم أيضا الحديث بشأن التصريحات الإسرائيلية حول ضم مناطق غور الأردن في الضفة الغربية إليها، حيث قال جلالة الملك إن خطوة كهذه سيكون لها أثر مباشر على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، وإسرائيل ومصر، مؤكدا أن هذا لن يوفر الظروف المناسبة لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، مضيفا أن تصريحات مثل هذه لها أثر كارثي على أية جهود للمضي قدما في حل الدولتين، و»نحن ننظر إلى هذه التطورات بقلق شديد، لأنها لا تبشر بالخير بالنسبة لمحاولة إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات».
وبطبيعة الحال طرح جلالة الملك ما يقوم به الأردن من جهود اصلاحية اقتصاديا تحديدا، في حين أكد «لم يكن لهذه الجهود أن تنجح دون الدعم القوي من ألمانيا التي تساعدنا في هذا المجال»، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي يوفره الاتحاد الأوروبي للأردن، ليكشف بذلك جلالته عن الدور الهام الذي تلعبه ألمانيا في دعم الأردن بقضاياه كافة.
ألمانيا، وعلى لسان ميركل جددت وقوفها إلى جانب الأردن، ودعم قضاياه، مؤكدة الإستمرار بالعمل مع الأردن، مع الإشارة لمعرفتها بالتحديات التي تواجهه، خاصة العبء الإنساني الكبير والمسؤولية التي يتحملها الأردن، اضافة للتأكيد على عدم نسيان استضافته لأعداد كبيرة من اللاجئين بسبب النزاعات في المنطقة وأعداد هائلة من اللاجئين السوريين.
ودون شك أن المهم، هو تأكيدات ميركل على أن الأردن يقوم بدور مثالي وكبير في منطقة مليئة بالنزاعات، مؤكدة التزام ألمانيا الواضح بحل الدولتين، اضافة لدعم الأردن بالموضوع السوري، مشددة على ان بلادها ستواصل التعاون الوثيق مع الأردن في مختلف المجالات.
وفيما أكدت وتؤكد ألمانيا على تقديرها للجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع أزمات المنطقة ومساعيه من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار فيها، تسعى جاهدة لمزيد من أوجه التعاون، حيث كانت قد وقعت الحكومتان الأردنية والألمانية قبل قرابة العام على ثلاث اتفاقيات تمويل بقيمة (115)مليون يورو منها، (20) مليون يورو منحة تأتي ضمن التزامات الحكومة الألمانية كمساعدات جديدة للأردن العام الماضي، و(95) مليون يورو قروض ميسرة جدا من ضمن المساعدات التي التزمت بها ألمانيا للأردن.
وفي هذا الشأن، يجب الإشارة إلى ان ألمانيا تعدّ ثاني أكبر دولة مانحة للأردن، وتقدم مساعدات كانت قد أعلنت عنها على شكل منح ومساعدات فنية وقروض ميسرة لتمويل مشاريع تنموية، بالإضافة لدعم على شكل منح إضافية لتمويل مشاريع تقع ضمن خطة الاستجابة الأردنية للازمة السورية.
وكانت ألمانيا قد التزمت خلال المحادثات الحكومية الأردنية، الألمانية السنوية بتقديم مساعدات للأردن لعام 2017 بحجم إجمالي يصل حوالي (600) مليون يورو تتضمن مساعدات تنموية (مالية وفنية) وإنسانية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة، وهي سابقة لألمانيا جعلت منها ثاني أكبر دولة مانحة للأردن.
ومن أوجه التعاون بين البلدين تلك المتعلقة بقطاع السياحة، إذ تستقبل المملكة سنويا آلاف السياح الألمان، أضف لذلك مشاركة الأردن في في فعاليات بورصة ومعرض برلين الدولي للسياحة والسفر، وهو يعدّ من أهم التظاهرات السياحية الهامة التي يتم من خلالها تسويق الدول سياحيا على مستوى عالمي. وتعدّ الجامعة الألمانية الأردنية واحدة من أهم أوجه التعاون بين الأردن وألمانيا، ليس فقط في جانب التعليم إنما أيضا في مجال الأبحاث، والجانب الثقافي والعلمي، ورفد السوق بخبرات علمية وكفاءات بمهارات عالية، ووجود الجامعة يعمل على زيادة التعاون في مجالات التبادل العلمي والأكاديمي والثقافي بين البلدين. ويبقى للعلاقات الأردنية الألمانية خصوصية العمل والإنجاز، ووحدة المواقف، والتنسيق، والدعم المستمر للقضايا الأردنية، والمواقف والثوابت التي ترى بها ألمانيا أساس استقرار المنطقة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :