-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 21-06-2019 10:07 AM     عدد المشاهدات 2488    | عدد التعليقات 0

ذاكرة المواسم

الهاشمية نيوز - من المشاهد المألوفة في الزرقاء خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي «شوالات» الفقوس والجعابير و»ضمات» الجلاتون والعدس والباميا الحمراء واليقطين وأقراص بزر عين الشمس وشمام الحروش، يأتي بها الحاج مصطفى ابو الرب مساء كل يوم إلى حارتنا بالزرقاء، الكل ينتظر ما يجلب من خيرات إربد وقراها، وفي حارتنا القديمة أيضاً وفي الجو الحار كنا ننتظر أن يحل المساء وتدخل الفية في كيان الحارة حينها تأتي الفاكهة اللذيذة القادمة من جرش وجبل عجلون، واربد .
ننتظر أن نتنشق رائحة التين الخضاري بتلك «البوكسات» القديمة بشكلها المستطيل وخشبها القوي، والذي كان يحضرها ابو الرب إلى بقالته، وكذلك العنب البلدي بسحاحيره الخشبية؛ تلتم الحارة يخرجون حبات التين المشقشة من داخل تلك البوكس، بعد إزالة أوراق التين التي تغطي حبات التين الناضجة . تفوح الرائحة تمتلك القلب والوجدان تغازل نسيما طريا يمر في هذا الصيف الحار، ويبارك تعب فلاح ذاك الذي يصحو باكراً يقطف حبات التين المترنخة بالندى، كيف لا وهو ابن التين والزيتون رفيق السنابل عاشق الحصاد زارع الورد والزيزفون بيده، تبدأ المواسم وبيده تنتهي فهو عندما يزرع بذرة تضحك له الحياة وتعطية حبات التين أملا بان الشجرة التي زرعها صار غصنها أخضر، تضحك للدنيا بعدما بدأت مسيرتها بتجذرها بالأرض لتصبح شجرة تعلو وتعلو شامخة في جو السماء بخضار النضارة لا تملك كبرياء بل تواضعا؛ فعندما تحمل تنحني وتعطي «تين خضاري» رائعا يصل لحارتنا وشعار فلاحها «من صبر ظفر» .أما في فصل الشتاء تتغير بضاعة ابو الرب إلى ضمم الخبيزة والعلت ويفرد تلال البرتقال الشموطي القادم من الأغوار الشمالية؛ فحين يصل البكب كانت حارتنا تفوح بشذى رائحة لذيذة تبعث على الأنتعاش، كان اللون البرتقالي يجتاح كل شيء في بقالة ابو الرب وحتى يجتاح من تهجر من يافا وهم سكان دور مس كوت يمسكون البرتقالة ويشتمون رائحة يافا وحيفا وفلسطين يمسكون حبة يفركونها ويتذكرون أغنية فيروز «أذكر يوماً كنت بيافا».
ومن ذكريات تلك المواسم أن البرتقال والتفاح اللبناني «ستاركن» وموز أبو نملة الريحاوي كانت تعتبر «طلة»، هدية تحمل للمرضى بتلك الأكياس الورقية.




وسوم: #ذاكرة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :