-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 07-08-2019 09:38 AM     عدد المشاهدات 361    | عدد التعليقات 0

(المقاولين) في الزرقاء تطالب «61» عائلة بالغويرية إخلاء مساكنها المعرضة للانهيار

الهاشمية نيوز - كاد الفأس, أن يقع في الرأس, أول من أمس, وكاد سقف منزل متهالك في الزرقاء أن يدفن من تحته لولا العناية إلالهية التي حالت دون ذلك.
ولم يكن في وسع عائلة مكلومة إلا أن تشكر الله على النجاه بأعجوبة من موت محتم, ومن ثم البعث برسائل ونداءات وصرخات استغاثة لميسورين أصحاب أيدي بيضاء للتكافل الاجتماعي معهم وانقاذهم قبل أن تتكرر الحادثه.
يقول رب أسرة «محمد قنيبي « هوى سقف منزله وسقط أرضا دون اصابات في الأرواح « كأن زلزالا مر ببيتي, لقد انهار السقف وتسبب بتصدعات كارثية في جدران المنزل, وأصبح بيتي ينذر بكارثة وارده لا محالة, طال الزمان أو قصر». وهذا ما تؤكده كذلك تقارير تابعة لمديرية دفاع مدني محافظة الزرقاء حصلت «الدستور» على نسخة طبق الأصل عنها.
ولم يكتف رب الاسره المبتلى الذي يعمل سائق تاكسي بإطلاق صرخات الاستغاثه وحسب, بل قام بمخاطبة جهات رسمية معنيه, اطلعت «الدستور» على تلك المراسلات ومنها لمحافظ الزرقاء ومديرية دفاع مدني الزرقاء, ومركز أمن البتراوي, ووزارة التنمية، التي قدمت له 99 دينارا ونصف الدينار لترميم منزل حلت به كارثة وسقط سقفه وفق قوله.
هذه الحادثه المكرره في الزرقاء تأتي عقب عام كامل وفي الذكرى الأولى لإنهيار مباني سكنية في منطقة الغويرية بمحافظة الزرقاء حيث راح ضحيتها حينئذ 6 وفيات و10 إصابات, في مشاهد قاسية لآثار الدمار والانقاذ آثارت الرأي العام حينها.
وفي سياق ذا صله مباشره, طالبت نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين 61 عائلة زرقاوية من قاطني منطقة الغويرية فقط, بضرورة الإخلاء الفوري لمنازلهم القديمة والبحث عن مساكن أخرى آمنة, حرصا من النقابة على سلامتهم الشخصية.
ويعتبر حي الغويرية، أحد أقدم أحياء مدينة الزرقاء السكنية والقديمة وأكثرها اكتظاظا ونشاطا بشريا وحركه في الماره والمشاه والمركبات وتجاريا كذلك.
وتعود المساكن في الغويرية إلى نهاية خمسينيات وبدايه ستينيات القرن الماضي حيث كانت البيوت عبارة عن مبان طينية تحوي كل منها أسرة واحدة، لكن الحي تعقد , وقام الاهالي بتطوير منازلهم وفق طرق بعيده جدا عن الهندسة المدنية والإنشائية المتبعة حاليا.
نقابة مقاولي الانشاءات
ولايخفي المهندس فايز محارمة، رئيس فرع نقابة مقاولي الانشاءات الأردنيين في محافظة الزرقاء عن تحذيرها الفعلي لـحوالي 61 عائلة في منطقة الغويرية وإنذارهم بضرورة إخلاء منازلهم ومساكنهم الآيله للسقوط فورا, ودون أي تأخير وذلك خشية انهيارها أو إنهيار أجزاء منها, إلا أن أحدا من العائلات تلك لم تستجب لتحذيرات النقابة لهم.
وكشف محارمة إلى أن تقاعس العائلات في الخروج من منازلهم المتهالكة وتلكؤهم دفع بنقابة مقاولي الإنشاءات إلى إجبارهم على توقيع تعهد شخصي لدى محافظ الزرقاء بضرورة الاخلاء الفوري لمنازلهم وذلك عقب الكشف الحسي عليها من قبل لجنة متخصصة شارك فرع نقابته فيها بشكل فاعل, حيث كانت نتائج الكشف سلبية للغاية.
وتأتي مطالبات نقابه مقاولي الانشاءات الأردنيين في الزرقاء بضرورة إخلاء المنازل المتهالكة والقديمة بالتزامن مع ما شهدته محكمة بداية الزرقاء من تسجيل عشرات قضايا الاخلاء بحق تجار وسكان محليون وسط المدينة, إذ أصدرت أحكاما باخلاء العديد من الابنية كذلك.
وناشد محارمه عبر «الدستور» العائلات المشار اليها بضرورة إخلاء منازلهم لكي لا تكرر فاجعة «مبنى الغويرية» العام الماضي, واعتبر رئيس فرع نقابة المقاولين في الزرقاء أن ثلاثة أرباع المباني في منطقة الغويرية ذات بناء قديم, مشددا في الوقت ذاته على أن هذه المعضلة بحاجة إلى التفاتة ومعالجة جاده.
نقابة المهندسين
فيما أوضح المهندس سامي قاسم, رئيس فرع نقابة المهندسين في الزرقاء على أن نقابة المهندسين تنتدب في العاده مهندسها متخصصا ليكون مشاركا في كل لجنة تقوم بالكشف على المنازل المراد الكشف عليها من قبل أي لجنة ترغب نقابة المقاولين أو دار المحافظة أو دار البلدية في تشكيلها. مشيرا في الوقت ذاته إلى فرع نقابته في الزرقاء استعداده بمد يد التعاون مع نقابة مقاولي الإنشاءات الأردنيين وكافه الجهات المعنيه حرصا منهم على سلامة الأهالي وسلامة منازلهم, حيث يسخر الفرع خبرات مهندسية متقدمة لخدمة المجتمع المحلي.
بلدية الزرقاء
ويصف رئيس بلدية الزرقاء المهندس عماد المومني مشكلة الابنية القديمة بأنها «معقدة» وتعاني منها محافظة الزرقاء.
ويشير المومني وفق تصريحات صحفية إلى أن مبان كثيره أقيمت في خمسينيات القرن الماضي دون أي نوع من الصيانة لها، لافتا إلى أنها نفذت بطريقة مخالفة للمواصفات فضلا أن مواد البناء غير مطابقة.
ويعتبر المومني أن المباني القديمه في الزرقاء «مشكلة وطنية كبيرة» لا بد من تضافر جهود كافه الجهات كافة لحلها وذلك لصالح وقف إزهاق مزيد الأرواح البريئه التي لا حول لها ولا قوة.
ولفت المومني إلى أن البلدية تحتاج إلى لجنة وطنية لإجراء مسوحات ومعرفة عدد الابنية المعرضة للانهيار واخلاء المتوقع انهياره منها، مقترحا ان تكون من البلديات ونقابة المهندسين الأردنيين ولجنة السلامة العامة في دارالمحافظة.
منوها إلى أن المعضلة الحقيقية تكمن في أن معظم من يسكنون تلك الابنية القديمة من الفقراء الذين لا يقوون على إجراء الصيانة والترميم اللازم لها, فغالب تلك الابنية قديمة جدا وتحتاج الى إعادة تأهيل مع المحافظة على طابعها المعماري، ودعمها وتقويتها من خلال المقاطع الانشائية.
ويشير رئيس بلدية الزرقاء إلى أن المباني القديمة أنشت في ظل غياب مواصفات هندسية دقيقه وذلك من قبل مقاولين شعبيين غير مصنفين.
ويكشف المومني عن سر بناء المباني القديمة في الزرقاء قائلا: «المواد المستخدمة في البناء من نواتج الكسارات والمحاجر القريبة ومنها تلك المواد المستخدمة مادة «الحصمة» محذرا من أن معظم أصول تلك الماده يعود إلى الحجر الجيري الطري.
أما الخرسانة فبين المومني أنها كانت تخلط بطريقة يدوية مما يضطرهم سابقا إلى زيادة كمية المياه فيها مما يؤثر سلباً على قوة «الكسر» وبالتالي فهي «ساقطة مخبريا».
ويصف المومني الحديد المستعمل في بناء المنازل القديمه بــ «الحديد الأملس منخفض الشد» الأمر الذي يؤدي إلى ضعف تماسك الخرسانة الرديئة أصلا ويضاعف هذا الانفصال تسرب المياه والرطوبة لغياب العزل المائي.
ويضيف المومني «النظام الانشائي المستخدم في الابنية القديمة هو البناء الهيكلي, أي ان تصريف الحمولة من السقف إلى الجسور إلى الأعمدة إلى القواعد وأخيرا إلى التربة.
ويشدد المومني على أهمية إعادة تقييم وتأهيل المباني من لجنة من مجلس البناء الاردني ونقابة المهندسين الاردنيين ونقابة مقاولي الانشاءات والبلدية والسلامة العامة في دار المحافظة والعمل على كل ما من شأنه حماية الارواح، مطالبا المكاتب الهندسية التوقف عن اصدار شهادات المطابقة. وفي نهاية المطاف يظل الخوف والهلع من سقوط مبان أو أجزاء من المباني القديمه في محافظة الزرقاء هاجسا يسكن قلوب الزرقاويين ما داموا يسكنون تلك المباني القديمه المعرضه للانهيار.
ليظل المواطن الزرقاوي الفقير يعيش بين سندان إنهيار مسكنه ومطرقة الاخوف والإنهيار العصبي الناجم هن التفكير في ما يحلمه المستقبل نتيجه قدم المباني وتهالكها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :