حداد: الجهود الأردنية الحثيثة تثمر عن تراجع عجز الأونروا إلى 64 مليونا

الهاشمية نيوز - قال القائم بأعمال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية، نضال حداد، إن "العجز المالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تراجع إلى 64 مليون دولار، بفضل الجهود الأردنية الحثيثة، وبالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية، لحشد الدعم السياسي والمالي اللازم للوكالة".
وأضاف حداد، خلال اجتماعه أمس مع فاعليات شعبية في مخيم سوف بجرش، إن "الأردن تنبّه مبكراً لأزمة "الأونروا" المالية، وتحرك بشكل حثيث، وبشراكة حقيقية مع الوكالة، بدءاً من مؤتمر روما لدعم الوكالة الذي عُقد في 15 آذار (مارس) وانتهاء بالاجتماع الأخير الذي دعا إليه الأردن، بالتعاون مع السويد والاتحاد الأوروبي واليابان وألمانيا وتركيا، في ضوء اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بملف (الأونروا)، وتوجيهاته للحكومة بضرورة التحرك لحشد الدعم المناسب لها".
وأشار إلى أن "قضية اللاجئين الفلسطينيين تحتل أولوية عليا في السياسة الأردنية، بقيادة جلالة الملك"، مشدداً على "الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، بما فيها القدس والمقدسات وقضية اللاجئين الفلسطينيين، إلى حين ايجاد حل عادل لها وفق القرار الدولي 194".
وأكد "دعم الأردن الكامل لعمل الوكالة، باعتبارها الشريك الاستراتيجي فيما يتعلق بقضية اللاجئين الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "الأردن وبتوجيهات جلالة الملك يقوم بجهود حثيثة، ومن خلال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، لدعم "الأونروا" سياسياً ومالياً والوقوف معها من أجل تجاوز أزمتها".
وأوضح أن "دعم الوكالة يعدّ رسالة سياسية تشي بعدم تخلي المجتمع الدولي عن اللاجئين الفلسطينيين وتركهم ضحايا للعوز واليأس، وعدم السماح بحرمانهم من الخدمات، الصحيّة والتعليمية والإغاثة الاجتماعية والأساسية، والتي تعتبر حقاً أصيلاً لكل لاجئ فلسطيني، حسب القرار الأمميّ بإنشاء الوكالة رقم 302 لعام 1949".
ودعا المجتمع الدولي إلى المساعدة في "تبديد تحويل القلق الذي يعاني منه اللاجئ الفلسطيني، عبر توفير الموارد المالية، وبما يوفر الأمن والاستقرار للاجئين الفلسطينيين"، مؤكدا
أهمية التواصل مع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات المتوزعة بالمملكة، وتفعيل دور القيادات الاجتماعية عبر سياسة الأبواب المفتوحة، وتنظيم جولات ميدانية لتلمس الاحتياجات على أرض الواقع.
وأضاف، إن الدائرة وبموجب مهامها، تشكل حلقة الوصل بين مؤسسات الدولة المختلفة لـ "تقديم أفضل الخدمات لسكان المخيمات وتوفير الحياة الكريمة لهم، والعمل بتشاركية مع المجتمع المحلي بما يفضي إلى تفهم ودعم السياسات الحكومية وخططها وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية".
وقال، إن "المخيمات تحظى باهتمام ورعاية ملكية باستمرار، ويتمثل ذلك بالزيارات التي يقوم بها جلالة الملك ولقاءاته مع أبناء شعبه، بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى المكارم والمبادرات الملكية لأبناء المخيمات، ومنها المكرمة الملكية للطلبة من أبناء المخيمات للدراسة في الجامعات، حيث خصص لهم 350 مقعداً سنوياً".
ولفت إلى جهود تأهيل مساكن ألأسر العفيفة في المخيمات، ومكرمة المساعدات للأسر الفقيرة، والمبادرات الملكية لدعم البنى التحتية من خلال إنشاء وبناء المراكز التنموية الشاملة والحدائق والملاعب وبناء مقرات لمؤسسات المجتمع المدني في المخيمات، إضافة إلى الدعم الحكومي للجان خدمات المخيمات والأندية الرياضية والشبابية والثقافية.
وكان الناطق الرسمي "للأونروا"، سامي مشعشع، قال إن "الاجتماع الوزاري الذي استضافه وزراء خارجية الأردن والسويد وتركيا واليابان وألمانيا، إلى جانب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس الاتحاد، في نيويورك، أفضى إلى جمع تبرع مميز بقيمة 122 مليون دولار".
وأشار الى أن "هذا الاجتماع شكل خطوة حاسمة في الجهود الموجهة للتغلب على العجز المالي المتبقي لدى الوكالة، وقيمته 186 مليون دولار، والحفاظ على عمليات "الأونروا" في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وفي قطاع غزة والأردن ولبنان وسورية".
وأضاف، إن "الأونروا" واجهت "أزمة مالية حادة عندما أعلن أكبر مانحيها في كانون الثاني (يناير) الماضي عن إجراء تخفيض كبير في مساهماته، حيث بلغ العجز لدى الوكالة مستوى غير مسبوق وصل إلى 446 مليون دولار"، مشيرا إلى أنه "منذ ذلك الحين، نجحت جهود حشد التمويل، ومنها الاجتماع الوزاري في نيويورك، في تخفيض العجز إلى 64 مليون دولار".
وحضر الاجتماع وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى من 34 دولة عضو ومنظمة، من بينها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية.
كما شارك في الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس ورئيس الجمعية العامة والمفوض العام "للأونروا" بيير كرينبول، واثنان من الطلبة اللاجئين الفلسطينيين.