-

منوعات وغرائب

تاريخ النشر - 15-11-2018 10:42 AM     عدد المشاهدات 475    | عدد التعليقات 0

امرأة تقضي عاما لوحدها على متن قارب

الهاشمية نيوز - قضت سوزان سميلي عاما كاملا في البحر، ففي الصيف الماضي، تملكت سميلي، وهي محررة سابقة بقسم الطعام في مجلة G2 وصحيفة The Guardian، فكرة أن تستقيل من عملها لتجوب بريطانيا بحراً فأبحرت وحدها.

كانت تمرُّ على الموانئ بحثاً عن مكانٍ تقيم فيه، كانت تدعى دائماً للدخول، ليس كواحدةٍ من السكان المحليين أو كسائحة، لكن وفقاً لأحد أعراف الملاحة القديمة، بحسب ما ترجم موقع عربي بوست عن الغارديان.

كانت سعيدة للغاية، وقالت :كنتُ هناك أعيش على متن قارب كبير في نهر التايمز، في الوقت ذاته أعمل محررة منوعات في صحيفة The Guardian، وهي المهنة التي طالما تمنيتها. بيد أنَّ إحساساً داخلياً بالانزعاج ظل يراودني باستمرار".

كانت تشعر أنها منعزلةٌ عن نطاق العالم الخارجي، وعمَّق انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي ذلك الشعور.

حينها حدثتها نفسها بأن عليها الرحيل بحثاً عن صورةٍ أكثر تسامحاً لبريطانيا، "لربما يُصادفني بعض الأمل فأكتب عنه".

فقد كانت تبحث عن مهرب، وكان البحر وسيلتها لذلك، وبحلول آب وصلت إلى منطقة لاندز إند. لم تكن لديها رغبة في أن تبحر شمالاً، بعد أن علقت في هذا الطقس السيئ، أضف إلى أنَّ الخريف كان على وشك أن ينتهي. فاعتزمت أن تتجه جنوباً، وأكدّ لها أصدقاؤها الذين سبق لهم الإبحار هناك سهولة الأمر. بدأت الرياح تهب باتجاه قاربها "إسيان".

وقالت لصحيفة الغارديان: "ظهر التحدي اﻷول بعد عبور القناة (كان العبور 24 ساعةً غير مثيرة، ومرت بجانبي بضع سفن): في مجرى شينال دور فور، حيث توجد تياراتٌ قوية لمسافة 30 ميلاً حتى ممر راز دو سين سيئ السمعة. توقف المحرك قرب المدخل، فكرتُ أنَّه ليس الوقت الملائم لكنِّي سأبحر على أي حال. بعدها توقفت الرياح وتكاثف الضباب. وبعد ثلاث محاولاتٍ لتنظيف فتحة التهوية، عاد المحرك للعمل واجتزتُ الممر. كان ظهور الضباب تحدياً قائماً طوال الوقت".

وانطلقتُ متأخرة، في أواسط شهر أيلول، وتسابقتُ مع الريح قبل قدوم العواصف. وقضيتُ الشتاء في مدينة أولهاو.

تعلمتُ بضعة جمل باللغة البرتغالية تكفي للدردشة مع الصيادين عن أحوال الطقس، وتكوين صداقات، والتعامل مع المكان كالوطن.

وحينها شاهدت ذات ليلة عند الساعة الثالثة صباحاً بقارب على متنه عشرة رجال، أبحروا مئة ميل من الجزائر إلى هنا، على بعد 40 ميلاً من الساحل الإسباني.

وتابعت: "رقد بعضهم من المرض، واتكأ آخرون يدخنون في هذا القارب الممتلئ بالوقود، قلقتُ حيال ذلك. كان المشهدُ قاتماً، لكنِّي توقعتُ الأسوأ. قطعت خمسة أميال حتى تصل إلى هنا بعدما أُطلِقَت استغاثة من قارب ويلما، وهو قارب سويدي أُبحِر معه إلى جزر البليار. كان الرجال قد تتبعوهم مذعورين، وظلوا يصرخون، وفي لحظة يأس اندفع قاربهم في اتجاه هيكل سفينة ويلما فارتطم به، ثم قفز أحدهم على ظهر السفينة. بدا الأمر مُرعباً عبر جهاز اللاسلكي. سمعتُ صوت صديقي تيوبي وهو يقول: «وقع شخصٌ في الماء». هذه هي أسرع وسيلة لطلب النجدة، لكنَّها كانت تفتقر إلى التفاصيل. لم يكن واضحاً من الذي وقع في الماء؟ هل هو زوجته هيلينا؟ وكيف وصلوا إلى هنا؟".

تقول "تخيلتُ الأسوأ وأنا أغير مساري باتجاههم. كنتُ أرتجف بشدة حتى أنَّني بالكاد أدرتُ مفتاح محركي. تبين أنَّ رجلين سقطا في الماء أثناء محاولتهما بلوغ سطح سفينة ويلما، وانتُشِلا ولم يتأذَّ أيٌ منهما".

وتتابع: "إنَّني مندهشة مما خضته، وعرفتُ أنَّنا كبشر لدينا قدرة على التحمل والتأقلم أكبر بكثير مما نتصور. لم أكن يوماً ما شخصاً عملياً، لكنَّني أتعلم".

وأبحرت باتجاه جبل موسى المقدس في إفريقيا، وأعمدة هرقل التي تفصل بين قارتي إفريقيا وأوروبا. ذات صباح انضم إليها سربٌ من الحيتان الطيارة، وأسماك أبو سيف، التي بدت عضلاتٍ خالصة من الفضة وهي تنبثق من البحر.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :